أعترف أننى لم أحب أم كلثوم وأنا طفلة، لكنى عشقتها منذ مرحلة الثانوى، وقد صدمتنى ابنتى، عندما أكدت لى، أنها لا تحب الاستماع إلى الست، بل تفضل سماع أغانيها بأصوات أخرى، وبررت ذلك بأغرب سبب، وهو أن صوت أم كلثوم قوى بشكل كبير، الأمر الذى أكد مخاوفى أن أم كلثوم، هى أقوى سلاح للقوى الناعمة المصرية، قد لا تصمد فى عصر الذكاء الاصطناعى، وجيل الـ Gen z، على الرغم من صمودها وفنها لأكثر من 50 عاما منذ وفاتها.
موضوعات مقترحة
أم كلثوم، لم تكن فقط أسطورة فنية، لم ولن تتكرر، وسفيرتنا إلى النجوم، لكن أيضا كانت نموذجا للذكاء والدبلوماسية. الأمر الذى ساعدها فى الاستمرار منذ بداية الغناء فى السنوات الأولى للقرن الماضى، حتى القرن الواحد والعشرين، بل وبعد وفاتها بنحو 50 عاما كاملة، فقد استطاعت أم كلثوم الاستمرار فى النجاح بإرادة من حديد، وشخصية شديدة الذكاء، وعاصرت منذ بداية صعودها سلم المجد من الحكام فى مصر السلطان حسين كامل، والملك أحمد فؤاد، والملك فاروق، ثم الرؤساء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، ونجحت فى الاستمرار فى تقديم فنها، وتغير أسلوبها مع الاستعانة بملحنين شباب، مثل بليغ حمدى، ومحمد الموجى، بجانب تعاونها مع العبقرى محمد عبد الوهاب، وظلت سفيرة مميزة لمصر، إلى الخارج بفنها الراقى، عندما غنت فى أهم مسارح فرنسا والعديد من الدول العربية دعما للمجهود الحربى، لكن يبقى السؤال الأهم، هل تستطيع أم كلثوم الصمود بفنها، والاستمرار فى عالم الذكاء الاصطناعى ومع الجيل الحالى Gen z، كما يطلقون عليه، ومع الأجيال القادمة؟ الأمر غير مؤكد، لاختلاف الأذواق، وأساليب الفن الغنائى حاليا، ويظهر ذلك فى أى حفلة بدار الأوبرا المصرية، بأغانى أم كلثوم ستجد معظم الحضور فوق الخمسين، وبالتالى فهناك حاجة للعمل من أجل استمرار فن الست، والارتفاع بأذواق جيل الشباب، وتقوم دار الأوبرا المصرية، بدور كبير فى الحفاظ على فن أم كلثوم، بحفل شهرى بأصوات رائعة، مثل مى فاروق وريهام عبد الحكيم، ورحاب عمر، وأسماء كمال وحنان الخولى، ورحاب مطاوع، وبسملة كمال، لكن معظم الحاضرين لتلك الحفلات فوق سن الأربعين، لذا الأمر يحتاج لفكر شبابى لمحاولة ضمان استمرار هذا الفن العظيم، الذى يرتقى بالإنسان لكى يصمد أمام أغانى المهرجانات، فقد صمدت أم كلثوم بفنها، وذكائها ودبلوماسيتها على مر العهود، فهل تصمد بفنها مع Gen z؟