Close ad

عودة الكتاتيب بشير خير

31-12-2024 | 18:43

الكتاتيب هي الملاذ الآمن لفلذت القلوب والأكباد، وهي الأرض الخصيبة لزراعة القيم، والحاضنة التربوية المأمونة على العقول والقلوب، وهي الرَّحم المبارك الذي خرَّجَ النبلاء، والقُرَّاء، والأدباء، والعلماء، والفقهاء، والفلاسفة، والسياسيين، والدبلوماسيين، والعباقرة في شتى المجالات.

ودَرَسَ فيها لفيفٌ من إخوتنا شركائنا في الوطن؛ ليضرب الجميع أروع الأمثلة في التسامي والتسامح والتعددية وقبول الآخر والمحبة والسلام والوئام، في تجربة مصرية ملهمة للآخرين، وهذه الحالة الوطنية المصرية المتلاحمة صوَّرها أميرُ الشعراء أحمد شوقي (رحمه الله)، بقوله:

أَعَهِدْتَنَا والقِبْطَ إِلَّا أُمَّةً *** لِلأَرْضِ وَاحِدَةً تَرُومُ مَرَامًا؟
نُعْلِي تَعَالِيمَ المَسِيحِ لِأَجْلِهِمْ *** وَيُوَقِّرُونَ لِأَجْلِنَا الإِسْلَامَا
هَذِي رُبُوعُكُمُ، وَتِلْكَ رُبُوعُنَا *** مُتَقَابِلِينَ نُعَالِجُ الأَيَّامَا

قيم الكتاتيب:

الكُتَّاب كان له دور كبير جدًّا في تشكيل الوعي وبناء الشخصية، وترسيخ الثقافة والقيم، حيث كان أنموذجًا تربويًّا وتعليميًّا فريدًا ومؤثرًا، فلم يكن مجرد مكان لتحفيظ القرآن الكريم فقط، بل كان محضنًا تربويًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا وعلميًّا للطفل، يتعلم فيه: القراءة، والكتابة، ومبادئ الرياضيات.. ومحضنًا لتعليم العادات والتقاليد والأصول المرعية (البروتوكول والإتيكيت والاحترام بطريقة فطرية)، وبوتقة لزراعة القيم النبيلة.

فطفل الكُتَّاب كان يحترم الشيخ، ويُقَدّر مَن هو أكبر منه سنًّا أو أكثر منه علمًا، وكان الكُتَّاب يشحذ همم الأطفال نحو التفوق والإبداع، وإضافة لما سبق كان مكانًا يضم مختلف الطبقات تحت هدف العلم والإيمان وحب الوطن وغرس القيم النبيلة، مثل: الصدق، الأمانة، الإخلاص، التقوى، الرفق، التكافل، والتكامل. فيه يحتوي الطفلُ الكبيرُ الصغيرَ، والصغيرُ يحترمُ الكبيرَ. 

كما كان الكُتاب يعلم مبادئ الحلال والحرام، ويخرج الطفل إلى الحياة وهو مشبع بالقيم الدينية والاجتماعية، مثل قبول الآخر، احترام الكبير، وصون غيبة الصديق.

ومن هذه القيم التي كان يرسخها الكُتَّاب قيمة التنافس والتفوق، ونظرًا لأن القرآن ينمي المدارك والذكاءات، ويبني الوعي، ويزيد من المحصول اللغوي للطفل، لذلك فإننا نجد أن معظم طلاب كليات القمة في الأزهر الشريف، مثل: كليات الطب والهندسة والصيدلة... من حُفاظ القرآن الكريم.
 
شيوخ الكتاتيب ونماء الخبرة التربوية: 

لقد تكوَّن في أروقة الكتاتيب فكرٌ تربويٌّ مفيد، أثرى الحياة على بساطتها وقتذاك. لقد كان المحفظون يمتلكون خبرة تربوية وتعليمية فطرية تراكمت عبر السنين، وقد ظهر مصطلح تربوي يفيد بأن لكل شيخ طريقة خاصة في التربية والتعليم، يمتاز بها ويتفرد عن الآخرين.

وشيوخ الكتاتيب الذين اصطفاهم الله لتعليم الأطفال كتاب الله، ومبادئ العلوم، كانت لهم مكانة، ومهابة، ومحبة في قلوب خلق الله، فقد عاشوا لله وبالله ومع الله، وعاش معظمهم على الكفاف في زهد قلَّ نظيره في دنيا الناس، بعيدًا عن مباهج الدنيا وزينتها وزخرفها.

والشيخ كان أمينًا على الأطفال، على عقولهم وأفكارهم وقلوبهم، فقد كانوا يخرجون للحياة من تحت يده بإيمان فطري سليم بعيد عن التطرف، يخرجون سالمين غانمين صالحين ونافعين.

وبالتالي، فإن الكتاتيب تؤهل هؤلاء الأطفال ليكونوا مواطنين صالحين يسهمون في بناء المجتمع والحفاظ عليه والدفاع عنه، والإسهام في تقدمه ورفعته. 

رباط تاريم باليمن إلى أروقة الأزهر التي أسهمت في تفاعل الحضارات: 

لقد مثَّلت الكتاتيب والأربطة عبر التاريخ الإسلامي محاضن التربية الصحيحة والسليمة والتعليم الآمن الذي يغذي أنهار التسامح والوسطية والاعتدال، حيث كانت استهلال رحلة طلاب جنوب شرق آسيا إلى الأزهر الشريف من قبل، تبدأ بأن يذهب الطالب من بلده إلى رباط تاريم باليمن، ليقضي هناك فترة من الزمن، يحفظ فيها القرآن الكريم، ويتعلم مبادئ اللغة العربية، ثم يتوجه بعد ذلك إلى الأزهر الشريف.

وكان الطلاب الجدد يعيشون مع أبناء جِلدتهم القدامى في رواق الجاوة بالأزهر، يتعلمون منهم وينهلون من خبراتهم وعلومهم التي تعلمونها ويمارسون العادات والقيم التي اكتسبوها في الأزهر وفي مصر. 

وعندما يلتحق الطالب بالدراسة في الأزهر الشريف، يكون مفعمًا بحماسة وحيوية ونشاط، بعد أن تدرب هناك وهنا، فيتمكن من اللحاق بزملائه العرب والمصريين، وسرعان ما يجيد التعلم وتحصيل العلوم وإتقانها. 

وبعد أن يتمكن من فهم مقاصد الإسلام واللغة العربية ويبرع فيها بعد سنوات من الجهد والتعب، يبدأ بترجمة علوم الإسلام إلى لغات بلاده والعكس؛ مما يسهم في إحداث التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب.

التحديات المترتبة على غياب الكتاتيب: 

كانت الكتاتيب المحاضن الآمنة لصياغة العقول وتَسْيِيجِهَا ضد الشطط، وضد مخاطر التيارات الضالة، وأدّت دورها على أكمل وجه في: التربية، والتأديب، والتعليم، والتهذيب، والتنشئة، والرعاية، والتوجيه، والإعداد، والتطوير، والتدريس، والتلقين، والتثقيف، والتوعية، والتعلّم، والتشذيب، والتزكية، والصقل والترويض، وفي زراعة القيم في نفوس الأطفال الصغار.
 
وكانت بمثابة المرحلة التأهيلية للمدارس يتعلمون فيها القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، ويتدربون على الالتزام والنظافة والنظام، حتى إذا ما التحق الطالب بالمدرسة يصبح مؤهلًا للنجاح والتفوق والنبوغ، بل ويصبح ممن يُشار إليه بالبنان... ولقد خسرنا كثيرًا بغيابها.

لقد ظلَّت الكتاتيب تعمل بجد ونشاط طيلة قرون مضت، باعتبارها مراكز التكوين المبكر للحصانة الفكرية والمناعة السلوكية، وترسيخ المنهج الأزهري، في مجابهة: الانحراف، والغلو، والتطرف، والكراهية، والاختراق. 

وعندما انحسر دور الكُتَّاب وتراجع وتقلص، وانحصر وجوده في أماكن قليلة جدًّا، وحدث ما حدث من دخول التكنولوجيا كل البيوت، ثم تمكنها وسطوتها في شتى مناحي الحياة، وما أتت به من قيم وأفكار غريبة، كما طلَّ علينا فكرٌ متشدد لا يمكن أبدًا أن يعبر عن روح الرسالة ورحمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما ظهرت تحديات فكرية وسلوكية، وقيم بعيدة عن ثقافتنا، ولهجات غريبة، واختراقات متوالية، وتطرف ديني، وتطرف لاديني، بعد أن فقدنا المنافع والقيم النبيلة التي كان يؤديها الكُتَّاب؛ الأمر الذي يجعل من عودة الكتاتيب وتمكينها في المجتمع بشير خير للجميع.

أهمية مبادرة عودة الكتاتيب ودورها في بناء الإنسان والمجتمع:

لما استشعر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل مولانا الشيخ/ عبدالحليم محمود (عليه رحمات الله) الخطرَ على الهُوية المصرية والعربية والإسلامية- بذل قصارى جهده، وواصل الليل بالنهار، واستثمر علاقاته الداخلية والخارجية، واستنفر الهمم، وبذل جهودًا تفوق الوصف، لإنشاء المعاهد الأزهرية في كل مكان على أرض مصر؛ لتكون منارات شامخة سامقة لنشر التسامح والوسطية، والمحافظة على الهُوية الوطنية والدينية، ولتكون بمثابة حائط الصد المنيع ضد التخلف والشطط والتحديات الخارجية…

وما أشبه الليلة بالبارحة، وسيرًا على الدرب المبارك الميمون، واقتفاء لنهج الأكابر أمثال شيخنا الولي التقي النقي المبارك أ.د/ عبدالحليم محمود (رحمه الله)، واستشعارًا للخطر على اللغة والهوية يطلق العلامة الفاضل أ.د/ أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف؛ مبادرته بالغة الأهمية، من العاصمة الإدارية الجديدة، لعودة الكتاتيب في ربوع مصر، مستهلا ومفتتحًا المسابقة العالمية للقرآن الكريم الحادية والثلاثين بـ"مسجد مصر الكبير"، بقوله: "أدعو جميع القرى والمدن في مصر إلى تبني مبادرة عودة الكتاتيب؛ لأنها ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم، بل هي صروح تعليمية وتربوية، تزرع القيم النبيلة، وتحفظ الهُوية، وتبني الإنسان المصري على الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن، وإحياء اللغة العربية السليمة في نفوس الأجيال الجديدة." 

في رسالة تحمل للعالم عدة مضامين، ورسائل، من بينها: أن مصر التاريخ والحضارة والمستقبل، مصر الأزهر.. في جمهوريتها الجديدة، تسير على نهج الآباء والأجداد في:

• حماية الدين واللغة والهُوية.

• حماية لواء الوسطية والسلام.

• رفع مشاعل النور والعلوم والآداب.

وإنها والله لمبادرة خير ورشد وصلاح وإصلاح وبناء وبشير نجاح وفلاح، وأيضًا إلهام للآخرين... إن شاء الله.. (ندعو الله تعالى أن يُكتب لها كامل التوفيق).
 
الدلالات الزمانية والمكانية للمبادرة:

تأتي هذه المبادرة في وقتها وأوانها، ولا ريب في أن اختيار الزمان والمكان والحال، له دلالات مهمة:

فالزمان: أمسى مليئًا بالتحديات المتعددة والمتنوعة والمتواترة، في عصر سطوة التكنولوجيا المتطورة وتطبيقيات الذكاء الاصطناعي، وما خلفته هذه التقنيات من تحديات تستهدف هُويتنا وشبابنا ولغتنا، والحرفَ العربي الشريف، وما "الفرانكو أراب" منا ببعيد، ولا عاصم لنا من الأخطار إلا بالتعلق بكتاب الله ودستور المسلمين.

والمكان: مصر التي حمت الإسلام وحضارته والمسلمين، وصدرت علوم الإسلام إلى كل بقعة من بقاع الأرض.

والحال: يعبر عنه بركات أهل القرآن الذين جاءوا إلى مصر من كل فج عميق... 

مقاصد عودة الكتاتيب في هذا الوقت بالذات:

أولًا: إيجاد بيئة حاضنة للإيمان، والوسطية، والانتماء، والتسامح، والتعددية، والتعايش، على شتى التراب الوطني.

ثانيًا: إيجاد بيئة لافظة للتشدد، والغلو، والتطرف، والكراهية، في ربوع المحروسة.

ثالثًا: تمكين المنهج الأزهري الفريد الذي يستحيل معه الانجرار إلى التطرف أو التشدد أو الغلو، ونشر الاستنارة على نطاق واسع منذ الصغر، وبما يسهم في إيجاد جيل لديه مقومات التعايش والانتماء والتجديد، يلفظ التشدد والمتشددين.

رابعًا: لَمَّ شَمْلِ الهُوِيَّةِ الوطنية والعربية والإسلامية بعد التأثيرات والاختراقات التي حدثت بفعل العولمة الثقافية، ووسائل التواصل، وآليات التكنولوجيا الحديثة، وآخرها الذكاء الاصطناعي، وَضَبْطَ بُوصَلَةِ الفِكْرِ، وَإِحْيَاءَ اللُّغَةِ العربية، وَتَرْسِيخَ القِيَمِ، وَبِنَاءَ الإِنْسَانِ السَّوِيِّ، فِي عَصْرٍ شَدِيدِ التَّغَيُّرِ.

خامسا: تنمية الجوانب الروحية والمعرفية للأطفال، وبما يسهم في بنائهم وتكوينهم وإعدادهم لمواجهة تحديات الحياة.

سادسًا: تحصيل البركات من انتشار هذه الكتاتيب التي ستملأ آفاق مصر ودروبها وسهولها ذِكرًا وقرآنًا وإيمانًا، وسيعم خير الله فينا؛ فالقرآن يجلب البركات والخيرات والأنوار، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ...) (الأعراف: 96). 

الكُتَّاب.. نواة التجديد:

سعينا كثيرًا في مجال تجديد الخطاب الديني، وتجديد فهم الدين، ولكي تكتمل الدائرة، فعلينا أن نبدأ من اللبنة الأولى، وهي الأطفال، من خلال زراعة القيم النبيلة في قلوبهم، وتأهيلهم لتجديد فهم الدين، منذ نعومة أظافرهم.

فالقرآن العظيم يسهم في تشكيل وعي النشء، وتحسين نطقه، وزيادة محصوله اللغوي، وصياغة عقله، وضبط موازين فكره، وتنمية الإيمان الفطري في نفسه؛ مما يؤهله مستقبلا لفهم مقاصد الدين الحنيف، والإسهام -مستقبلا- في عمليات الاجتهاد المنضبط الذي يغذي أنهار التجديد. 

آليات عملية لتنفيذ المبادرة:

ونظرًا لتطور الحياة، فإننا أصبحنا بحاجة ماسة إلى كتاتيب عصرية ثابتة ومتحركة وإلكترونية بالمساجد، وفي المكاتب المعتمدة. ويجب أن يكون القائمون عليها مِن أولي النهى، ومن أصحاب الرسالة، لديهم حكمة وبصر وبصيرة، واعين بمشكلات المجتمع والأمة، وأقترح عمل دراسات ميسرة في علوم النفس والاجتماع والطفولة، وفي إستراتيجيات التعليم والتعلم؛ لتدريب المحفظين عليها.

وإن الاستثمار في تأهيل المحفظين والمعلمين، وتشجيع الابتكار في منظومة عمل الكتاتيب، وتفعيل الشراكة مع المنظمات الخيرية والمجتمع المحلي لدعم البرامج وتوفير المرافق، وما يلزم لها، وتعزيز الأنشطة وتنظيم فعاليات ترفيهية تسهم في توفير بيئة تعليمية ملائمة ومحفزة وجاذبة للأطفال، وتوفير مساحات تعليمية مريحة وملهمة لهم، وتشجيع الصغار على الاستكشاف والتفكير النقدي، وحل المشكلات، هو الضمانة لنجاح مبادرة عودة الكتاتيب؛ لتكون منارات تجمع بين القيم الإسلامية والمعرفة الحديثة، وتبنيها، مما يسهم في بناء جيل متعلم وواعٍ ومبدع.

يمكن التحرك لإنجاح وإنفاذ هذه المبادرة المباركة، من خلال عدة محاور، على النحو التالي:

المحور الأول: من خلال مساجد الأوقاف المنتشرة في كل ربوع مصر، والسادة الأئمة ومقيمي الشعائر، بأن يكون في بعض المساجد ملحق خارجي أو داخلي، لإنشاء كُتَّاب فيه، إذا تعذر وجود المكان. مع إضافة مجال تحفيظ القرآن لعمل الإمام بأن يكون (إمام، وخطيب، ومدرس، ومحفظ)، وزيادة حوافزهم نظير العبء المضاف لهم. وهو مجال شريف جدًّا على أن يتم تدريبهم على منهجية العمل وفقًا لوثيقة عمل الكتاتيب ورؤية وزارة الأوقاف ورسالتها، مع الأخذ في الاعتبار أن قضية التحفيظ هي من أماني الكبار، حيث كانت أمنية لمولانا الإمام الأكبر فضيلة أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف (يحفظه الله)، حيث قال للعالم -خلال جولته في دول جنوب شرق آسيا في يوليو 2024- في لحظة صادقة تعكس روح البساطة والوفاء: [لا تزال أقصى أمانيَّ حتى اليوم أن أذهب وأفتح كُتَّابًا وأجلس على حصير، لأُعلم التلاميذ وأحفظهم القرآن الكريم، وأتمنى أن يحقق الله لي هذا الأمل قبل أن أموت]. وهذه الكلمات تحمل رسالة عظيمة عن قيمة الكتاتيب ودورها في بناء الإنسان.

المحور الثاني: تشجيع السادة المحافظين في شتى المحافظات المصرية على إنشاء الكتاتيب، وعمل مسابقات للقرآن الكريم على غرار مسابقة بورسعيد الدولية السنوية للقرآن الكريم، التي حققت نجاحات كبيرة وأصبحت محط الأنظار.

المحور الثالث: تشجيع رجال الأعمال والأثرياء على الدخول بفعالية في هذا المضمار، كأن يكون لكل مؤسسة قادرة عدد من الكتاتيب الحديثة، تخدم أولاد العاملين وغيرهم.

المحور الرابع: الاستفادة من خبرات الكتاتيب الناجحة، وتبادلها مع المؤسسات الأخرى، من خلال نسق إداري منظم.

المحور الخامس: تنظيم المسابقات بين المحافظات المصرية، لاختيار أكبر المحافظات إنشاء للكتاتيب، وكثيرة عدد حفاظ القرآن فيها.

المحور السادس: عمل معايير لجودة الكتاتيب؛ لضمان جودة المدخلات والعمليات والمخرجات.

المحور السابع: نقترح أن يدرج موضوع افتتاح الكتاتيب جنبًا إلى جنب مع افتتاح المساجد، ضمن خطة الأوقاف الدورية؛ لشحذ الهمم نحو إنشاء مزيد من الكتاتيب.

المحور الثامن: التنسيق بين الكتاتيب المنتشرة في كل ربوع مصر؛ لاكتشاف المواهب في شتى المجالات، وعمل قواعد بيانات بهم، والاستثمار في هذه الكنوز للمستقبل القريب والبعيد.

وفي النهاية سيشهد التاريخ أن هذه المبادرة التي تحظى بدعم السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ستكون بشير خير وبركة لمصر الغالية، ومصدر إلهام للعالم، ومن ثم يجب علينا جميعًا أن نساند ونساعد وزارة الأوقاف ووزيرها الفاضل، ونسعى جميعًا بكل ما أوتينا من إمكانات، لتنفيذها، ودعمها، وإنجاحها؛ لتحقيق أهدافها النبيلة في صياغة عقول النشء والشباب، وبناء الإنسان بناء متوازنًا وواعيًا ومحصنًا فكريًّا وسلوكيًّا ضد الوافد العاتي، وقادرًا على الإسهام في بناء مجتمعه وحمايته وإسعاده وإمداده بكل خير.. وبالله تعالى التوفيق.

* عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: