في إطار مشاركات علاء الدين، التي تُسهم في تنمية مهارات الأطفال وتشجعيهم على التفاعل مع المحتوى الثقافي والإعلامي، قدمت المجلة محاضرة في مكتبة الطفل بالإسكندرية لطلبة المدراس عن إخراج وتصميم المجلة وتصميم الشخصية الكارتونية والقصة المصورة، ضمن فعاليات مسابقة "المحرر الصغير" التي تنظمها مكتبة الطفل بالإسكندرية لطلبة المدارس الابتدائية عن تصميم مجلة أطفال (مطبوعة - مجلة حائط) لاكتشاف الموهوبين بشكل مبكر وتشجيع الأطفال على القراءة والإبداع بالتواصل مع الأجيال الأكبر من الفنانين والمبدعين. في بداية الفعالية على المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية، أوضحت الأستاذة إيمان الشيمي، أخصائي بوحدة مكتبة الطفل، أن مجلة علاء الدين هي مفاجأة اليوم وراعي المسابقة، وستقوم في نهاية المسابقة بتسليم الفائزين أعداداً من المجلة ونشر أعمال الأطفال المميزة على صفحاتها. الجزء الأول.. يعني إيه إخراج؟ بعدها ألقى أحمد مصطفى، مساعد رئيس التحرير -ممثلاً عن أحد إصدارات مؤسسة الأهرام، مجلة علاء الدين، برئاسة تحرير الكاتب الصحفي حسين الزناتي- في الجزء الأول محاضرة عن مبادئ الإخراج الصحفي، بادئًا شرحه بـ "يعني إيه إخراج صحفي؟" وأنه عملية تصميم وتنظيم المواد الصحفية (النصوص، الصور، والإعلانات) داخل الصفحة أو الوسيلة الإعلامية (مجلة، جريدة، موقع إلكتروني) بشكل جذاب ومفهوم؛ بهدف تقديم المعلومات بطريقة واضحة وسهلة القراءة، مع مراعاة التوازن البصري والتناسق بين العناصر المختلفة، باستخدام تصميمات مبتكرة وعناوين بارزة، وتوفير هوية بصرية تعكس شخصية المجلة أو الصحيفة. ثم قام بتعريف الأطفال أنواع الإخراج الصحفي، والفرق بين إخراج الصحف والمجلات، حيث إنه يختلف بناءً على طبيعة الوسيلة الإعلامية، والجمهور المستهدف، وطبيعة المحتوى المقدم، فالصحف وسيلة يومية أو أسبوعية تهدف إلى تقديم الأخبار العاجلة والمعلومات العامة، لذلك يركز التصميم على النصوص والعناوين، مع مساحة أقل للصور التي تخدم النصوص وتُستخدم فقط لتوضيح الأخبار، أما المجلات فهي وسيلة شهرية أو نصف شهرية تركز على تقديم محتوى أكثر عمقاً وموضوعات خاصة، لذلك تتميز بتصميم مرن يعتمد على مزيج من النصوص والصور والرسومات، وتلعب الصور والعناصر البصرية مثل الألوان المشرقة المرحة دوراً رئيسياً في تعزيز الجاذبية، مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر. إخراج مجلة علاء الدين وشرح مراحل الإخراج وتصميم المجلة، مستعرضًا أغلفة علاء الدين وموضوعاتها وأبوابها المتنوعة، موضحًا أهمية المجلة في تحسين مهارات القراءة والكتابة وتعزيز الخيال لدى الأطفال؛ من خلال القصص المصورة التي تقدم لهم رسائل هادفة في محتواها، بالإضافة إلى تحفيزهم على التفكير الإبداعي وممارسة الأنشطة من خلال كتاب التلوين وكتاب الألعاب والتسالي، والموضوعات التي تعزز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية؛ مثل الصدق، التعاون، وحب الوطن، وغيرها. وعلى الشاشة التوضيحية، أشار إلى عنوان المجلة "علاء الدين" الذي يعبر عن هوية عربية، فعلاء الدين شخصية ذكرت في كتاب "ألف ليلة وليلة" مع جني المصباح، ثم استعرض الغلاف والذي يتميز بألوانه التي تجذب القارئ وتصميمه المبتكر، ولفت انتباه الأطفال إلى تيمة المجلة الأساسية في تصميم وإخراج الصفحات، وتنسيق المجلة مع فريق العمل، بداية من الفكرة، وصولاً إلى مادة مكتوبة بشكل بسيط وجذاب بإخراج مميز، ومراجعة المحتوى لضمان خلوه من الأخطاء، وانتهاء بمراحل الطباعة، واستخدام أنواع الورق المناسب للأطفال. تفاعل الأطفال وكان مهمًا ربط موضوع المسابقة مع المجلة، من حيث اختيار العنوان الذي يشترط أن يعبر عن هوية مصرية لبطل المجلة، وإخراج صفحات الأبواب والموضوعات المطلوبة، والجميل في الأمر هو تفاعل الأطفال مع المحاضرة، الذي كان مفعمًا بالحماس والإبداع. وقد أبدى الأطفال اهتمامًا كبيرًا بتصميم مجلة علاء الدين المطبوعة، ومعظم الطلبة شاركوا بأسئلة ذكية حول شخصيات المجلة ومحتواها وكيفية اختيار الموضوعات وأسلوب تنسيق الصور والنصوص والألوان التي تعبر عن التفاؤل وشخصياتهم المرحة. الجزء الثانى.. رسم القصص المصورة بعدها قدمت الفنانة أسما الأمين، في الجزء الثاني، محاضرة عن تصميم الشخصية الكرتونية وفنون رسم القصص المصورة في المجلات (الكوميكس)، بدأتها بتعريف الأطفال كيفية استخدام أسلوب الأشكال الهندسية لتحديد ملامح الشخصية، قبل إضافة التفاصيل المطلوبة لإنشاء هيكل الشخصية الكرتونية، وذلك باستخدام الدوائر المتتالية لتحديد طول الشخصية الكرتونية، وتمثل هذه الدوائر الرأس وجسم الشخصية، وتساعد في تحديد التناسب بين أجزاء الجسم، وبالتالي تحديد سمات الشخصية؛ هل هي طويلة ونحيفة أم قصيرة وعريضة؟! بعد تحديد الشكل الأساسي، تبدأ في إضافة التفاصيل مثل العيون، الفم، الشعر، الملابس، وغيرها من الخصائص التي تعكس الشخصية المراد رسمها. واستعانت برسوم الشخصية الدبوسية لتعليمهم كيفية إضفاء الحركة على الشخصية المرسومة وتسهيل إبراز الحركات المختلفة. وشرحت كيفية إبراز صفات معينة في الشخصية من خلال الشكل، كالشجاعة أو اللطف، وكيفية اظهار ذلك في تعابير الوجه أو وضعيات الجسم. سمات الشخصية كما بينت للطلاب أهم الخطوات البسيطة لتوضيح سمة معينة في الشخصية، فالشخص الشجاع مثلًا يقف بثبات ويحدق مباشرة بتحدٍ وإقدام، بينما الشخصية اللطيفة تميل أكثر للشكل الدائري، فيما تنمّ العيون الواسعة أو الرأس الكبير عن شخصية ذكية، وهكذا. وفي متناول حديثها عن الألوان وعلاقتها ببعضها البعض، أكدت أهميتها في نقل المشاعر وإبراز صفات شخصية البطل أو الكادر المرسوم، وأن الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي قد تعكس طاقة وحيوية، بينما الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر قد تظهر هدوءًا أو ذكاء وتعبر عن الأمل. تسلسل الكادرات أما بالنسبة لفنون رسم القصص المصورة، فقد استعرضت رسومات القصص في مجلة علاء الدين، وخلال حديثها أكدت الاهتمام بتسلسل الكادرات وتنوع الرسوم بطريقة تشد انتباه القارئ وتساعده على متابعة القصة بسهولة والتنقل بين رسوماتها بسهولة ويسر، وكيفية توظيف الكادرات المتنوعة من كادر بانورامي أو كادر قريب أو بعيد وعين الطائر أو عين النملة؛ لتوصيل فكرة القصة الأساسية وشد الانتباه والبعد عن الملل. وأن أسلوب الرسم يمكن أن يتنوع بين الكوميدي والدرامي وفقاً لنوع القصة، وبناءً عليه يتم اختيار أسلوب وتلوين يتماشى مع القصة وجمهور القراء المستهدف لتوفير المتعة والترفيه. وفي نهاية المحاضرة، التقطت الصور التذكارية للأطفال مع المحاضرين ومسئولي المكتبة، توثيقاً لهذه التجربة الفريدة التي ستظل عالقة في ذاكرة الأطفال عن يوم حافل بالتعلم والإبداع، على أن يتجدد اللقاء مرة أخرى في الحفل الختامي واختيار الفائزين الثلاثة في المسابقة.