منذ تولي الدكتور أحمد فؤاد هنو منصب وزارة الثقافة، وهناك جهد ملموس في جميع القطاعات، وهو يفكر ربما بشكل أكثر تاثيرًا في المتلقي والمتابع للشأن الثقافي في مصر، وقد جمعني به لقاء مثمر جدًا بمؤسسة الأهرام؛ حيث كانت مجلة" البيت – ونصف الدنيا" برئاسة الكاتبة الصحفية ورئيس تحريرها سوسن مراد عز العرب، وبحضور الفنان الكبير حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، ولفيف من المثقفين والإعلاميين، وبالطبع في ضيافة وحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور محمد فايز فرحات.
وكان أهم ما ركز عليه في لقائه أنه يسعى لأن تكون حركة التوسع الثقافي في مصر أفقية، وليست مركزية فقط، كما يحلو لأن يتصورها البعض؛ بمعنى ألا تكون القاهرة فقط هي مركز ثقل المشهد الثقافي، وتمركز المهرجانات والفعاليات كلها، وطالب حينها أن يتم نقل بعض فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي إلى بعض الأقاليم، وهو وإن كان مطلبًا مهمًا، وقد يتعارض مع لائحة مهرجان القاهرة التي تستوجب أن تقام كل أنشطة المهرجان في مدينته التي يحمل أسمها، إلا أنه يمكن بتفكير هادئ أن تتجه دفة مهرجان مثل القومي للسينما المصرية للأقاليم، وبرغم أيضًا عدم نجاح التجربة في السابق؛ حيث كان المخرج الراحل سمير سيف قد أوفد عددًا من النقاد بعروض من المهرجان إلى محافظات مصر – توليت أنا بشخصي الإشراف وإدارة ندوات عروض محافظة المنيا- إلا أنه يمكن بترتيب مع المحافظين أن تفعل التجربة.
هذه محطة أردت أن أعرج عليها، كنقطة أنطلق منها لما يشغل الكثيرين وهو أمر المركز القومي للسينما، ومن تلك السطور أتوجه للسيد الوزير أحمد فؤاد هنو بأن يسرع في وضع حلول لما يقف عنده المركز من جمود، فلم يتم التجديد للدكتور حسين بكر لفترة جديدة رئيسًا للمركز، وأسندت المهمة إشرافيًا للدكتور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والأمر يستوجب حاليًا الإسراع بتعيين رئيس للمركز؛ حيث يقترب موعد مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في الخامس من شهر فبراير المقبل، برئاسة المخرجة هالة جلال والتي تعمل ليل نهار، والتقت محافظ الإسماعيلية منذ أيام، والمركز هو المنوط بتسهيل كل أمور مهرجان الإسماعيلية، والمخرجة هالة جلال تبدأ مرحلة جديدة في رئاستها للمهرجان وتحتاج إلى دعم ومساندة.
مشكلة المركز القومي للسينما أنه أصبح مثل من رقص على السلم، فلا هو تحول إلى قطاع أو تم ضمه إلى قطاع، أو أصبح مركزًا قائمًا بذاته، هو من أهم قطاعات وزارة الثقافة ودوره مهم فمنذ أن أنشئ عام 1981 ورأسه الناقد والمخرج أحمد الحضري د. محمد كامل القليوبي، وتعاقب على رئاسته عدد كبير من المخرجين والنقاد وطرحت فكرة تحويله إلى قطاع من قبل الدكتور خالد عبدالجليل رئيس الرقابة السابق، والمركز حائر لم يصل إلى محطة قطار نهائية، أتمنى من الدكتور أحمد هنو وهو لا يألو جهدًا في تغيير مسارات أعلم أنه يمتلك الجرأة الكافية كرجل دولة في وضع حلول لها؛ لأنه أثبت منذ توليه أنه يبحث في كل الملفات العالقة، ويسعى إلى وضع ضوابط لها بنفسه دون أن يترك الحبل على الغارب، والنتائج تؤكد ذلك، ونتمنى منه أن يكون حال المركز القومي للسينما أفضل مما هو عليه، بأن يعاد هيكلته ويعود له دوره الفعال مسهمًا في الإنتاج السينمائي، وبخاصة الأفلام التسجيلية والقصيرة؛ لأنه قوة داعمة للسينما في مصر، وبخاصة من لا يجدون دعمًا في القطاع الخاص.