تُعد حديقة الأزبكية، التي أُنشئت قبل أكثر من 150 عامًا، واحدة من أبرز المعالم التراثية في القاهرة الخديوية، أنشأها المهندس الفرنسي «باريل ديشان بك» على مساحة 18 فدانًا، وزُينت بسور من البناء والحديد مع بوابات تفتح على الجهات الأربع الجغرافية.
موضوعات مقترحة
كانت الحديقة شاهدة على أحداث تاريخية كبرى، لكنها عانت من إهمال طويل، دفع الدولة إلى إعادة إحيائها ضمن مشروع تطوير شامل للقاهرة الخديوية.
حديقة الأزبكية.. تاريخ عريق في قلب القاهرة
خلال عصر الخديو إسماعيل، كانت الحديقة مركزًا ثقافيًا وترفيهيًا؛ حيث احتضنت المسرح الكوميدي الفرنسي ودار الأوبرا الخديوية؛ وفي يونيو 1887 م شهدت الحديقة احتفال عيد جلوس الملكة فيكتوريا من قبل الجالية الإنجليزية في مصر، وأيضا احتفال الجالية الفرنسية بعيد 14 يوليو.
كما شهدت الحديقة الأثرية، الاحتفالات المصرية، وكان أبرزها الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني واحتفال الجمعيات الخيرية.
وشُيد في منطقة الأزبكية المحيطة بالحدائق عددًا من الفنادق الشهيرة مثل «شبرد» و«الكونتيننتال» بالإضافة إلى «وندسور» و«إيدن بالاس».
وأكد اللواء محمد سلطان، رئيس مشروع الحدائق المتخصصة في محافظة القاهرة لـ «بوابة الأهرام»، أهمية حديقة الأزبكية التاريخية، موضحا تسليمها إلى وزارة الإسكان للإشراف على أعمال ترميمها وإعادة إحيائها، ومشيدًا بجهود الدولة في الحفاظ على الحدائق التاريخية والتراثية.
ملامح مشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية
وتتولى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية حاليًا أعمال تطوير الحديقة، بهدف استعادة مكوناتها التراثية وإبراز قيمتها التاريخية.
ويشمل مشروع تطوير الحديقة بحسب ما أعلن عنه الدكتور ماهر ستينو، استشاري المشروع، ترميم النافورة الأثرية، وإعادة إحياء البحيرة والكوبري الخشبي، مع الحفاظ على الأشجار التاريخية وتوثيق تاريخ كل شجرة، وتجديد البرجولات التاريخية، وسور الحديقة.
وأضاف، أنه تم الانتهاء تمامًا من المبنى الإداري، والمطعم والمسرح الروماني والبحيرة، فيما يتم العمل على الانتهاء من البوابات وخزّان المياه والحريق والبرجولات والأسوار وأعمال تنسيق الموقع.
وبحسب البيانات الرسمية، وصلت نسبة إنجاز أعمال تطوير حديقة الأزبكية إلى 93%، باستثناء أكشاك الكتب ونادي السلاح والنافورة الأثرية.
ويهدف مشروع إحياء حديقة الأزبكية إلى تعزيز الهوية الثقافية لمحيط المنطقة؛ لتشمل الأعمال تطوير ميدان العتبة، ومجمع المسارح، وميدان الأوبرا، بما يعيد للمنطقة دورها كمركز ثقافي وسياحي بارز.
حديقة الأزبكية.. وجهة سياحية وتراثية جديدة
ومن المنتظر اكتمال مشروع التطوير، لتعود حديقة الأزبكية إلى مكانتها كواحدة من أهم الوجهات التراثية في القاهرة، التي توفر متنفسًا حضريًا يعكس عراقة التاريخ وجمال الطبيعة في قلب العاصمة المصرية.