Close ad
15-1-2025 | 18:07
الشباب نقلاً عن

أعرف أن ما أكتبه ربما يضايق بعضهم، أنا فعلا أرغب فى ذلك، أجد متعة أحيانا فى أن تتحول الكلمة الى رصاصة تصيب الهدف، أصلا يكفى أن يكون لى هدف، فما بالك بنشوة الوصول إليه، لذلك لا أفكر أبدا فى استخدام سلاح "البلوك" لنفى المختلفين معى فى الرأى على السوشيال ميديا، لن أمنحهم فرصة للنجاة، "البلوك" يوفر ملاذا آمنا لأشخاص يجب ألا يكونوا فى دائرة الأمان، 

موضوعات مقترحة
أسألك الآن وأنت تتابع الأخبار السيئة تأتى من دمشق: 
هل تعتقد أن ما حدث كان صدفة، أم أنه مخطط مدروس ومعد سلفا؟
هل يقف عند حدود الشام أم يمد الشيطان عينيه لما هو أبعد من ذلك؟

خائف؟
قَلِق على مصر؟
مطمئن؟
صف لى شعورك.. اشرح الأسباب، ثم اسمح لى بأن أفكر معك:
فمن الوارد جدا أن تكون مصر مستهدفة، لا، بل من المؤكد، حدث من قبل وسوف يحدث، لكنها بلد تحترف المقاومة، تدمنها، تقتاتها خبزا يوميا طازجا بلهيب الفرن، وعلى صخرة إرادتها - ياما- تكسرت أمواج عاتية، لكنْ لا البحر سيتوقف عن قذف أمواجه، ولا "الصخرة"سوف تلين، وهذا هو لُبُّ الموضوع، وهو أيضا جوهر الصراع فى الأيام القادمة، فبينما تذهب كثير من الآراء إلى اعتبار الجيش المصرى هو هذه "الصخرة" التى لا تلين، وهو تفسير له مايبرره خاصة وقد استقر فى الضمير الجمعى للمصريين أن الجيش بعد حرب أكتوبر 73 قد أصبح هو الدرع والسيف، إلا أننى أُفَضّل ألّا أكتفى بهذا التفسير، أو بتعبير أدق لا أحب أن تحمل القوات المسلحة الشيلة كلها "كتفا سلاح" ثم أتركها تخوض معاركها وأنا جالس فى مقاعد المتفرجين مشجعا ومصفقا.. لا.. لم يعد هذا كافيا الآن، ثم إن"الصخرة" التى أحدثك عنها هى ذاتها التى تمنح الثقة للجيش  فى اللحظة التى يجب أن تتكلم فيها البندقية، وهى لحظة أكاد أسمع صداها..
هذه "الصخرة" هى أنت.. وأنا .. هى نحن- المصريين- 
 كلمة السر التى تنتظر ساعة الصفر لتُخْرِج بشكل عفوى أجمل ما فيها وأنبل ما فيها وأصدق ما فيها فتغيّر المعادلات وتسقط المخططات،
لا أبالغ .. صدقنى .. 
أقول لك: لكل بلد ظروفه، ولكل شعب قدرته على الاحتمال، ومن ثم، لا أتجنى على أحد، أو أُعيّر أحدا، همزا ولا لمزا، لكنى أتكلم عن مصر والمصريين، فإذا شعر أحد بأن الكلام يوجعه فتلك مشكلته، لدينا نصف مثل شعبى يقول: 
"اللى على راسه بطحة" والنصف الآخر أنت تعرفه..
المصريون - كما أراهم- شعب لم يقطعوا الحبل السُّرى الذى يربطهم بالأرض التى ولدوا عليها، ونشأوا فيها، تلك طبيعتهم - حسنى مبارك نفسه بعد تنحيه لم يهرب-  فالمصريون لم يكونوا فى يوم من الأيام جماعة من المهاجرين فى بلاد الدنيا، حتى من يهاجر منهم بشكل فردى سعيا وراء الرزق، تجده يرسل لأهله فى مصر نقودا ليشتروا له أرضا أو يبنوا بيتا يسكنه حين يعود.. قد تضيق بهم الأحوال أو تعاكسهم الظروف، فيلعنوها، لكنهم فى لحظة الخطر يتبدلون، يصطفون "هم وأهلهم فى رباط إلى يوم الدين".
تجارب التاريخ تشهد .. فى أيام العدوان الثلاثى مثلا، حارب الشعب بكل ما يملك  من البندقية إلى الأغنية، وبقيت كلمات الكابتن غزالى رمز المقاومة الشعبية فى مدن القناة شهادة للتاريخ على التاريخ:
و إن كان ع الأرض هنحميها
و إن كان على بيوتنا هنبنيها
وعضم اخواتنا
 نلمه نلمه
نسنه نسنه 
نعمل منه مدافع وندافع
ونجيب النصر هدية لمصر
وفى  67 منح الشعب ثقته لقيادته لتعيد بناء الجيش فتحقق النصر بعد 5 سنوات فقط من نكسة تكسيرعظام، فقام وعبر وصنع معجزة فى زمان قيل إنه لم تكن به معجزات.
وغير بعيد ما جرى فى 2012 .. لم يترك المصريون بلدهم لجماعة المرشد برغم كل ما مارسه الإخوان من عنف وقتل وترهيب وتعذيب.. وقفوا، وقاوموا ورفضوا، حتى انكسرت على صخرتهم شوكة الإرهاب..
لذلك يستهدفون الشعب، شبابه وبناته، رجاله ونساءه، يحاولون إلهاءه، إحباطه، يضربونه بقنابل عنقودية من الأكاذيب، يريدون إيجاد ثغرة فى قلب الصخرة، ولكنْ، هل تعتقد أن شعبا بهذه الصفات قابل للكسر؟
طيب، فمابالك لو كان لهذا الشعب جيش هو الأخلص، وهو الأكبر، وهو الأقوى، وهو الأحرص على حماية ظهره؟
جيش مصر، جيش الشعب، وليس جيش الحاكم، ولا جيش الطائفة.. 
تقارير الساعات الأخيرة المُسربة من دمشق تقول إن الأسد أصدر قرارا بحل الجيش، وأمر القادة بمغادرة معسكراتهم وترك أماكن خدماتهم، فلجأ بعضهم إلى العراق، وفر آخرون إلى ريف دمشق هربا من المسلحين القادمين للاستيلاء على العاصمة، بينما توجه بشار الى القاعدة الروسية ومنها استقل طائرة هاربا إلى روسيا، وقيل إن الروس عطلوا أنظمة الرادار فى سماء سورية حتى لاتنكشف وجهة الطائرة..
هروب منظم ومخطط - إذن- 
نهاية ربما تناسب طاغية صغيرا، حكم بنفسه على نفسه فى حوار تليفزيونى حين قال: إن من يهرب إما فاسد حصل على أموال، أو جبان، ووصفه نائب رئيس الجمهورية السورى الأسبق عبدالحليم خدام بأنه يفتقد العقل، لكنّ تلك النهاية لا تليق بسورية ولا بجيشها رفيق السلاح والنصر فى حرب أكتوبر التى لم تنس إسرائيل عارها، فانتهزت الفرصة لتنتقم من بقايا الجيش السورى فأغارت على مقراته ودمرت قواعده فى نكسة عربية جديدة، وبرغم ذلك يبقى فى سورية أمل .. وفى شعبها رجاء، فالسوريون ليسوا همجا، وإنما أصحاب ماض عريق، والشعب السورى يمتلك نخبة مفكرة ومثقفة، تستطيع فى لحظة أن تنتفض وتتوحد لتنقذ وطنها وتحافظ على مؤسسات دولتها، وتعيد بناء جيشها، فيهم سياسيون وفنانون، وهى بلد حضارة وتاريخ..
 لك يا شامُ السلامةُ .. وسلاما يا بلادى فى كل حين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: