موضوعات مقترحة
الطاقة الشمسية "سد عالٍ جديد " في بنبان وفارس لا تقل عن السد العالي
أسوان - عز الدين عبد العزيز:
عندما تكون علی مقربة من السد العالي أعظم مشروعات القرن العشرين يكاد الحجر أن ينطق ليحكي حكاية هذا السد وكيف سطر المصريون هذه الملحمة ليصنعوا هذا الإعجاز الذي أذهل العالم، هناك داخل السد العالي تشعر وكأنك تری الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أمامك تحدثه ويحدثك، وعلی جسم السد تتذكر حفلات أضواء المدينة وأغنية العندليب عبد الحليم حافظ "حكاية شعب" ثار وكافح وحقق الانتصار .. وقولنا هانبني وأدي إحنا بنينا السد العالي، من أموالنا بإيد عمالنا، هی دي كلمة وأدي إحنا بنينا.
35 ألف مهندس وفني وعامل مصري
ومع احتفال محافظة أسوان بالعيد القومي للمحافظة الذي يتزامن مع يوم 15 يناير الخالد المرتبط بانتهاء العمل في السد العالي، وبمناسبة مرور 54 عاما على افتتاحه، نذكر أن تكلفة إنشاء السد وقتها بلغت 415 مليون جنيه، وشارك فيه 400 خبير روسي ونحو 35 ألف مهندس وفني و عامل من المصريين و الخبراء الروس، ولأن مشروع بناء السد العالي كان بمثابة المدرسة التي دربت الكوادر المصرية وخلقت جيلا من الفنيين والعاملين على أعلى مستوى من الكفاءة، أدارت السواعد المخلصة العمل ولم تتوقف عند ذلك، بل اتجهت الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو إنشاء مشروعات جديدة للطاقة النظيفة في غرب أسوان وبالتحديد في منطقتي بنبان وفارس بمركزي دراو وكوم أمبو لتنتج ما يعادل إنتاج السد العالي من الطاقة الكهربائية.
محافظ أسوان يهنئ بناة السد العالي
حرص اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على تقديم خالص تهانيه القلبية لبناة السد العالى بمناسبة مرور 65 عاما على وضع حجر الأساس وتدشين أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين، وأكد أن ما تشهده المحافظة عاصمة الاقتصاد الإفريقي فى الجمهورية الجديدة من مشروعات عملاقة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يمثل طفرة كبيرة وغير مسبوقة، وهو ما يتجسد واقعيا من خلال إقامة مشروعات توليد الطاقة الكهربائية من المحطات الشمسية بقرى بنبان وفارس بمعدلات تفوق إنتاج السد العالي الذي ينتج 2100 ميجاوات .
محطة " أبيدوس 2"
وأشار الدكتور إسماعيل كمال إلى أن محطة الطاقة الشمسية ببنبان تنتج حاليا 1460 ميجاوات من خلال 32 محطة، وبالتوازي تنتج محطة أبيدوس " 1 " التي دشنها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء 500 ميجاوات، ويتكامل ذلك مع إنشاء محطة " أبيدوس 2" بقدرة 1000 ميجاوات، فضلا عن مشروع محطة الطاقة الشمسية السعودية بقرية فارس التابعة لشركة أكوا باور بطاقة 200 ميجاوات، مما سيساهم كل ذلك في توفير أكثر من 3 آلاف ميجاوات يتم ضخها للشبكة القومية الموحدة، وأكد محافظ أسوان أن كل ذلك قد ساهم فى أن تصبح أسوان عاصمة للطاقة الشمسية ومركزاً عالميا ومقصدا لجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية والمحلية، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتنوع مصادر الطاقة من أجل تغطية الاحتياجات المحلية والتصدير.
السد العالي مشروع الخير
يقول محمد يوسف محمد" 69 عاما "إنه كان يعمل في قسم الكهرباء، وما يتذكره أنه تم اختيار موقع بناء السد بالتحديد باعتباره أضيق جزء في النيل، وبعد أن تمت دراسة الجدوى، قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوضع حجر الأساس في 9 يناير 1960بحضور عدد من الرؤساء والملوك منهم الملك محمد الخامس ملك المغرب، وبعد ذلك كان العمل في السد بنظام الورديات التي كانت تتناوب فيما بينهم طوال اليوم بدون توقف .
شاهد على العصر
ويضيف محمد يوسف محمد قائلا: إن مرحلة تحويل مجري نهر النيل كانت أولى مراحل بناء السد العالي، فالمنطقة التي بها الآن محطة الكهرباء هی مكان تحويل مجري النيل في ذلك الوقت، وها هو السد العالي وبعد 54 عاما يقف شامخا وشاهدا على العصر، فهو الذي كان سببا في تحويل نظام الزراعة من ري الحياض إلى الري الدائم، وهو من كان سببا في إقامة العديد من المشروعات الصناعية كمصنع الحديد والصلب بحلوان ومصنع الألمونيوم في نجح حمادي، وهو من كان سببا في حماية البلاد من الفيضانات التي كانت تتعرض لها، وهو من حماها من الجفاف الذي عانت منه بلاد كثيرة .
السد العالي عمل عظيم
ويقول المهندس عبد الإله محمد عبد الله إن السد العالي عمل عظيم قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقال إن طبيعة العمل في ذلك الوقت كانت خطيرة جدا، حيث كان العمال يقومون بتكسير الجرانيت بالديناميت ليتحول الى قطع صغيرة.
زهرة اللوتس المفتوحة
وتابع المهندس عبد الإله: لقد تم اختيار التصميم من خلال مسابقة عالمية تم طرحها علی المهندسين المعماريين والشركات الخاصة بالتنفيذ المعماري،ووقع الاختيار على تصميم المهندس المعماري الروسي يوري أميلتشينكو في عام 1974، وهو عبارة عن زهرة اللوتس المفتوحة التي يقدسها المصريون القدماء وتتكون من 5 وريقات، وتم تشييد هذه النصب ليجسد روح التعاون بين مصر والاتحاد السوفيتي في إنشاء السد العالي.
"بنبان" و"فارس" .. سد عالٍ جديد
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن مشروع بنبان للطاقة الشمسية واحد من أكبر المشروعات والإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذه الإنجازات التي لم تتوقف عند ذلك، بل امتدت نحو تنفيذ مشروعات عملاقة أخرى بقرية فارس غرب كوم أمبو وهى أبيدوس 1،2 وأكوا باور.
32 محطة شمسية
وفيما يبلغ عدد محطات الطاقة الشمسية في بنبان 32 محطة شمسية مقامة علی مساحة 9 آلاف فدان تصل قدرتها إلى 1465 ميجاوات، تمثل هذه المحطات حجر الزاوية العالمي فى مجال الطاقة النظيفة، أما مشروع فارس فيضم 387 ألفا و465 لوحات من الألواح الشمسية المصممة بأحدث التكنولوجيات ثنائية الأوجه، بالإضافة إلي 952 عاكسا كهربائيا مقاما على مساحة 4 كيلو مترات و800 متر ستنتج 200 ميجاوات من الطاقة النظيفة التي تسهم في خفض البصمة الكربونية بحوالي 280 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
السد العالي ملحمة تاريخية.. و"بنبان" وفارس استثمار عملاق
وجه الدكتور حسن الشقطي عميد كلية التجارة بجامعة أسوان والمستشار الاقتصادي السابق للمحافظة كل التحية والتقدير لكل عامل وفني ومهندس شارك في بناء السد العالي بعد ملحمة سطرها هؤلاء الرجال من أجل مصر، وقال إن فكرة بناء السد العالي قد وحدت جميع المصريين من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهاهى السنوات تمر ونصل للاحتفال بذكرى وضع حجر الأساس منذ 65 عاما وخلال أيام سنحتفل بالذكرى 54 لافتتاح السد.
الاستثمارات الجادة
وأشار الشقطي إلى أن مشروعي الطاقة الشمسية ببنبان وفارس يعدان من أفضل النماذج المثالية للمشروعات الاستثمارية العملاقة، وأضاف بأن الإصلاحات التى قامت بها مصر فى مجال الطاقة بعد تولي الرئيس السيسي مسئولية قيادة البلاد قد فتحت الباب أمام الاستثمارات الجادة، كما فتحت آفاقا جديدة للاستثمار في عاصمة الثقافة والاقتصاد والشباب الإفريقي، وهو الذي انعكس من خلال الرؤية الثاقبة للرئيس الذي أطلق مشروع بنبان ومن بعده فارس لتصبح مصر دولة مصدرة للطاقة الكهربائية بعد أن كانت تعاني من أزمة مزمنة في توفير الطاقة قبل عام 2014.