Close ad

«إسرائيل تكذب ولا تتجمل».. ماذا حدث بعد وفاة النبي سليمان؟

10-1-2025 | 16:31
;إسرائيل تكذب ولا تتجمل; ماذا حدث بعد وفاة النبي سليمان؟ صورة تعبيرية
محمود الدسوقي

أثير مؤخراً وكالعادة في وسائل الإعلام الرسمية لإسرائيل خريطة ترجع لعالم 928 قبل الميلاد، يزعمون فيها أنها لحدود كل من مملكتي يهوذا واسرائيل حسب الرواية التوراتية.

موضوعات مقترحة

نبوءة أخيا 

وبحسب تلك الرواية، فقد انقسمت مملكة اسرائيل الموحدة بعد وفاة الملك النبي سليمان ما بين مملكتي إسرائيل بالشمال وعاصمتها السامرة تحت حكم ابنه رحبعام، ومملكة يهوذا بالجنوب وعاصمتها أورشليم بزعامة يربعام بن نباط الإفرايمي ناظر الخزانة، بعدما ظهرت نبوءة  أحد أنبياء بني إسرائيل ويدعى "أخيا الشيلوني" بانقسام مملكة الموحدة، إذ مزّق أخيا رداءه إلى اثنتي عشرة قطعة وأعطى يربعام عشر قطع دلالة على نبوءته، فأصبح عشر أسباط يتبعون يربعام في يهوذا وسبطين فقط تحت حكم رحبعام بإسرائيل 

بدوره يقول الخبير الأثري الدكتور شريف شعبان لـ"بوابة الأهرام"، إن عند النظر إلى الخريطة المنتشرة نجدها تضم الضفة الغربية والأردن وجنوب ووسط لبنان، وهو ما تقوم به إسرائيل خلال الحرب الحالية من توسع حدود الدولة في ضوء الرواية العهد القديم؛ تمهيداً لأسطورة إمبراطورية إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

تزوير التاريخ

ويضيف شعبان قائلاً:"في حقيقة الأمر لا تعدو تلك التصريحات إلا حلقة جديدة من حلقات الكذب وتزوير التاريخ المعتاد من الإعلام الإسرائيلي، وقد أفردت صفحات حول هذا الأمر في كتابي الجديد رحلة إلي الشرق القديم وكتابي يهود مصر القديمة من أجل دحض تلك الأكاذيب بالحجة التاريخية والأثرية ومن نصوص العهد القديم نفسه".  

كانت دولتا إسرائيل والسامرة مجرد أدوات في يد القوى العظمى القديمة مثل مصر القديمة وآشور وبابل وبات ملوكها مجرد أتباع لتلك الإمبراطوريات القديمة، تتصارعان بينهما صراعًا عنيفاً وتعتمدان على التحالف الخارجي ضد بعضهما البعض، سلاحهما الأول هو الخيانة، فلا ننسى الملك المصري شيشانق الذي دمر أورشليم واستولى على كنوز هيكل سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد وذكر هذا الانتصار على جدران معبد آمون بالكرنك، بينما اعتاد ملوك إسرائيل على الانبطاح وتقديم القرابين لأباطرة آشور مثل ما ذكر على المسلة السوداء الخاصة بالملك شلمنصر الثالث والمحفوظة بمتحف اللوفر، بينما نجح الملك "ميشع" ملك مؤاب عام 840 ق.م. في الإغارة على مملكة إسرائيل والصدام مع ملكها "آحاب بن عمري".

وذكر ميشع على نقشه المهم والشهير والمحفوظ أيضاً في متحف اللوفر الانتصار الكبير على مملكة إسرائيل حيث أباد 7000 رجال وأطفال ونساء إسرائيل واستخدم الأسرى الاسرائيليين في حفر قنوات وفي أعمال البناء، كما يذكر لنا نص تل دان سحق أحد الملوك الآراميين لمملكة إسرائيل وكليفتها مملكة داوود أواخر القرن التاسع ق.م وهذه المرة الأولى التي نجد فيها الملك داوود مذكورا خارج العهد القديم.

في حين انبطح "آحاز" ملك مملكة يهوذا أمام الآشوريين وسار خلفهم كالعبد في القرن الثامن قبل الميلاد وأفرغ خزانة الدولة لتقديم الذهب لأسياده الآشوريين.

وظلت هاتين المملكتين في حالة ترنح وخضوع حتى قضى شلمنصر الآشوري على مملكة إسرائيل عام 720 ق.م، ولم يبقَ من إرث يعقوب وموسى وداوود ـ عليهم السلام ـ سوى مملكة يهوذا التي سقطت بعدها على يد نبوخذ نصر البابلي عام 587 ق.م فيما يعرف بالسبي البابلي الشهير .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: