- على أضواء العيد الوطني الـ 54 للنهضة المتجددة و17 أكتوبر "يوم المرأة العُمانيَّة"
موضوعات مقترحة
- المرأة العُمانية تؤكد دورها المحوري والحيوي في تحقيق التقدّم والتنمية المستدامة وتحقيق رؤية عُمان 2040 وتواصل استحقاقات التَّمكين الاجتماعي والاقتصادي والسِّياسي
تحتفل سلطنةُ عُمان بيوم المرأة العُمانية والذي يوافق السابع عشر من أكتوبر من كل عام، تحت شعار "المرأة شريكة في التنمية".
وتأتي هذه المناسبة احتفاءً بدورها البارز في بناء هذا الوطن وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي واعترافًا بإسهاماتها اللامحدودة والفريدة في مختلف المجالات منها السياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة والتعليميّة، وإبراز دورها المحوري والحيوي في تحقيق التقدّم والتنمية المستدامة لسلطنة عُمان.
وأكّد السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عمان على أهمية أن تتمتع المرأة العُمانية بحقوقها كاملة التي كفلها القانون وأن تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في بناء حاضر الوطن ومستقبله، كونها شريكًا أساسيًّا في التنمية المستدامة، إضافة إلى تمكينها في مختلف المجالات وتوليها عددًا من المناصب الحكومية العليا. كما أكّدت احرمُ سلطان عمان على أهمية دور المرأة العُمانية في بناء الأسرة والمجتمع ورفعة الوطن.
واحتفلت السيدة الجليلة، عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية، زوجة سُلطان عُمان هيثم بن طارق، بمناسبة يوم المرأة العُمانية، الموافق 17 أكتوبر. ونشر الحساب الملكي عبر منصة "إكس" نص كلمة السيدة الجليلة، بهذه المناسبة وقالت فيها: "إنّ السابع عشر من أكتوبر في كل عام يأتي ليجدّد فخرنا واعتزازنا بالمرأة العُمانية التي أثبتت بتفانيها وعزيمتها، أنّ النجاح لا يعرف حدودًا، وأن بصمتها اللامعة تظهر في كافة المجالات، لتكون شعلة مضيئة في مسيرة النهضة الشاملة لوطننا العزيز، فلا يمكن إغفال دورها البارز سواء من خلال إسهاماتها الثقافية والاجتماعية، أو الاقتصادية، حيث تسير بخطى ثابتة نحو التقدّم والازدهار، حاملة راية العطاء التي لا تنحني، مدعومةً برعاية القيادة الحكيمة".
ويُمثِّل السَّابع عشر من أكتوبر «يوم المرأة العُمانيَّة» محطَّة تأمل لقراءة أكثر عمقًا وتحليلًا لمؤشِّرات الإنجاز النَّوْعي النَّاتج عن استحقاقات التَّمكين الاجتماعي والاقتصادي والسِّياسي للمرأة العُمانيَّة، ومسؤوليَّتها في تحقيق أولويَّات رؤية عُمان 2040: «مُجتمع إنسانه مبدع معتز بهُوِيَّته، مبتكر ومنافس عالَميًّا، ينعم بحياة كريمة ورفاه مستدام»، في ظلِّ ما تمتلكه من فرص تحقيق المسؤوليَّة الاجتماعيَّة وترسيخ منظومة الوعي في سلوك الأبناء، وأجندتها في نقلِ محور التَّمكين إلى مرحلة «التَّمكُّن» بالاستفادة من برامج التَّنمية في تعزيز قدرة أبناء الوطن على امتلاك أدواتها والتَّعامل مع وسائلها، وتوفير نماذج عمل إيجابيَّة قادرة على التَّعاطي بإيجابيَّة مع متطلبات الحياة وغرس القِيَم والهُوِيَّة العُمانيَّة، وتأكيد قِيَم المواطنة والعمل التَّطوُّعي.
المرأة تتبوأ مكانة متميزة في المجتمع العُماني
وتشير إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد العُمانيات العاملات في القطاع الحكومي (15 سنة فأعلى) بلغ 100450 موظفة، وعددهنّ في القطاع الخاص بلغ 119593 عُمانية، أما في القطاع الأهلي والعائلي فقد بلغ عددهنّ 1018064 عُمانية، فيما بلغت نسبة الإناث العاملات في الصناعات الحرفية 57 بالمائة وفق بيانات وأرقام شهر يونيو لعام 2024م، الصادرة عن المركز.
كما بلغ عدد عضوات جمعيات المرأة العُمانية في جميع محافظات سلطنة عُمان 10665 عضوة، فيما بلغ عدد الطالبات العُمانيات في المدارس الحكومية 366532 طالبة، وفي المدارس الخاصة 62212 طالبة، وبلغ عدد المُعلمات العُمانيات في المدارس الحكومية 40368 معلمة، والمدارس الخاصة 6793 معلمة.
وشهد العام الأكاديمي 2022 / 2023 قبول 19939 طالبة عُمانية في مؤسسات التعليم العالي، فيما بلغ عدد عضوات هيئة التدريس العُمانيات في مؤسسات التعليم العالي 1361 أكاديمية.
وقالت أميرة بنت سالم الشعيبية، أول عُمانية وخليجية تحصل على لقب ضابط منظم حركة مرور سفن، وأول عُمانية تدربت على قيادة السفن الحربية والغواصات النووية البحرية وسفن حاملات الطائرات الحربية ": إن المرأة في يوم المرأة العُمانية ترفع شراع الفخر لكل امرأة وتبحر بعزيمة وسط أمواج التحديات، وتُثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على قيادة الدفة نحو مستقبل مشرق بكل شجاعة وإصرار، فهي قوية بطبيعتها وقادرة.
المرأة العُمانية شريك في نهضة عُمان
وأكدت على أن المرأة العُمانية شريك في نهضة عُمان، ولها دور محوري في تحقيق رؤية عُمان 2040 من خلال العمل والانخراط في مختلف المجالات الجديدة التي تتطلب إبداعًا وعزيمة وإرادة قوية، وأن العزيمة والإصرار لا يعترفان بالحدود ولا بالاختلافات، وثقة المرأة بنفسها هي المفتاح لاجتياز الصعوبات.
وأشارت إلى أن شغف المرأة العُمانية بلا حدود، فهي تسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى الشخصي وكانت الرغبة جامحة لفتح آفاق التميز أمامها، وطرق أبواب لم تطرقها امرأة بعد، مشيرة إلى أن الدعم الأسري الذي حظيت به كان الوقود الذي أشعل الطموح بداخلها ودفعها نحو الإبحار بإيمان راسخ بقوتها وقدرتها وإمكاناتها.
وختمت حديثها قائلة: إن بيئة العمل في الملاحة البحرية تشبه المحيط الواسع وأنها بحاجة إلى تركيز وشجاعة مستمرة، وأن كل امرأة عُمانية على أرض هذا الوطن لابد أن تكون شجاعة بعزيمتها وإصرارها وكفاحها.
وفي السياق ذاته قالت نصرى بنت سالم المجرفية مهندسة قوى كهربائية وأول عُمانية تعمل في مجال الرافعات في سلطنة عُمان في شركة محطة أسياد للحاويات: إن رؤية عُمان 2040 تأتي لتجعل من تمكين المرأة هدفًا من أجل تطوير المجتمع حيث يتماشى ذلك مع تعزيز قدرات الوطن ككل، كما أثبتت المرأة العُمانية جدارتها في كل مجال انخرطت فيه.
وأشارت إلى التحديات التي تواجه المرأة في بيئة العمل؛ إذ يتطلب ذلك مواجهة واقع متغير وتحديات متعددة، أهمها كسر الصور النمطية والقدرة على إيجاد توازن بين الأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة في الحياة، كما أن النجاح لا يعرف جنسًا، بل هو نتيجة العمل المتفاني والشغف بالمجال، بالإضافة لذلك فإنّ الدعم الذي تلقته المرأة العُمانية كان دافعًا قويًا لتحقيق التميز والإسهام في المجتمع.
وبيّنت أن بيئة العمل أصبحت أكثر احتواءً للمرأة، مع إدراك أعمق لإمكاناتها، كما أن عليها أن تكون جريئة في اتخاذ قراراتها ولا تتردّد في المطالبة بمكانها في أي مجال تسعى له، ويأتي هذا اليوم لنحتفل بروح الإبداع والعطاء التي تُميز المرأة العُمانية، التي استطاعت بحكمتها وإصرارها أن تكون جزءًا أساسيًّا في رسم ملامح المستقبل.
ومن جانبها قالت نصرة بنت سليّم الحارثية مهندسة صيانة طائرات في الطيران العُماني، إن المرأة العُمانية أسهمت في بناء هذا الوطن الغالي وأثبتت أنها شريك حقيقي في التنمية المستدامة وأنها قادرة على تحقيق الإنجازات في كل المجالات بما في ذلك مجال الطيران الذي يعد من المجالات التقنية الصعبة، لذلك أرفع أسمى التهاني والتبريكات لكل عُمانية مازالت تسعى إلى رفعة هذا الوطن وتطوّره وتسعى لتحقيق طموحها وأحلامها.
وأضافت أن المرأة العُمانية العاملة قوة دافعة نحو التقدم والازدهار وأن تمكين المرأة في سلطنة عُمان يتماشى بشكل كبير مع رؤية عُمان 2040 التي تسعى لبناء مجتمع متماسك ومتطور.
أوبريت بعنوان "حواء عُمان"
هذا وقد خُصصت وزارة التنمية الاجتماعية، احتفالها هذا العام بيوم المرأة في مجال الثقافة والأدب والمخطوطات. تضمن الحفل أوبريت بعنوان "حواء عمان" وتكريم شخصيات عُمانيات رائدات في مجال "الثقافة والأدب والمخطوطات".
وأكدت وضحة بنت سالم العلوية، مديرة شئون المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية، بأن وزارة التنمية الاجتماعية قد خصّصت الاحتفال هذا العام في مجال الثقافة والأدب والمخطوطات؛ لإبراز إسهامات المرأة العُمانية الثقافية والأدبية المتجسّدة في المحافل والمناسبات والمهرجانات الوطنية والإقليمية والدولية، حيث إنها شاركت - بكل تفانٍ- في النادي الثقافي العُماني، ومؤسسات المجتمع المدني كجمعية الكتّاب والأدباء، وجمعية الصحفيين العُمانية، والجمعية العُمانية للمسرح، ومؤسسة مجاز كإحدى المنصات الثقافية الشبابية الفاعلة، وغيرها من المؤسسات، كما حققت المرأة العُمانية مراكز متقدمة في الجوائز " الثقافية والأدبية" العربية والدولية، وأصبحت محل إشادة وتقدير.
وإيمانًا بأهمية تقدير وتطوير مجالات مشاركة المرأة العُمانية في الوسط الإقليمي ـ وبالتحديد العربي ـ أشارت مديرة شئون المرأة عن إعلان مسقط عاصمة للمرأة العربية لعام 2024م خلال انعقاد الدورة الـ 43 للجنة المرأة العربية بجامعة الدول العربية برئاسة سلطنة عُمان في مطلع عام 2024م الجاري؛ ليبرز التوجهّات السامية والجهود الوطنية لتأسيس بيئة محفّزة في مجال الإبداع والابتكار والملكية الفكرية للبراءات العلمية للمرأة.
وأشارت إلى أن سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون الاستراتيجي مع الجهات المختصة ومؤسسات المجتمع المدني قدمت التقرير الوطني الرابع لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" والتقرير الوطني حول إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد 30 عامًا بالتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030، واللذان يظهران التقدم المحرز للمرأة في سلطنة عُمان، ومستعرضان التدابير الوطنية حول أفضل الممارسات الجيدة للمرأة في الوضع العام والخاص وذلك تأكيدًا للالتزامات الدولية.
وقالت مديرة شئون المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية: إن المرأة العُمانية مشاركة بشكل فعّال في المنظمات الدولية الإنسانية بمستويات رفيعة، حيث مثّلت سلطنة عُمان في عضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" خلال الفترة من 2024م إلى 2026م، كما مثّلت في عضوية لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة للفترة من 2023م إلى 2026م، وكذلك عضوة في لجنة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة في الأمم المتحدة للفترة من 2025م إلى 2028م الأمر الذي يظهر مستوى الكفاءة والثقة الوطنية للمرأة العُمانية وإمكاناتها.
أول زيارة للسيدة الجليلة حرم سلطان عُمان إلى مصر
في أجواءٍ مميّزةٍ من التواصل الودّي والأخوي، استقبلت انتصار السيسي حرمُ الرئيس عبدالفتاح السيسي حرمَ السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، والتي قامت بزيارةٍ خاصّة إلى مصر في مايو 2024 وذلك تعبيرا عن التقدير المتبادل بين الجانبين وتعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي لقاءٍ سادته روحُ التآخي والمشاعرُ الصّادقة بقصر القبّة بالقاهرة، أعربت انتصار السيسي، عن ترحيبِها الحارّ وسعادتِها البالغة بهذه الزيارة.
وقد عبّرت حرمُ سلطان عمان عن تقديرها الكبير لحرمِ الرئيس المصري على حفاوة الاستقبال وكرمِ الضيافة اللذين أحيطت بهما ووفدها المرافق.
وتكريماً لحرمِ السُّلطان هيثم بن طارق، أقامت انتصار السيسي، حفل عشاء رسميًّا في قصر القبة، في لفتة طيبة تجسّد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وروح الأخوّة والتعاون المستمرّ.
وقامت حرم سلطان عُمان بزيارةٍ المتحف المصري الكبير، وأبدت إعجابها بمقتنيات المتحف وعبرت عن سعادتها الغامرة بهذه الزيارة، مشيدةً بهذا الصرح الحضاري والثقافي والسياحي المتكامل الذي يحكي قصة الحضارة المصرية العريقة وتاريخها العظيم.
كما قامت حرم سلطان عُمان بجولة حول أقسام المتحف المصري الكبير الذي يتميز بتصميمه المعماري المبتكر واستخدام أحدث التقنيات العرضية.
وأشادت بالدور الذي تقوم به مصر في توثيق التراث المادي والحفاظ على القطع الأثرية النادرة والمقتنيات الثمينة التي تعكس تاريخ هذا البلد العزيز وتروي قصته العريقة بكل فخر واعتزاز لهذا الإنجاز الحضاري في أرض الكنانة، وأعربت عن شكرها الخالص للقائمين على المتحف لجهودهم الحثيثة في جعل المتحف المصري الكبير وجهةً جاذبة للسياحة العلمية والثقافية، مُسهمين بذلك في إثراء تجربة الزوار وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب.
وخلال زيارتها الخيّرة إلى مستشفى سرطان الأطفال بمصر برفقة انتصار السيسي تفضلت حرم سلطان عُمان فقامت بجولة تفقّدية لعدد من مرافق المستشفى، وتعكس هذه الزيارة التزام الإنسانية بدعم الأطفال المصابين بمرض السرطان، والتضامن معهم ومع أسرهم، وأهمية التفاني في الاهتمام بقطاع الصحة عمومًا ورعاية الأطفال والمصابين بالسّرطان خصوصًا.
وجهت انتصار السيسي الشكر لحرم سلطان عُمان على مشاركتها في زيارة مستشفى 57357، قائلة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "أتقدم بالشكر الجزيل للسيدة الجليلة حرم جلالة سلطان عمان على مشاركتها في زيارة مستشفى 57357 ودعمها لأطفالنا المرضى، شفاهم الله، كما أتقدم بالتحية والتقدير لكل القائمين على إدارة المستشفى، من أطباء وطاقم تمريض وإداريين، هذا الصرح العظيم الذى يمثل الأمل والحياة لأطفالنا الذين يواجهون المرض الخبيث".