في إطار الجهود المستمرة لتطوير قطاع السياحة في مصر، يأتي دور محافظة الأقصر التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، الأقصر، مدينة التاريخ والحضارة، تسعى لتحقيق المزيد من النمو في مختلف قطاعات السياحة، وتعتبر من أهم المدن السياحية على الخريطة العالمية.
موضوعات مقترحة
وفي هذا الحوار، نتحدث مع المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة، محافظ الأقصر، حول خطط التطوير المستقبلية للمحافظة، وتوجهاتها في تعزيز السياحة الثقافية والريفية، وتطوير البنية التحتية لدعم القطاع السياحي، بالإضافة إلى مشاريع جديدة تهدف إلى استقطاب المزيد من الزوار العالميين، حيث يتحدث المهندس عبد المطلب عمارة عن التحديات والفرص التي تواجه الأقصر، والأهداف الطموحة التي يسعى لتحقيقها لتعزيز مكانة المدينة على الساحة السياحية العالمية، وذلك بحضور محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر.
وإلى نص الحوار...
بدايةً، ماذا عن خططك المستقبلية لتطوير قطاع السياحة في الأقصر؟
نحن نطمح إلى الوصول بعدد الغرف السياحية في الأقصر إلى 15 ألف غرفة بحلول عام 2030، وهذا جزء من خطة شاملة لتطوير قطاع السياحة في المحافظة، التي تشمل مختلف أنواع السياحة مثل السياحة الثقافية، والسياحة الريفية، وسياحة السفاري، حيث نعمل أيضاً على تطوير مدينة البر الغربي لتصبح واحدة من المدن الجديدة في المجتمعات العمرانية، على مساحة 500 فدان، مما سيسهم في تنشيط الحركة السياحية بشكل عام.
هل هناك خطط لتطوير السياحة الليلية في الأقصر؟
نعم، هناك اهتمام كبير بتطوير السياحة الليلية في الأقصر، وهو قطاع نفتقر إليه حالياً، نحن نبحث عن مطورين لهذا القطاع للارتقاء به بشكل أكبر، بما يتناسب مع حجم المكانة السياحية التي تتمتع بها الأقصر، ونطمح إلى أن تصبح الأقصر وجهة سياحية ليلية مهمة على مستوى العالم.
تحدثت عن إنشاء مدينة جديدة بمنطقة البر الغربي.. كيف ستسهم هذه المدينة في تحسين السياحة؟
المدينة التي سيتم تنفيذها في البر الغربي ستكون مشروعًا ضخمًا لتطوير المنطقة وتكون بنفس تخطيط هيئة المجتمعات العمرانية، وستعمل على تعزيز السياحة في المنطقة، كما سيتم تطوير المنطقة لتشمل معالم سياحية جديدة، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية متطورة تتماشى مع المعايير العالمية، وستكون مدينة سكنية وتجارية وسياحية في آن واحد، وهذه المدينة ستوفر بيئة جديدة تلبي احتياجات الزوار والمواطنين على حد سواء.
الحنطور في الأقصر يعد رمزًا للمدينة وجزءا من الهوية لها.. كيف يتم الحفاظ عليه؟
الحنطور يمثل رمزًا سياحيًا وتاريخيًا مهمًا في الأقصر، حيث لدينا حوالي 600 عربية حنطور، وجميعهم يرتدون الحفاظات للخيول، وهو جزء لا يتجزأ من تجربة السياح في الأقصر، وهذا العنصر التقليدي يضفي طابعًا مميزًا على مدينة الأقصر ويشكل جزءًا من هوية المدينة السياحية، ونحن حريصون على الحفاظ على هذه التقاليد والتأكد من تقديمها بأفضل شكل ممكن.
هل هناك تطورات في قطاع السياحة الثقافية بالأقصر؟
نعم، الأقصر تُعتبر من أكبر وأهم مراكز السياحة الثقافية في العالم، ولا توجد وجهة أخرى في العالم تضم مثل هذه الكمية من المعالم الأثرية مثل الأقصر، ومن بين إنجازاتنا الأخيرة، حيث تم اختيار الأقصر ضمن أفضل 50 مقصدًا سياحيًا في العالم، وهو ما يعكس مكانتها الفريدة، ونحن بصدد تطوير طريق الكباش بالكامل ليصبح أكثر جذبًا للسياح.
حدثنا عن تطورات البنية التحتية في الأقصر؟
نعمل على تحسين البنية التحتية في كافة أنحاء المحافظة، خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي، حيث نحرص على توصيل شبكة الصرف الصحي لجميع القرى، كما نقوم بتطوير مدينة إسنا بالكامل، حيث سيتم افتتاح المشروع في ديسمبر القادم، كما قمنا بزيادة عدد المراكب السياحية في إسنا من 18 مركبًا إلى 68 مركبًا، مما سيسهم في تنشيط السياحة النيلية، كما نقوم بتدريب العاملين في القطاع السياحي عبر دورات تدريبية متنوعة، بلغ عددها 43 دورة حتى الآن.
ماذا عن خطط لتطوير السياحة النيلية؟
السياحة النيلية تعد من أهم المحاور التي نعمل عليها حاليًا، الأقصر تمثل قلب السياحة النيلية، ونحن نسعى إلى تطوير هذا القطاع بشكل كبير، و نحن نعمل على تحسين البنية التحتية للمراكب، وزيادة عددها وتحديثها بما يتناسب مع احتياجات السوق السياحي العالمي.
هناك حديث عن إقامة حدث رياضي كبير في الأقصر، ما التفاصيل حول ذلك؟
نعم، في 13 و14 فبراير المقبل، سينظم النادي الأهلي بالتعاون مع المحافظة احتفالية النادي الأهلي بالتأهل لكأس العالم للأندية في معبد حتشبسوت بالأقصر، حيث تم اختيار الأقصر لتكون مكانًا لهذه الاحتفالية الكبيرة، وهو ما يعكس مكانة المدينة على الصعيدين المحلي والدولي ويساهم هذا الحدث بشكل كبير في الترويج السياحي والثقافي لها.
ماذا عن خطط تطوير سياحة اليخوت في الأقصر؟
نحن ندرس حاليًا تطوير سياحة اليخوت في الأقصر، ونحن متفائلون بأننا سنتمكن من تطوير هذا القطاع بشكل كبير في المستقبل القريب، حيث الأقصر تمتلك إمكانيات كبيرة لاستقطاب سياحة اليخوت، ونحن بصدد اتخاذ خطوات عملية لتطوير هذه السياحة بما يحقق مزيدًا من النمو للقطاع السياحي.
كلمة أخيرة للمواطنين والزوار؟
المجتمع في الأقصر هو مجتمع بسيط وطيب، ونحن نحرص دائمًا على التواصل المباشر مع المواطنين، ومنذ توليت المسؤولية في يوليو الماضي، كنت حريصًا على مقابلة الناس بشكل مستمر، هذا التواصل المباشر هو سر نجاح أي مسؤول، نحن نعمل بكل جهد لتطوير الأقصر وجعلها وجهة سياحية متميزة على مستوى العالم.