ألقت قضايا المنشطات الخاصة بالإيطالي يانيك سينر، التي لم يتم حلها بشكل كامل، والبولندية إيجا شفيونتيك، بظلالها على رياضة التنس في عام 2024، ومازال هذا الموضوع هو محور الحديث في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى (الجراند سلام)، التي تبدأ منافساتها يوم غد الأحد.
موضوعات مقترحة
وقضى الثنائي أغلب فترات العام الماضي في صدارة التصنيف العالمي لفردي السيدات والرجال.
وسيدخل سينر ملعب ملبورن بارك لبداية حملة الدفاع عن لقبه، وهو لا يزال في صدارة تصنيف الرجال، علما بأن لقب بطولة أستراليا الذي حققه في العام الماضي هو أحد لقبين في البطولات الأربع الكبرى توج بهما على مدار الـ12 شهرا الماضية.
وتتواجد شفيونتيك، الفائزة بخمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى والتي تصدرت التصنيف في أغلب فترات المواسم الثلاثة الماضية، في المركز الثاني بالتصنيف العالمي، خلف البيلاروسية أرينا سابالينكا، التي تسعى للتتويج بلقبها الثالث على التوالي في بطولة أستراليا المفتوحة.
وقالت شفيونتيك :" في الحقيقة، ستكون هناك بعض التعليقات السلبية. لن تستطيع أن تتفادى هذا".
ويفضل أغلب اللاعبين التزام الصمت عند سؤالهم بشأن القضايا. ولكن هناك من كانوا سعداء بالتدخل في الموضوع، بما في ذلك الصربي نوفاك دجوكوفيتش، الفائز بـ24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، الذي طرح تساؤلات حول ما إذا كان قد تم التعامل مع سينر وشفيونتيك بنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع لاعبين آخرين في ظروف مشابهة، ولماذا تم إبقاء مواقفهم سرية لشهور.
وقالت الرومانية سيمونا هاليب، التي توجت بلقبين في البطولات الأربع الكبرى، بشأن العقوبة على شفيونتيك :" أجلس وأتساءل، لماذا هذا الفارق الكبير في التعامل والحكم؟ لا أجد، لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك، إجابة منطقية."
وتم إيقاف هاليب، في البداية، لمدة أربعة أعوام بعد ثبوت تعاطيها مادة روكسادوستات، المحظورة، في بطولة أمريكا المفتوحة، ثم تم تقليص العقوبة إلى تسعة أشهر بعد الاستئناف، رغم أنها ظلت بعيدة بالفعل عن جولة الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات لوقت أطول من هذا. وكان من المفترض أن تشارك في منافسات بطولة أستراليا المفتوحة للمرة الأولى في آخر ثلاث سنوات، ولكنها انسحبت من التصفيات بسبب آلام في الركبة والكتف.
وفي الآونة الأخيرة لم يكن هناك أحد أكثر صخبا بشأن هذا الموضوع من نيك كيريوس، وصيف ويمبلدون 2022، الذي غاب عن معظم الموسمين الماضيين بسبب الإصابات. لقد كان يعلق بانتظام، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت، كما قام بإطلاق تعليق ساخر (قال إنه كان على سبيل المزاح) ضد كروز هيويت بعد أن نشر ابن مدرب منتخب أستراليا في كأس ديفيز، ليتون هيويت، صورة مع سينر في جلسة تدريبية.
وقال كيريوس في بطولة بريسبين الدولية، أول حدث يشارك به منذ عودته :" تم التعامل مع هذا الأمر بشكل مروع في رياضتنا. اثنان يتصدران التصنيف العالمي تم إيقافهما بسبب المنشطات، هذا مروع لرياضتنا. إنها صورة سيئة للغاية."
وكان سينر لاعبا مهيمنا في منافسات الرجال في العام الماضي، ولا يوجد سبب كبير للاعتقاد بأن ذلك لن يستمر. في 2024، حقق 73 انتصارا مقابل 6 هزائم، وتوج بثمانية ألقاب، بما في ذلك في بطولة أمريكا المفتوحة، وقاد إيطاليا للتتويج بلقب كأس ديفيز. ويدخل بطولة أستراليا المفتوحة محققا 14 انتصارا متتاليا.
وفوق كل ذلك هو ما حدث: فقد تم الكشف في أغسطس عن نتيجتين إيجابيتين تظهران وجود كمية ضئيلة من الستيرويد الابتنائي في مارس. وقد قررت وحدة نزاهة التنس أنه لا ينبغي تعليق مشاركته لأن التعرض للكلوستيبول كان يعتبر حادثا عرضيا - نتيجة لتدليك من مدرب استخدم المادة بعد أن تعرض لقطع بإصبعه.
ولم تقتنع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بشكل كامل بتبرئة اللاعب، وتعتقد أن الإيقاف لعام أو عامين سيكون مناسبا. ومازال الاستئناف الذي تقدمت به الوكالة في سبتمبر الماضي معلقا، ومن المتوقع صدور الحكم النهائي بعد انتهاء بطولة أستراليا المفتوحة.
وقال سينر :"أفكر في الموضوع نوعا ما"، مضيفا إنه واثق من أن كل شيء سيسير في مصلحته.
في المقابل، تقبلت شفيونتيك عقوبة الإيقاف لمدة شهر مع نهاية نوفمبر ، بعد ثبوت تعاطيها لدواء للقلب محظور يعرف باسم "تي إم زد".
وسقطت في اختبار خارج المنافسة في أغسطس وتقبلت وحدة نزاهة التنس شرحها بأن السبب كان تلوث دواء غير موصوف، وهو الميلاتونين، الذي كانت شفيونتيك تتناوله للتعامل مع اضطرابات النوم والتعب الناتج عن السفر.
وغابت شفيونتيك عن ثلاث بطولات - رغم أن السبب الحقيقي لم يتم الكشف عنه وقتها- وأنهت عقوبتها بعد انتهاء الموسم.
وقالت شفيونتيك معبرة عن رأي العديد من المتابعين :"كانت هذه العملية بأكملها في بعض الأحيان غامضة وصعبة الفهم".
وبينما سيتنافس سينر وشفيونتيك في ملبورن، لن يشارك لاعب آخر تورط في قضية حديثة تابعة لوحدة نزاهة التنس، هو ماكس بورسيل، الذي فاز بزوجي الرجال في بطولتي أمريكا المفتوحة، في سبتمبر ، وويمبلدون، في عام 2022، وكان وصيفا في بطولة أستراليا المفتوحة.
ولكن بورسيل لم يثبت تعاطيه للمواد المحظورة. بدلا من ذلك، تقبل الإيقاف المؤقت بسبب ما وصفه بأنه "تلقى بشكل غير مقصود حقنة في الوريد تحتوي على فيتامينات تتجاوز الحد المسموح به".
وقال جوردان تومسون، شريك بورسيل في بطولة أمريكا المفتوحة العام الماضي :" ليس لدي كلمات جيدة لذلك. إنها مزحة".