صحراء سيوة حسب ما نقلته الأبحاث كانت بأسرها عبارة عن قاع لبحر قديم، فمنذ 25 مليونا إلى 35 مليون سنة مضت كان ماء البحر يغطي سطح الأرض، وكانت مصر مُغطاة حينها ببحر التيثس العتيق، وقد تم اكتشاف الكثير من الحفريات البحرية للعديد من الكائنات الحية التي ترجع إلى تلك الحقب الجيولوجية، وتم بمنطقة تبغيغ التابعة لواحة سيوة بالقطاع الشرقي اكتشاف بقايا لحوت باسيلوسورس وقد يكون هو الأكبر في العالم.
موضوعات مقترحة
قد يعتقد الكثير أن وادى الحيتان في محافظة الفيوم وفقط، عفوا من فضلك صحح معلوماتك لدينا في "واحة سيوة" بمحافظة مرسى مطروح واد آخر للحيتان، وإن شئت فلتقل وديان!، ففي منطقة شياطة غرب واحة سيوة بالقرب من الحدود المصرية الليبية، وهى من أجمل الواحات غير المأهولة غرب سيوة، وكانت محطة لاستراحة القوافل المسافرة بين ليبيا ومصر، ويعود تاريخها إلي عصر ما قبل الأسرات ووجدت بها آثار أقدام من فترة (Pre History)، حيث تم العثور فيه علي آثار تعود لعصور ما قبل التاريخ عن طريق البعثة الفرنسية في نهاية التسعينيات بقيادة " لويس باريس"، حيث تقع العديد من الأحافير البحرية والقواقع في الجبال الممتدة من شرق الواحة لغربها.
ويتوسط الواحة أربع بحيرات مالحة، هي بحيرة المعاصر شمال شرق الواحة، وبحيرة الزيتون شرق الواحة، وبحيرة سيوة غرب مدينه شالي، وبحيرة المراقي غرباً.
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
وتوجد العديد من الواحات المهجورة والمنخفضات التابعة لسيوة، منها: واحة "شياطة" على بعد 55 كم غرب سيوة، وواحة "الملفي" على بعد 75 كم شمال غرب سيوة، وواحة "اللعرج"، وواحة "النوامسة"، وواحة "البحرين"، وواحتي "نواميسة" و"سترة"
تقع واحة "نواميسة" شرق واحة البحرين بحوالى 10 كم، وهى واحة بها أشجار النخيل وبركة مياه وبعض المقابر المنحوتة فى الصخر، أما واحة "سترة" فتقع شرق واحة البحرين ونواميسة، وهى واحة كبيرة يحدها من الجنوب بحر الرمال الأعظم ومن الشمال التلال الصخرية، وتحتوى على بحيرة مالحة وأشجار نخيل، وتوجد بها بعض المقابر الصخرية التى تقع فى التلال الواقعة شمالاً.
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
ومن المحتمل وجود بعض المبانى أو معبد مدفون تحت الرمال، ولكن الأمر محتاج لمزيد من البحث وأعمال المسح الأثرى، وتبعد واحة سترة عن سيوة بحوالى 180كم، وحاليًا تم حفر بئر عميق للمياه العذبة إلى الشرق من الواحة القديمة وفى امتداد وادى سترة شرقا، وهذا الوادى فسيح جدا ربما تصل مساحته إلى 30 ألف فدان؛ مما يعطى الفرصة مستقبلاً لإمكانية استغلاله فى الاستصلاح.
وواحة سترة، آخر الواحات المهجورة حاليًا وهي تابعة لسيوة شرقًا فى طريق الواحات البحرية، والمسافة من سترة إلى الواحات البحرية حوالى 200 كم أو أكثر قليلاً، وهذه المسافة لا توجد بها آبار مياه قديمة أو واحات للتزود بالمياه.
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
مما سبق نجد أن الطريق من سيوة إلى الواحات البحرية فى العصور القديمة ليس بدرجة الخطورة الكبيرة من احتمال نفاذ المياه أو الطعام، حيث إن تلك الواحات الصغيرة كلها يمكن التزود عبرها بالماء واستبدال الدواب وإطعامها ممكنًا.
تبدأ الرحلة من "أبو شروف" والزيتون ومنها لواحة اللعرج ثم البحرين ثم نواميسة ثم سترة، والمسافات بين كل واحة وأخرى ليست ببعيدة، ويمكن قطعها فى يوم أو يومين على الأكثر سيرًا أو على الدواب.
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
والأمر الثانى أنه يمكن الاتجاه شمال شرق، بحيث تكون واحة المعاصر ثم تميرة ثم تبغبغ ثم اللعرج ثم البحرين أو سترة؛ ولذا يعتقد أن هذه الواحات كان لها دور مهم جدا فى تأمين القوافل التجارية وإمدادها بالماء والطعام، ولكن فى اعتقادى أن كل واحة من تلك لا تحتوى على عدد كبير من سكان؛ إذ يتراوح عدد سكان كل واحة ما بين 50 إلى 500 نسمة على أقصى تقدير، فى بعض الواحات مثل واحة البحرين وذلك قياسًا على نموذج مستمر إلى العصر الحالى، وهى واحة الجارة حيث إنها الواحة الوحيدة الآهلة بالسكان حتى عصرنا هذا.
وإذا ما قسنا ودرسنا الموارد الطبيعية من آبار مياه ومساحة أرض مزروعة ومحاصيها، وكذا مساحة الواحة نفسها نجدها بهذا الحجم، حيث إن واحة الجارة عدد سكانها 300 نسمة، وكانت تؤدى دور المحطة بين سيوة والساحل الشمالى والعلمين، حيث تمر القوافل عليها ذهابًا وإيابًا وكم المبانى والمنازل الموجودة أيضا يمكن مقارنته مع عدد وحجم المقابر والأطلال الأثرية بالواحات الأخرى، ولكن من الثابت أن واحة الجارة فقط كانت ضمن الواحات الأخرى سالفة الذكر هى التى سُكنت أو تواصلت الحياة بها، حيث نجد أن العمارة الموجودة بها حاليا تأخذ نفس نمط العمارة (الكرشيف/ الطين الممزوج بالملح) بشالى سيوة ومبنية فوق هضبة مرتفعة، بينما العكس نجد أن كل الواحات الأخرى لا نجد بها عمارة الكرشيف.
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
يرجع تاريخ عمارة الكرشيف إلى أواخر العصر الرومانى بالواحة تحديدًا من القرن العاشر والحادى عشر الميلادى؛ مما يعنى ويؤكد أن الواحات الأخرى هُجرت ولم تسكن بعد العصر الرومانى، وربما استغلت كمحطات تجارية من قبل المسافرين دون أن يكون هناك سكان بها.
استمرت الجبال تصاحبنا طوال رحلتنا منذ خروجنا من الواحة.. ولفت نظرى هذه البحيرة التي لا يقل قطرها عن سبعة أو ثمانية أميال والتى تكونت بفعل عيون الماء.. هذه الجبال التى أحيت في عقلى فكرة أن الأهرامات في الأصل جبال نحتت وغطاها القدماء بالحجارة الضخمة.
يقول المستشرق فريدريك هورنمان أثناء توقفه في سيوة (واحة أم الصغير) رفقة قافلة الحج من كرداسة مصر إلى فزان ليبيا:"الآن وصلنا إلى وادى خصيب اسمه schiach -شياطة ومع وصولنا تبخر الهدوء والطمأنينة التى لازمت رحلتنا، فقد حمل إلينا بعض الرسل، أن مجموعة من قطاع الطرق تحوم حول المنطقة التى نسير فيها، وعلينا الانتظار حتى وصول بعض الرجال وإيصالنا لأقرب واحة، وأمضينا ليلتنا في انتظار وترقب استعداداً للمعركة".
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
ثم يكمل :"قبيل شروق الشمس جاءنا بعض السيويين، وهم يستخدمون الحمير عادة في حروبهم حيث يسهل اقتيادها من الطرق الوعرة الضيقة، عكس الدواب التى يستخدمها عاده قطاع الطرق، واجتمع بعض من قادة القافلة معهم وأخبروهم بزوال الخطر، وأثناء ذلك كله بقيت بالقرب من حاجياتى، وأرسلت رفيقي لاستقصاء الأخبار، وحينما عاد خمنت من مظهره وعجلته أن في الأمر شيئا، وما أن اقترب مني حتى قال لي: أننا هالكون لا محالة وسندفع ثمن طيشك واندفعاك، لقد جاء الأهالي في طلبنا لأننا جواسيس مسيحيون حسب حديثهم لقائد القافلة".
وأنهى النص بقوله:"كان مع السيويين بعض الأوراق التي سرقت من حقيبتي، وكانت الورقة التى أخذتها من الجنرال بونابرت؛ لسهولة المرور من كمائن الفرنسيين عند خروجى من الإسكندرية هى سبب المشكلة، ودليل على أننا جئنا للتجسس لصالح بونابرت".
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
المصادر
- فريدريك هورنمان (قافلة الحج) 1788م.
- تاريخ سيوة من كتاب الصحروات المصرية للدكتور أحمد فخري.
الأثري عبد الله إبرهيم موسى
مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
حفريات بحرية من واحات سيوة المهجورة
الأثري عبد الله إبراهيم موسي مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية