Close ad

لوموند: أنشطة التعدين في الإكوادور تدمر النظم البيئية وصحة سكان منطقة الأمازون

5-1-2025 | 14:28
لوموند أنشطة التعدين في الإكوادور تدمر النظم البيئية وصحة سكان منطقة الأمازونالأمازون
أ ش أ

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم /الأحد/ مقالا عن أنشطة التعدين في الإكوادور والتي أدت إلى تدمير النظم البيئية وصحة سكان منطقة الأمازون حيث تتخلل الحفر والتلال ذات الرمال الرمادية ضفاف نهر "جاتونياكو" بالقرب من بلدة /تينا/ عاصمة مقاطعة /نابو/ في الإكوادور. 

موضوعات مقترحة

وقالت فاني شيجوانجو من اتحاد منظمات السكان الأصليين في مقاطعة /نابو/ : "إن تعدين الذهب أمر كارثي بالنسبة لمنطقتنا، فهو يفسد المياه في الأنهار ويجفف التربة على ضفافها ويؤثر على صحة الأطفال والمواطنين والحيوانات".

وأوضحت شيجوانجو العضو في مجتمع /كيتشوا/ كيف يصاب الأطفال في قريتها بالطفح الجلدي بشكل متكرر ولم يعودوا يسبحون في النهر فيما قال موظف في وكالة تنظم رحلات المشي لمسافات طويلة والتجديف أن "الذهب سيقتل السياحة في نهاية المطاف".

وعلى بعد بضعة كيلومترات في كانتون كارلوس خوليو أروسيمينا تولا .. أعلن فريق من جامعة الأمازون الإقليمية /إيكيام/ أن نهر "تشومبياكو" أصبح "ميتا" في عام 2021. ولا تعيش أي كائنات حية في مياه البرتقال التي تتكاسل بين الحجارة والتي تحتوي على معادن ثقيلة تزيد بـ 500 مرة عن الحد المسموح به.

ويتم استخراج الذهب الغريني (نوع من الذهب يتم إنتاجه في المناطق السفلية أو المنخفضة من الأنهار ممزوجا بالرمل الحجري الذي يمكن غسله) بإضافة الزئبق وعند مزجه مع جزيئات الذهب يتم إنشاء ملغم يتم تسخينه لاستعادة المعدن الثمين ويتم تفريغ الزئبق في النهر ويتم امتصاصه بواسطة الأسماك. 

ويبدو أن الدولة الإكوادورية التي حظرت استخدامه في المناجم منذ عام 2013 غير قادرة على تنفيذ هذا القرار فيما أشار المعهد الوطني للإحصاء والبيانات إلى أن 74% من سكان المقاطعة يعيشون تحت خط الفقر.

وقال ويلسون لوكوي عضو المجلس البلدي لـ/كانتون تالاج/ المجاور : "إن هناك أشخاصا يدافعون عن التعدين لأن الشركات تؤجر أراضيهم أو تستأجرهم للعمل على الآلات". 

وكان التنقيب عن الذهب الحرفي موجودا هنا دائما ففي نهاية القرن العشرين، احتلت مساحة 2 هكتار من الأرض ومنذ ذلك الحين، تم التوقيع رسميا على عشرات الامتيازات لشركات التعدين ، وحصلت إحدى الشركات الأجنبية وحدها على ما يقرب من 11000 هكتار. 

وبين عامي 2022 و2024، ستتضاعف مساحة تعدين الذهب مرة أخرى، من 1118 هكتارا إلى أكثر من 2000 هكتار وتحاول شركات التعدين إلقاء اللوم على عمال مناجم الذهب غير الشرعيين في الكارثة البيئية المستمرة.

وفي مايو 2024، أبلغت وزارة البيئة في الإكوادور مكتب المدعي العام بوجود مستويات عالية من الزئبق في منطقة /جاتونياكو/ بالقرب من قرية "نارانجاليتو" مع تحديد أن التلوث كان نتيجة أنشطة غير قانونية وبالتالي يقع ضمن نطاق تنظيم التعدين. 

وفي نهاية عام 2021، أصبح مجتمع "يوتزوبينو" مسرحا لحمى الذهب الحقيقية، وفي 114 يوما، دمرت الحفارات 70 هكتارا من النباتات.

ودقت المنظمات الاجتماعية واتحاد السكان الأصليين في نابو (إف أو آي إن) ناقوس الخطر حيث أطلقت السلطات في 13 فبراير عام 2022 عملية "مناتي 1" ونشرت نحو 1500 جندي وشرطي في المنطقة، كما تم الاستيلاء على 148 حفارا و97 غربالا وعشرات المضخات ، مقدرة قيمة القطعة بـ 22 مليون دولار (21350 يورو).

وقال مسئول محلي - لم يفصح عن هويته - "إن عملية /ماناتي 1/ لاتزال حتى يومنا هذا هي الأهم على الإطلاق في أمريكا الجنوبية ضد تعدين الذهب غير القانوني".. مضيفا :"أننا لم نتوقع المشاكل التي ستتبع ذلك".

وخلال عملية "مناتي 2" التي تم تنفيذها نهاية عام 2022، تم اعتقال المدير السابق لجهاز تنظيم التعدين المسئول عن مكافحة الاستخراج غير القانوني فيما تطالب المنظمات الاجتماعية الحكومة في نابو بإعلان حالة الطوارئ ونشر القوة العامة لإنقاذ البيئة.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة