Close ad

عالم «ماسك» ورفاقه

11-1-2025 | 17:17

لم نبدأ عامًا جديدًا فقط، بل بدأنا الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، مؤشرات العام الجديد نجومه، سوف تصبغ نصف القرن الحالي، عالميًا يسطع اليمين ليس ترامب الرئيس الأمريكي وحده، لكن صحبته مثل إيلون ماسك وزير الكفاءة الحكومية في الإدارة الأمريكية الجديدة، أصبح زعيمًا دوليًا لليمين المتطرف (ليس في أمريكا)، وحدها، لكن في العالم كله.

أصبحت تصريحاته تسبق تصريحات الرئيس الأمريكي، بل وزعماء العالم، في الاهتمام، الملياردير العالمي يتنقل بأمواله الضخمة بمنصة السوشيال ميديا أو تويتر، إلى أن يصبح أهم من دول كثيرة، بل تعمل له الدول المختلفة حسابًا، ليس لقدرته الإعلامية فقط، لكن لأمواله ولتصريحاته المستفزة والمتنافرة، التي تسحب معها وخلفها الرأي العام في مختلف البلدان.

ماسك لا يدير تويتر، أو تسلا فقط، لكنه أدار المهرجانات الانتخابية التي أعدها لترامب، صنع منه رئيسًا، أصبح ملك التكنولوجيا والإعلام الجديد، هو صانع الرؤساء، آخر تصريحاته كانت للحكومة العمالية البريطانية، للإفراج عن تومي روبنسون الشخصية البارزة في اليمين المتطرف، لم يكتف بمعاقبة رئيس الوزراء ستارمر، بل يوجه ويطلب من الملك تشارلز الثالث حل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، عمن يتكلم «ماسك» عن بريطانيا العظمى، لقد انضمت فعلًا ورسميًا إلى نفوذه، أو أصبحت إحدى الولايات الأمريكية، عندما تأخرت بريطانيا في الرد خوفًا من نفوذ ماسك وأمواله الضخمة.

حصل على مزيد من الاتهامات، تتعلق باستغلال الأطفال والقاصرات جنسيًا في شمال إنجلترا (روبنسون)، كان مشاغبًا في الملاعب الكروية، ثم أصبح ناشطًا ضد المسلمين المهاجرين، يحظى برعاية الملياردير العالمي ملك التكنولوجيا وصاحب الكلمة العليا في الإدارة الأمريكية، تخشاه بريطانيا، بل أصبحت تخشاه ألمانيا، فقد اتهم الرئيس الألماني بأنه طاغية، وخرج المستشار الألماني على استحياء للدفاع عن رئيس بلاده، ماسك ومخاطره على أوروبا تتزايد.

ها هو رئيس الوزراء النرويجي يحذر من نفوذه، وقلق بلاده من تدخله في اختيار السياسيين، ويحذر الأحزاب السياسية النرويجية من الاستماع إلى السوشيال ميديا، وإلى قائدها الراهن إيلون ماسك، حصن ماسك نفسه، ليس بالأموال والتصريحات، أو الشبكة العالمية للميديا، لكن بشبكة من المليارديرات، انضمت إلى إدارة الرئيس الأمريكي القادمة. 

جاريد إيزاكمان صديق ماسك، رئيس «وكالة ناسا»، ملياردير جديد في الإدارة، رجل أعمال بارع، وطيار ورائد فضاء، إنه عالم جديد تقوده التكنولوجيا.

ولا ننسى تأثير روسيا، بعد حرب أوكرانيا الخافت، فهي تبحث عن دور تحت جناح ترامب، وقيادته الجديدة، أما أوروبا، فإنها تترنح، ولن يقودها ترامب، لكن سيدفعها شريكه ماسك بالتصريحات، وبالأموال لكي تنسج علاقاتها المستقبلية.

أما الصين، فإنها ستكون في حالة كمون ومنافسة مع الولايات المتحدة، ليس في السياسة، لكن سيقودها إلى الاقتصاد ومحاولة استمرار معدلات نموها، هذا القرن حتى منتصفه يصوغه ماسك ورفاقه في عالم السوشيال ميديا، والذكاء الاصطناعي والاقتصاد المختلف الذي ينمو بطرق قياسية ماذا نحن فاعلون؟ إنه عالم جديد مختلف.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة