Close ad

الشرطة المصرية وصفحات خالدة في سبيل الاستقلال

14-1-2025 | 18:37
الشرطة المصرية وصفحات خالدة في سبيل الاستقلالالشرطة المصرية و صفحات خالدة في سبيل الاستقلال
موضوعات مقترحة

كثير جدا من الشباب الحالي لا يعرفون التاريخ النضالى للأمن المصري ولا يدركون لماذا كان يوم 25 يناير هو عيدهم وهو الذي يعود إلى بطولاتهم في ذلك اليوم عام 1952، ولكى ندرك تلك الأيام حين تصدى الأمن المصري للاحتلال الإنجليزي في الاسماعيلية كانوا شبابا من تلك الأمة، كانوا ضباطا وجنودا من أبناء مصر البررة الأطهار صفوة الخير المغلوب بين الشر الغالب في تلك الأيام الذين  نذروا دماءهم الزكية لله ومصر يستشهدون مستبسلين رفضا للاحتلال البريطاني وصونا للسيادة المصرية ورفض الذل والهوان وقد استبسلوا بشجاعة في وقت كانت فيه في مصر في ظل الاحتلال، أناس كالذين نراهم اليوم من يضر ولا ينفع كالهالوك ومن يرتفع ولا يستحق كالعليق، كان منهم من العيون التى تتجسس للعدو، ومنهم الأوغاد الذين يقضون أيامهم اللاهية عكفا على الفحش  ينفقون أموالهم التي استقطروها من السفارات ومنهم الأنذال الذين كسبوا المال وخسروا الشرف، شروا الجاه وباعوا الضمير، فظلوا بيننا تماثيل للؤم والبلادة.

أما رجال الشرطة في مديرية الأمن بالإسماعلية فكانوا يعبرون بحق عن إباء هذا الشعب وهذه الأمة كانوا في يناير 1953 مثل الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو من المصطفين الأخيار، وكما ضحوا في ذلك اليوم يواصلون اليوم عطاءهم ضد الإرهاب الأسود الذي انتهجته الجماعة الإخوانية  وتحالفاتها القاعدية ولذا أضحوا مع شعبهم وجيشهم الباسل هدفا للإرهاب .. ولا يمضى شهر إلا ويغتالوا بطريقة غادرة أحد أفراد الشرطة، وأضحى شبح الموت ، يطل بين كل لحظة وأخرى على هؤلاء الشرفاء من أفراد الشرطة ليختطف من بينهم واحدا له ولد رضيع أو طفل يحبو أو زوجة سوف تصبح في غمضة عين أرملة أو أم سوف تصبح في سرعة البرق ثكلى، لماذا يستهدفون الشرطة المصرية ؟ يستهدفونها لأنه إذا كان الجيش المصري في كل أمة عنوان عزتها ومظهر قوتها ومنعتها فإن الشرطة هي مرآة حضارتها ومقياس ما بلغته من رقى ومدنية وهؤلاء الإرهابيون هم أعداء الحضارة وكارهى المدنية والرقي والتحضر. لأن الشرطة المصرية هدفها تحقيق الاستقرار والأمن لمجتمع ما بعد ثورة 30 يونيو لاأهما عماد وأساس الرخاء ولا يمكن لشعب أن يتفرغ للبناء الاقتصادى إلا في جو من الهدوء والطمأنينة على النفس والمال وكل مجهود تبذله الشرطة في مجال الأمن إنما هو بمثابة حجر يضاف إلى البناء الاقتصادى والاجتماعي، والإرهابيون لا يريدون لمصر إلا الخراب والدمار.

إن الأصوات الناشزة من المنتقدين للشرطة وواجبها المقدس في مكافحة الإرهاب أحيل عليهم ما فعله محركوهم من الأمريكيين فحين تعرضت أمريكا للإرهاب في هجمات 11 سبتمبر فإن الإدارة الأمريكية  لم تتردد في حماية شعبها من الإرهاب واتخذت العديد من الإجراءات وأصدرت العديد من القوانين والقرارات التي انطوت على تقييد الحريات المدنية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، مما شكل مساسا بجوهر وآليات النظام الديمقراطي الأمريكي. و قانون مكافحة الإرهاب رقم (56) للكونجرس (107) الصادر في أكتوبر 2001، والمعروف بقانون حب الوطن يُعتبر من أبرز القوانين التي صدرت في هذا السياق، وسع من صلاحيات أجهزة الأمن والأجهزة التنفيذية بصفة عامة، إلى حد التجسس على الناس في بيوتهم.

تحية لرجال الشرطة الشرفاء الأبطال إن الشعب ينظر اليكم في صفحات تاريخكم النضالي وفي شرف مقصدكم، حفظ الله مصر بشعبها وقواتها المسلحة وشرطتها.

د. عبدالعظيم محمود حنفي

خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية
 
  •  
  •  
  •  
  •  
اقرأ أيضًا: