تدور "نظرية الإنترنت الميت" حول فكرة غريبة لكنها مثيرة للجدل، تقول إن أغلب النشاطات على الإنترنت اليوم ليست حقيقية، بل هي ناتجة عن خوارزميات وبرمجيات آلية تُدير التفاعلات بدلاً من البشر. في أشد صورها تطرفًا، تخيل النظرية وجود إنسان واحد فقط يستخدم الإنترنت بينما يتفاعل مع عالم افتراضي تملؤه الروبوتات، وفقا لما أورده موقع psychologytoday المتخصص في علم النفس.
موضوعات مقترحة
لماذا يشعر الناس أن الإنترنت أصبح فارغًا؟
الكثير من المستخدمين يشعرون بأن الإنترنت لم يعد كما كان. يتحدث البعض عن شعور بالعزلة الرقمية وكأنهم يصرخون في فراغ مزدحم دون أن يجدوا استجابة حقيقية. السبب؟ سيطرة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي والاعتماد الكبير على المحتوى المُؤتمت.
"هل فقد الإنترنت إنسانيته؟".. الروابط الحقيقية أصبحت نادرة
يشرح علماء النفس أن البشر بطبيعتهم يحتاجون إلى تكوين روابط اجتماعية عميقة للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية. لكن ما يحدث اليوم في عالم الإنترنت يبتعد عن هذا الهدف. منصات التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، تُركز على تحقيق الأرباح وزيادة التفاعل بدلاً من تعزيز العلاقات الإنسانية.
كيف تُدير الخوارزميات حياتنا الرقمية؟
عندما تنشر منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لا يصل إلى أصدقائك فورًا. بدلاً من ذلك، يتم فحص المنشور بواسطة خوارزميات تتوقع إذا كان سيحظى بالتفاعل المطلوب. إذا وافقت الخوارزميات، يتم عرضه. هذه الطريقة تجعلنا نتفاعل مع "نسخ" رقمية لمحاكاة سلوك الأشخاص بدلاً من التفاعل مع البشر الحقيقيين.
منصات التواصل الاجتماعي: هل تخدمنا أم تسيطر علينا؟
الهدف الأساسي من خوارزميات التواصل الاجتماعي هو جذب الانتباه وتحقيق أرباح من خلال الإعلانات. لتحقيق ذلك، تضع الخوارزميات قواعد تُحدد ما يراه المستخدمون بناءً على احتمالية جذب انتباههم، لكن هذا يؤدي إلى تقليل فرص التواصل الحقيقي بين الأشخاص.
انهيار السياق وتداخل الجماهير
أحد أسباب الشعور بالفراغ الرقمي هو ما يُعرف بـ"انهيار السياق". على منصات التواصل الاجتماعي، لا تُفرق الخوارزميات بين الأصدقاء، العائلة، والزملاء. يتم دمج الجميع في جمهور واحد، مما يجعل التفاعل شخصيًا أقل. بدلاً من الحديث مع أصدقاء مقربين، تجد نفسك تتحدث إلى جمهور واسع، قد يكون غالبيته روبوتات.
كيف نستعيد إنسانيتنا على الإنترنت؟
في بداية ظهور الإنترنت، كانت الوسائل الأساسية للتواصل مثل البريد الإلكتروني والمنتديات تعتمد على التفاعل المباشر بين الأشخاص. لم تكن هناك خوارزميات تُدير ما نراه أو نقرأه. يمكننا استعادة هذا النوع من التواصل باستخدام أدوات مثل الرسائل المباشرة ومكالمات الفيديو.
ما هو الحل؟
- بدلًا من قضاء ساعات على التصفح العشوائي، يمكننا قضاء وقت أكثر في التواصل مع أصدقاء وعائلة مباشرة.
- استخدام تقنيات لا تعتمد على الخوارزميات مثل التطبيقات التي تُركز على التواصل المباشر بدون تدخل طرف ثالث.
- يجب أن نُدرك أن هذه الأنظمة صُممت لجذب انتباهنا وليس لخدمتنا اجتماعيًا.
الإنترنت: هل يمكن أن يعود كما كان؟
رغم أن الإنترنت أصبح مساحة مليئة بالمحتوى المؤتمت والخوارزميات، إلا أن الأمل لا يزال موجودًا. يمكننا استعادة إنسانيتنا عبر تصميم منصات تُركز على تعزيز العلاقات الحقيقية بدلاً من الأرباح. فهل نحن على استعداد لاتخاذ هذه الخطوة؟