لا داعي أن تخبئ فرحتك خجلًا من شخص لم يخجل من إظهار انزعاجه ولوعته أمامك كلما حققت نجاحًا وتميزًا، لا تخش من تعقيب له ممتلئ بالحزن والحسرة، فذاك شخص يتعمد الإساءة إليك والانتقاص من قدرك -فقط- لأنه لا يشبهك، شخص استكثر عليك سعادتك وشعورك بالفخر بذاتك، شخص استفزه نقاء روحك وآلمته لمحات صفائك، فراح يحسدك على براءتك التي ملأت بالنور وجهك.
شخص حمل لك من الضغائن أعتاها، أثقلها وأكبرها حجمًا، شخص كره إقبالك على الحياة، تمنى أن لو يتمكن من انتزاع موجات تفاؤلك، أزعجه أمل يزيد من توقعك المسبق بالخير الآتي، فهو لم يؤمن بالله كما تؤمن أنت، بنفس درجة إيمانك وثقتك بربك، لا تتعجب إن أرسل لك يومًا برسالته التي سيسألك فيها عن أسباب رضاك، عن سر ضحكتك وأسباب دوام ابتساماتك.
عن نور من يقين يعدك بالخير القادم جملة ودفعة واحدة، عن هالة من نور مشبعة بإيمان تسري بداخلك، تسكنك وتضيء وجهك، عن شعور رقيق وقلب مفعم بالحب، حب فاض حتى غمرك وشمل غيرك، عن إنسانية عالية امتلكتها فأصبحت تزينك، بقيت هي أجمل أقدارك، دليل ارتفاعك ورقيك.
لا تنزعج من نقد صارخ آت من حقد دفين أرهقه حتى عزم على أن يظهره لك من أمامك أو من وراء ظهرك، ينشر جناحيه ويقبضهما محلقًا فوق رأسك، متحينًا للحظة تخفق فيها أو تتعثر، مستدعيًا بنفسه تلك الفرصة التي ستمكنه من الانقضاض عليك، من تحطيمك واختطاف فرحتك.
اعلم أنه لن يستطيع -ومهما أوتي من قوة- أن يصبح مثلك؛ لأنه يختلف بالأساس عنك ومعك، فمن سعى دومًا وبكل طاقته أن يكسرك أو أن يفسد عليك فرحتك لن ينال من الخير شيئًا، فكما يقولون، وكما تعلم أنت أن الجزاء آت من جنس العمل، فكيف يصيب شخص كهذا خيرًا أصابك؟ شخص تربص بك وكاد لك، شخص ظن أن سوء عمله سيصل به لطريق سلكته أنت وحققت فيه ذاتك.
كن شجاعًا وتقدم، لا تخف فالذي هداك لهذا لن يخيب رميك، هيا واجهه ولا تحمل بعد ذلك همًا، فأنت المنتصر عليه، اطمئن فهذا وعد ربك.
لا تلتفت له ولا تهتم به، فأمانيه التي غشته ستجعله هكذا دومًا يتمنى لك كل الأشياء السيئة، فهو لا يريد إلا أن يراك واجمًا عابسًا، إياك أن تمكنه من هذا، إياك أن تمنحه بيدك مفاتيح سجنك، انتهز الفرصة تلو الأخرى، وحقق ما تريد من أهداف واصنع قمم مجدك.
واصل رحلة تقدمك مؤمنًا بوعد ربك، هيا ارتفع وحلق أعلى وأعلى، كن فخورًا بمسيرتك التي سطرتها بأحرف من نور سطع منها، فنفذ إليك وملأ قلبك، فما تملكه أنت من حسن نواياك سيبقى رصيدًا لك يمكنك من شق طريقك، هيا انطلق ولا تتأخر؛ تعجل فالأحلام ما زالت تنتظرك.