يعد عام 2024 الذى نودعه اليوم الثلاثاء، عامًا استثنائيًا في تاريخ العلاقات المصرية التركية، حيث شهد العديد من المحطات الإيجابية، التي كانت أبرز معالمها تبادل الزيارات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، وهى الزيارات التي خلقت توافقاً في الآراء حول تشجيع ودعم الاستثمارات المتبادلة.
موضوعات مقترحة
هذه الخطوات الإيجابية انعكست في اهتمام تركيا بزيادة استثماراتها في مصر، حيث تعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا، وتحتل مصر المركز الأول على مستوى القارة الإفريقية من حيث مستوى الاستثمارات التركية، فضلا عن توافر مجالات واسعة للتعاون بين الشركات المصرية والتركية في إفريقيا خاصة في مجالات الانشاءات والبنية الأساسية، وهو ما يشير لاتساع آفاق التعاون بين البلدين في الدول الإفريقية مستقبلا في ظل الثقة المتبادلة حاليا.
وبسبب هذه الأجواء الإيجابية توقع السفير صالح موطلو شن، سفير تركيا في مصر، أن يرتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال الخمس السنوات المقبلة، وأن يصل إلى 20 مليار دولار في عشر سنوات، في ظل الوتيرة الحالية، حيث وصل حجم الاستثمارات التركية في مصر حتي الآن إلى ما يقرب من 3.5 مليار دولار.
وفى ظل السعي التركى إلى تعزيز التعاون مع مصر في مجالات التجارة والاستثمارات والسياحة والتكنولوجيا، لوجود الإرادة السياسية المشتركة والقدرة المؤسسية والفنية والخبرة والبنية التحتية في كلا البلدين، وهو ما دفع السفير شن إلى اعتبار التعاون التجاري والاقتصادي العمود الفقري للعلاقات بين مصر وبلاده.
وحول هذا التعاون قال شن، إن الخطط التنموية التي نفذتها مصر أخيرًا، وخاصة الاستثمارات في مجال البنية الأساسية، والتي بدأها الرئيس السيسي في إطار رؤية ٢٠٣٠، أثمرت عن تقدم كبير في البنية التحتية خاصة في مجال النقل والمواصلات، كما حققت مصر تقدما كبيرا في عمل الموانئ وتوفير البنية التحتية اللازمة للشركات التركية في مصر العاملة في مجال التصدير، نتيجة التحديث السريع للبنية التحتية لخطوط القطارات وإنشاء خطوط جديدة للقطارات السريعة، وانخفاض تكاليف الطاقة في مصر وتوافر الأيدي العاملة الماهرة اللازمة للاستثمارات التركية.
فضلا عن المزايا التي تقدمها مصر للمستثمرين الأتراك من خلال شبكة تجارتها الحرة مع أوروبا وأمريكا والدول العربية والإفريقية، ولذلك فإن الشركات التركية تسرع من وتيرة توسيع استثماراتها الحالية، خاصة في ظل الجهود الحكومية المستمرة في تحسين بيئة الاستثمار من خلال الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية.
وفى هذا السياق أكد السفير شن، أنه سيتم تنظيم منتدى أعمال بين البلدين في المستقبل، وهو ما سيساهم بدوره في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، في ضوء التطور التي تشهده العلاقات بين البلدين والذى انعكست أبرز ملامحه في قيام الرئيس أردوغان بزيارة القاهرة مرتين خلال عام واحد، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها بلاده لمصر.