Close ad

فك شفرة أعظم ألغاز المخ!

6-1-2025 | 14:38

يومًا بعد يوم؛ لايزال العلماء يكتشفون المزيد من القدرات الفريدة للمخ البشري، الذي يُعَدّ أعقد وأعظم ما خلق الله في جسم الإنسان. 

ومهما بلغت تقنيات الذكاء الاصطناعي من تطور، تبقى قدرات التفكير والتخيل والإدراك من المهارات التي يعجز أي حاسوب في العالم عن تقليدها بنفس الكفاءة والإبداع الذي يميز المخ البشري.

يؤدي المخ مهامه المعقدة؛ كالتفكير، والتعلم، واتخاذ القرارات، والإبداع، والشعور بالأحاسيس والمشاعر، من خلال 86 مليار خلية عصبية في المتوسط، ومن مظاهر الإعجاز أنه يستهلك 20% من طاقة الجسم، رغم أنه لا يتجاوز 2% من وزنه!!
 
فكيف يمكن لجهاز بهذا الحجم أن يتولى مهام بهذه الضخامة؟! إنها القدرة الإلهية الخارقة!!

يستطيع المخ، بفضل التشابكات العصبية بين خلاياه، تخزين حوالي 2.5 بيتابايت من البيانات، أي ما يعادل 2.5 مليون جيجابايت من سعة التخزين، ولتبسيط الرقم، فإنه في حال تحويله إلى برامج تليفزيونية، فإن 2.5 مليون جيجابايت من البيانات تعادل 300 عام من البرامج التليفزيونية، وهذا الكلام في مجرد مخ واحد فقط، فكيف بمليارات الأدمغة؟!

وتبقى الذاكرة هي إحدى أعظم وظائف المخ؛ إذ يمكنه تخزين كميات هائلة من المعلومات، سواء كانت تجارب شخصية أو مهارات عملية، أو حتى تفاصيل دقيقة عن كل لحظة وهمسة عاشها الإنسان، والاحتفاظ بالمعلومات لعقود وإعادة استدعائها في لحظات.

في تطور علمي مهم، تمكن باحثون في جامعة بازل بسويسرا من فك شفرة تخزين الذكريات، حيث يٌخزن المخ ذكرياتنا ليس في نسخة واحدة فقط، بل في ثلاث نسخ مختلفة، ولا تبقى كل نسخة على حالها بل تتباين في قوتها وثباتها عبر الزمن.

الأمر أكثر تعقيدًا مما يتخيل العلماء، فعندما يفكر أحدنا في تخزين ذكرياته، يضع نسخة احتياطية طبق الأصل على حاسوبه، لكن أن يجعل المخ منها ثلاث نسخ تتطور بطرق مختلفة عبر الزمن، ويمكنه استدعاؤها في أي لحظة، فذلك هو الإعجاز بعينه.
 
السر في ذلك؛ أن هذه النسخ من الذكريات تُخزن في مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية، ليست واحدة بل ثلاث، تختلف في أعمارها. 

فالخلايا الأقدم، التي تشكلت ونحن أجنة في بطون أمهاتنا، تحتفظ بالذكريات لفترات طويلة، وتصبح أقوى بمرور الزمن، وهي المنطقة التي نُخزن فيها كل ذكريات الطفولة بكل تفاصيلها، ونستدعيها بسهولة حين تجمعنا المناسبات مع أصدقاء الطفولة.

أما الخلايا العصبية التي تكونت في مراحل لاحقة من الحياة، فتُخزن الذكريات لفترة قصيرة فقط، قبل أن يطويها النسيان بالتدريج، وهناك مجموعة ثالثة من الخلايا العصبية التي تظل ذاكرتها مستقرة نسبيًا، لا تتغير كثيرًا مع مرور الوقت.

ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا؛ أن كل نوع من هذه النسخ يمكن أن يتغير ويتكيف بشكل مختلف بناء على التجارب الجديدة، فالذكريات المُخزنة في الخلايا العصبية اللاحقة تكون مرنة وسهلة التعديل، وعندما نفكر في حدث معين بعد فترة قصيرة من وقوعه، تعمل هذه الخلايا على دمج المعلومات الجديدة في النسخة الأصلية من الذاكرة.
 
وعلى العكس من ذلك؛ الذكريات المُخزنة في الخلايا التي تكونت أول العمر تكون ثابتة وصعبة التغيير، ما يجعلها أقل عرضة للتأثر بالتجارب اللاحقة، وهذا يفسر سر تذكر مرضى ألزهايمر لأحداث وشخوص الماضي، في حين تتلاشى نهائيًا من ذاكرتهم الأحداث اللاحقة.

أما النوم، الذي يظن الكثيرون أنه مجرد راحة للجسم، بل هو عملية نشطة ومعقدة تساعد على إصلاح وتنشيط خلايا المخ، ففي خلاله، يتم تصفية الذكريات وترتيبها في الذاكرة طويلة الأمد، وهي وظيفة بالغة الأهمية لصحة الإنسان العقلية والذهنية.

وستظل الأبحاث قاصرة عن كشف أسرار المخ كاملة، وسيبقى إعجازه دليلًا على الإبداع الإلهي فائق التعقيد؛ وتتجلى معه عظمة الخالق الذي يقول في كتابه الكريم: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

الأكثر قراءة