في رحلة ملهمة تبدأ من أمريكا، وتنتقل عبر تحديات قطاع الاتصالات في مصر، يسرد المهندس محمد الخواجة، نائب رئيس شركة الحليم للمقاولات، تفاصيل تجربته الفريدة في عالم صناعة الكابلات. من بداياته في مجال السياحة والليموزين، وصولاً إلى تحقيق نجاحات ملموسة في تنفيذ مشاريع ضخمة مثل المونوريل، والتحول الرقمي في المدارس، والكابلات الفايبرية التي تربط مصر بالعالم، يتحدث المهندس الخواجة عن التحديات والفرص التي واجهها، ورؤيته المستقبلية للصناعة في مصر والمنطقة العربية.
موضوعات مقترحة
كيف بدأت مسيرتك المهنية؟
بدأت مسيرتي المهنية في مجال مختلف تمامًا عن المقاولات، حيث كنت أعمل في مجال الليموزين والسياحة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد أن قضيت حوالي 24 عامًا هناك، اضطرتني الظروف للعودة إلى مصر. في البداية، لم يكن مجالي يتضمن الأعمال الهندسية، لكنني اكتشفت حبي للتكنولوجيا والاتصالات، وبدأت العمل بوكالة أمريكية تختص بصناعة آلة لتدفق الكابلات لمسافات طويلة باستخدام تقنية "الهواء المضغوط"، وهو ما فتح أمامي الباب لتوسيع معرفتي في هذا المجال.
كيف وجدت سوق الكابلات في مصر؟ وهل ترى أنه سوق واعد؟
بالطبع، سوق الكابلات في مصر هو سوق واعد. الكابلات، وخاصة كابلات الألياف الضوئية (الفايبر)، أصبحت أساسًا في الحياة الحديثة. العالم كله يعتمد على هذه الكابلات في نقل البيانات والتواصل، سواء في الإنترنت أو في الشبكات الأخرى. لذلك، أعتقد أن مستقبل هذا السوق مشرق للغاية.
هل ترى أن هناك تطورًا في صناعة الفايبر أوبتيك في مصر؟
نعم، بالطبع. في البداية كانت الشبكات تعتمد على الكابلات النحاسية، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبح الاعتماد الأكبر على الألياف الضوئية. وعلى الرغم من أن هناك تطورات كبيرة في هذا المجال، إلا أن الفايبر يظل هو الخيار الأمثل في المستقبل، حيث يساعد في ربط الأماكن البعيدة ويوفر سرعة اتصال أكبر وأكثر استقرارًا.
حدثنا عن مشاريعكم الكبرى مثل المونوريل، وكيف كان دور شركتكم في هذا المشروع؟
شركة الحليم كان لها دور كبير في مشروع المونوريل الذي يعد مشروعًا قوميًّا ضخمًا. المونوريل في مصر هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويبلغ طوله حوالي 100 كيلو متر. كان لنا دور في تنفيذ الأعمال المتعلقة بالكابلات الكهربائية والبنية التحتية في هذا المشروع، حيث قمنا بتركيب الكابلات الخاصة بالتحكم في النظام، وتعاوننا مع شركات عالمية في تنفيذ المشروع.
هل هناك مشروعات أخرى تسعى شركتكم لتنفيذها في المستقبل القريب؟
نعم، لدينا العديد من المشاريع المستقبلية. نحن حاليًا نعمل على توسيع نطاق عملنا في مشروعات التحول الرقمي، بما في ذلك ربط المدارس والجامعات والشركات بالبنية التحتية الرقمية باستخدام كابلات الفايبر. كما نهدف إلى دخول مجالات أخرى مثل "المنزل الذكي" (Smart Home)، وهو مجال واعد جدًا يتطلب استخدام الألياف الضوئية لربط الأجهزة المختلفة في المنزل.
كيف ترى أهمية الأمان السيبراني في مشاريع الفايبر؟ وهل تفكرون في دخول هذا المجال؟
الأمان السيبراني أصبح جزءًا أساسيًا في جميع المشاريع التكنولوجية الحديثة، ونحن بالفعل نعمل على تطوير حلول آمنة لعملائنا. بمجرد أن تلتزم الشركات بالمعايير الأمنية في تنفيذ مشاريع الفايبر، تزداد القدرة على توفير بيئة آمنة للتعامل مع البيانات والمعلومات. نتطلع أيضًا للتوسع في هذا المجال نظرًا لأهميته المتزايدة.
هل تتعاونون مع شركات خارج مصر؟ وما هي خطط التوسع المستقبلي لشركتكم؟
نعم، لدينا خطط للتوسع في أسواق جديدة خارج مصر، خصوصًا في منطقة أفريقيا والخليج. هناك بالفعل حوار مع شركات سعودية لإنشاء مصنع مشترك في المملكة لتصنيع كابلات الفايبر أوبتيك. نحن أيضًا نسعى لبناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا.
كيف تصف حجم الخبرات والقدرات داخل شركة الحليم؟
في شركة الحليم، لدينا فريق عمل مدرب على أعلى مستوى من الكفاءة. نحن نمتلك عددًا كبيرًا من المعدات الحديثة مثل آلات لحام كابلات الألياف الضوئية التي تعتبر من الأكثر تطورًا في السوق. كما نولي اهتمامًا كبيرًا بتدريب موظفينا لضمان أن كل مشروع يتم تنفيذه وفقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة.
هل هناك كلمة أخيرة تحب أن توجهها؟
أنا فخور جدًا بما حققته شركتنا حتى الآن، وأعتقد أن هناك الكثير من الفرص التي تنتظرنا في المستقبل. نحن نركز على التطوير المستمر والتوسع في أسواق جديدة، ونؤمن بأن النجاح يعتمد على الخبرة والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا. وأتمنى أن نواصل تقديم حلول مبتكرة تساهم في تحسين بنية مصر التحتية وتعزز من مكانتنا في السوق المحلي والدولي.
المهندس محمد الخواجة، نائب رئيس شركة الحليم للمقاولات