موضوعات مقترحة
توتر متزايد في الضفة الغربية وقصف إسرائيلي على مخيم "جنين"
غزة – وكالات الأنباء:
استشهد 22 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي متسارع على قطاع غزة، سابق الزمن قبل إقرار الهدنة على الأرض بينما انتقل التوتر إلى الضفة الغربية وسط تصاعد الاعتداءات على مخيم جنين.
وذكرت التقارير أن القصف تركز على وسط قطاع غزة، وسط مخاوف من عدم الالتزام بالهدنة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 46 ألف شهيد.
وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة موجهة بدقة، استهدفت أحد نشطاء حماس البارزين الذي كان يعمل من "مجمع للقيادة والسيطرة" في مدينة غزة، والذي كان يستخدم من قبل كمدرسة، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأفادت الصحيفة الاسرائيلية اليوم الأربعاء، بأن الموقع تم استخدامه للتخطيط لشن الهجمات وتنفيذها ضد القوات والمدنيين الإسرائيليين، بحسب جيش الاحتلال.
كما استهدفت غارات أخرى نشطاء ينتمون لحماس في خان يونس ودير البلح، حيث "تم قصف ما يقرب من 50 هدفا في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
توتر بالضفة الغربية
على صعيد آخر قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عدم استجابة السلطة الفلسطينية لوقف الحملة الأمنية التي تشنها في مخيم جنين يحملها مسؤولية الشراكة في الجريمة الإسرائيلية بالمخيم، بعد قصف أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين الليلة الماضية.
ونعت حماس -في بيان- شهداء ما سمتها "مجزرة الاحتلال" في مخيم جنين، مشددة على أن "هذه الدماء الزكية لن تذهب هدرا". وأضافت أن جريمة الاحتلال جاءت بعد ساعات من عدم استجابة السلطة للمبادرة الوطنية المجتمعية لإيقاف الحملة الأمنية هناك. وأفادت بأن تصاعد عدوان الاحتلال على الضفة وقصف مخيم جنين لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزم مقاومته.
والليلة الماضية، استشهد 6 أشخاص بينهم 3 شبان أشقاء وطفل وأصيب آخرون جراء القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال على مخيم جنين.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ القصف، لكنه لم يوضح ماذا كان يستهدف. غير أن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصادر تأكيدها أن الهجوم كان يهدف "للقضاء على قيادي كبير".
وبذلك ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية إلى 854، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وتعقيبا على القصف الإسرائيلي، قال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أنور رجب إن القصف "تدخل سافر ومخطط له مسبقا من أجل خلط الأوراق وإفشال كافة الجهود التي تُبذل في سبيل حفظ الأمن والنظام واستعادة الحياة إلى طبيعتها، كما يعكس نية الاحتلال المبيتة لتعطيل كل مسعى وطني يسهم في حماية شعبنا".
وأشار رجب إلى مبادرة قدمها المجتمع المحلي في مدينة جنين ومخيمها وريفها ومؤسساتها لتطويق الأزمة، وأعلنت الفصائل داخل المخيم الثلاثاء ترحيبها بها.
وشهد المخيم اشتباكات بين مقاومين من "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من جهة، والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من جهة أخرى.
ونقلت التقارير عن شهود عيان سماعهم دوي انفجارات ناجمة عن عبوات ناسفة محلية الصنع، حيث أدت إلى تعطل مركبة تابعة لأجهزة أمن السلطة، التي عملت على إخراجها من المخيم تحت إطلاق الرصاص.
وفي تطور لاحق، قالت كتيبة جنين إنها وافقت على مبادرة "تهدف إلى حقن الدم الفلسطيني، وحقنا المشروع في مقاومة الاحتلال المجرم الذي يمعن في تهويد مقدساتنا واستباحة أرضنا والتنكيل بأبناء شعبنا".
وكانت المبادرة قد تقدمت بها لجان الإصلاح في جنين، وذكرت لجان الإصلاح أن قوات أمن السلطة وافقت كذلك على المبادرة.
في غضون ذلك، دعا ممثلون للمجتمع المدني بجنين القيادة الفلسطينية إلى إعادة النظر في الآليات المعتمدة حاليا في التعامل مع أوضاع جنين، بهدف إعادة الاستقرار إلى المخيم الذي غادره ما يزيد عن ثلثي سكانه، وتعطلت أشكال الحياة فيه.
وأعرب المشاركون في مؤتمر وطني عُقد تحت شعار "الموقف الوطني لوحدة الدم والمصير"، عن دعمهم لإنفاذ سيادة النظام والقانون، وأشاروا إلى أن مدينة جنين ومخيمها وريفها يشكلون جزءا لا يتجزأ من الجغرافيات السياسية والوطنية لدولة فلسطين.
وأكدوا على حرمة الدم الفلسطيني وأهمية وقف جميع أشكال التحريض وإثارة الخلافات والنعرات التي لا تخدم المصلحة العامة أو السلم الأهلي، كما شدد المشاركون على ضرورة ضبط الأمن وتجريم أي اعتداء على المؤسسات العامة والخاصة.