Close ad

اتساع نطاق الحرائق في لوس أنجلوس

12-1-2025 | 16:35
اتساع نطاق الحرائق في لوس أنجلوساتساع نطاق الحرائق في لوس أنجلوس...

 

موضوعات مقترحة

"الدخان السام" يفاقم الكارثة  وحصيلة الخسائر والقتلى تتزايد

واشنطن – وكالات الأنباء:
اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجلوس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران، وسط توقعات بتجاوز الخسائر 180 مليار دولار.
ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس لائحة بالقتلى، دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم. وجاء في الوثيقة أنه عُثِر على 5 من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون.
وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال اجتماع في البيت الأبيض، إن المشهد «أشبه بساحة حرب وعمليات قصف».
ورغم الأعداد الكبيرة للإطفائيين المشاركين في احتواء الحرائق، صدرت أوامر إخلاء طالت الجزء الشرقي من باسيفيك باليسايدس ويتوقّع أن تشتد الرياح التي تراجعت سرعتها اعتباراً من السبت، وفق الوكالة الفيدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية، ما يضعف الآمال في احتواء الكارثة.
ووُجّهت انتقادات إلى السلطات على خلفية مدى جهوزيتها وطريقة استجابتها، رغم أنه من المبكّر معرفة سبب الحرائق. وقالت مسئولة فرق الإطفاء كريستين كراولي، لمحطة «كاي تي تي في» التابعة لـ«فوكس نيوز»، إن «ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال»..
لكن خلال مؤتمر صحفي بحضور كراولي، قلّلت رئيسة البلدية كارين باس من أهمية التوترات السائدة، مشدّدة على أن المسئولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن كانوا «جميعاً على الموجة نفسها».

حظر تجول
وفي ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أُخلِيَت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحاً، في منطقتي باسيفيك باليسايدس والتادينا الأكثر تضرراً.
وإزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا جافين نيسوم، الجمعة، «مراجعة مستقلة شاملة» لأجهزة توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، بأنه «مقلق جداً»، وهو الأمر الذي تسبب باتساع رقعة الحرائق.
والتهم الحريق الرئيسي من أصل 4 حرائق لا تزال نشطة، أكثر من 8 آلاف هكتار على ساحل ماليبو وحي باسيفيك باليسايدس الراقي حيث أكدت فرق الإطفاء أنها سيطرت على 11 في المائة من النيران.
ومن الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل جيبسون الذي قال لـ«نيونايشن» إنه مصدوم جداً لخسارته منزله في ماليبو. وقالت نيكول بيري، التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن السلطات «تخلّت بالكامل» عن السكان.
وحضر الأمير هاري وزوجته ميجان ماركل، اللذان قطعا العلاقات مع العائلة الملكية البريطانية سنة 2020، وانتقلا للعيش في كاليفورنيا، لمواساة المنكوبين في باسادينا.
وأُخلِيَت مئات آلاف المساكن في ظلّ تواصل أوامر الإخلاء التي صدر بعضها من طريق الخطأ. ونُشِرت تعزيزات عسكرية، فيما أوقف عشرات الأشخاص.
دعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه، لأن 3 خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت. وقد تكون تكلفة هذه الحرائق الأعلى حتى الآن. وقدرت «أكيو ويذر» الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.
وحذرت السلطات الصحية السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الواقعة في كاليفورنيا، وحضَّتهم على ملازمة منازلهم. وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، في مؤتمر صحفي: «نحن جميعاً نواجه دخان حرائق الغابات، وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء».
وأتت الحرائق المتعددة على مساحات شاسعة من المناطق، وحوّلت منازل وشركات وسيارات ونباتات إلى رماد. وخلال اندلاع هذه الحرائق، احترقت مواد بلاستيكية وكيميائية ووقود ومواد بناء، ما أدى إلى انتشار جسيمات سامة في هواء المنطقة المكتظة بالسكان.
والرياح التي تهب راهناً معروفة باسم «سانتا آنا»، وهي مألوفة في فصلَي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، على ما أفاد به خبراء بالأرصاد الجوية.
وتشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين، لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جداً أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس حالياً بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير علماء بانتظام إلى أن التغيُّر المناخي يزيد توتر الظواهر الجوية القصوى.

اقرأ أيضًا: