تعد منطقة آثار سقارة واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر والعالم، حيث تزينها معالم تاريخية لا تعد ولا تحصى، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث تقع سقارة في الجهة الغربية لنهر النيل، جنوب مدينة الجيزة، وتضم مجموعة من المقابر والمعابد والمنشآت التي تعود إلى مختلف العصور الفرعونية، بدءًا من بداية الأسرة الأولى وحتى الدولة الحديثة.
موضوعات مقترحة
وتعتبر سقارة مركزًا رئيسيًا للجبانة الملكية في العصور الفرعونية، وهي موطن للهرم المدرج الشهير الذي بناه الملك زوسر في الأسرة الثالثة، وهو أول هرم حجري في التاريخ، كما تحتوي المنطقة على العديد من المقابر الخاصة برجال الدولة وكبار الشخصيات، ما يجعلها مرجعًا هامًا لفهم تطور العمارة الجنائزية والفنون في مصر القديمة، ومع مرور الوقت، تكشف الحفائر المستمرة في سقارة عن المزيد من الأسرار المخبأة تحت الرمال، لتسلط الضوء على جوانب جديدة من تاريخ مصر الفرعونية، هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا واسعة لفهم أعمق حول ممارسات الجنائز والطقوس الدينية والثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز المعلومات عن الكشف الأثري الجديد الذي توصلت إلية البعثة الأثرية المصرية اليابانية
اكتشافات جديدة في المنحدر الشرقي لسقارة
خلال أعمال الحفائر التي تمت في المنحدر الشرقي لمنطقة سقارة، اكتشفت البعثة المصرية اليابانية المشتركة، التي تضم المجلس الأعلى للآثار وجامعة كانازاوا اليابانية، أربعة مقابر ترجع إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى أكثر من عشر دفنات تعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، حيث يؤكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يعد من الاكتشافات الهامة التي تشير إلى أن جبانة سقارة تمتد شمالًا بمساحة أكبر من المعروف حاليًا، كما أن اكتشاف دفنات تعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشر يعد دليلاً على أن استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة بدأ مع إعادة مدينة ممفيس عاصمة لمصر بعد طرد الهكسوس.
تفاصيل الاكتشافات الجديدة
يعد هذا الكشف من الاكتشافات الأثرية الهامة، حيث يقول محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن المقابر المكتشفة تعود إلى عصر الأسرتين الثانية والثالثة، وتضم مصطبتين من الطوب اللبن ومقبرتين منحوتتين في الصخر، إحدى هذه المقابر تقع بالقرب من حافة هضبة سقارة الشمالية، وتمتاز ببناء علوي وبئر محصن من الحجر الجيري على مدخل الممر المؤدي إلى حجرة الدفن، بينما تتاخم المصطبة الأخرى المنحدر الصخري وتحتوي على جزء علوي من الطوب اللبن وبئر مستطيل في وسطها، كما تم العثور على العديد من الأوعية في المنطقة المجاورة، مثل طبق من الألباستر المصري ووعاء إسطواني مصمت، ما يرجح أن هذه القطع تعود إلى أواخر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، وتستمر البعثة في أعمال الحفائر للكشف عن المزيد من أسرار المنطقة في المواسم القادمة.
أعمال الترميم والتنظيف للكشف عن القطع الأثرية
وعن أعمال الترميم والتنظيف أشار الدكتور نوزمو كاواي، رئيس البعثة من الجانب الياباني، إلى أن فريق العمل قام بأعمال ترميم وتنظيف للكتاكومت اليوناني الروماني الذي اكتشفته البعثة في مواسم حفائر سابقة، وقد أسفرت هذه الأعمال عن اكتشاف بقايا آدمية محنطة وعدد من القطع الأثرية، منها نماذج تيراكوتا لمقاصير جنازية وكسرات من تيراكوتا لرأس الآلهتين إيزيس وأفروديت، بالإضافة إلى أجزاء من توابيت خشبية وقطع فخار، حيث تستمر البعثة في استكشاف المزيد من أسرار هذه المنطقة التاريخية الهامة خلال الموسم المقبل، ويُتوقع أن تسهم هذه الاكتشافات في تعزيز فهمنا للتاريخ المصري القديم وأثره على الحضارات المتعاقبة.
عراقة الحضارة المصرية
تظل منطقة سقارة واحدة من أبرز مواقع الاكتشافات الأثرية في مصر، وتستمر في إبهار العالم بما تكشفه من كنوز تاريخية تروي قصصًا مدهشة عن عراقة الحضارة المصرية وتطوراتها عبر العصور.
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية 
مصاطب ومقابر جديدة تكشف عن تطور العمارة الجنائزية