Close ad

استقبال "ضاحك" لعام الأفعى بكوكب اليابان

29-12-2024 | 14:06

2025.. هو عام الأفعى وفقًا للتقويم الشرقي، ودورة الأبراج التي تضم 12 حيوانًا، هي: الجرذ، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الماعز، القرد، الديك، الكلب، الخنزير، ويرمز كل واحد منها -حسب ثقافات سارية بين شعوب آسيوية عديدة- إلى سمات وخصائص شخصية معينة، تؤثر على حياة المولودين في عامهم.

بفضل الإقامة بها والسفر إلى دول آسيوية عديدة، تأثرت بتلك المعتقدات المتوارثة، وأنقل هنا للقارئ جانبًا منها؛ حيث يعتبر عام الأفعى في اليابان -مثلا- رمزًا للقوة والتحول، وتحيط به العديد من الأساطير المرتبطة بالازدهار، وحماية الثروات.

في الصين، يبدأ عام الأفعى الخشبي في 29 يناير المقبل (رأس السنة الصينية) وينتهي في 26 فبراير 2026، ويتميز عام الأفعى بالغموض، ويرمز إلى الغضب والانقلابات القدرية المفاجئة، أيضًا، يرمز للإخلاص الأسري، والحكمة والذكاء.

يحرص الصينيون على استقبال عام الأفعى بارتداء اللون الأسود، رمزًا لعمق عوالم الأفعى، كما يؤمنون بأن تسلل ثعبان حيّ إلى المنزل يجلب الثروة للأسرة التي تقطن فيه، وأن الأشخاص الذين يولدون في عام الثعبان الصيني يتميزون بالجاذبية، ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق لينكولن، والفنان بيكاسو، والعالم داروين، إضافة للزعيم الصيني الراحل ماو تسي دونج، الذي ولد في عام 1893.

وفقًا للموروثات والتقاليد الشعبية للابتهاج بعام الأفعى، 2025، بكوكب اليابان تجمع حشود بمدينة أوساكا يوم الإثنين الماضي، للمشاركة في طقوس دينية، شنتوية، للضحك، من أجل طرد كل الذكريات السيئة، التي مروا بها العام الماضي.

أقيمت المناسبة الشعبية السنوية بمعبد هيراؤوكا الشنتوي، وتستند الطقوس إلى أسطورة يابانية مفادها "أن ضحك الآلهة الصاخب فتح كهفًًا صخريًا، كانت إلهة الشمس قد حبست نفسها فيه"، وبعدما أعطى رئيس كهنة المعبد الإشارة، ضحك المشاركون بصوت عالٍ لمدة عشرين دقيقة، وكانوا ينظرون إلى وجوه بعضهم البعض، في حين التقط آخرون صورًا لوجوههم الضاحكة باستخدام هواتفهم الذكية.

على هامش الاحتفال، ذكرت فتاة يابانية (17 عامًا)، جاءت من محافظة كيوتو المجاورة مع والدتها، أنها تعتقد أن الضحك لمدة 20 دقيقة سيكون صعبًا، لكنه أصبح ممتعًا فيما بعد، مشيرة إلى أن الذكريات السيئة تلاشت مع ضحكات الجميع.

في الوقت نفسه، ذكر رجل ياباني أنه جاء مع عائلته من محافظة كاجوشيما بجنوب غرب اليابان، وتلك كانت المرة الأولى التي يشارك فيها بطقوس الضحك، مشيرًا إلى أنه أطلق ضحكة كبيرة في النهاية، ويأمل في العودة مرة أخرى العام المقبل.

من الذكريات الأليمة لعام 2024، التي قد يتطلع اليابانيون إلى طردها والتغلب عليها بالضحك، ما جرى نشره مؤخرًا عن ارتفاع عدد حالات إفلاس الشركات بنسبة 17.7%، لتصل خلال 11 شهرًا من العام الحالي (يناير-نوفمبر) إلى 9053 شركة، ويتوقع أن يتجاوز 10 آلاف حالة بنهاية 2024، للمرة الأولى منذ 13 عامًا.

أما عام الأفعى 2025، فيحمل الكثير من الهموم الأمنية والسياسية والاقتصادية في اليابان، ومن غير المعروف كيف سيجري التغلب عليها، وطردها بالضحك، فقد أظهر استطلاع لآراء 195 من كبار مصنعي الأغذية والمشروبات أن أسعار أكثر من 6 آلاف منتج غذائي سوف تشهد ارتفاعًا كبيرًا، في الأشهر الأربعة الأولى.

تعود معظم الزيادات المتوقعة في أسعار السلع الغذائية باليابان إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام، والخدمات اللوجستية، ونقص العمالة، والتضخم، ولعل هذه العوامل هي -نفسها- التي تتسبب في الارتفاع القياسي لمعدلات إفلاس الشركات اليابانية.

من أكثر المظاهر التي أسعدت اليابانيين في عام 2024، الانتعاش الكبير في الطلب على السفر إلى بلاد الشمس المشرقة، ليحقق رقمًا قياسيًا بلغ 33.38 مليون زائر، في الفترة من يناير إلى نوفمبر، ويتوقع أن يتجاوز حاجز الـ 35 مليونًا بنهاية العام، وتتطلع الحكومة إلى زيادة أعداد السائحين لتصل إلى 60 مليونًا في 2030، بفضل الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية، وتعزيز عوامل الجذب السياحي. 

أيضًا، احتفظت العاصمة، طوكيو، بالمركز الثالث (وللعام التاسع) في التصنيف السنوي لأكبر 48 مدينة عالمية لعام 2024، من حيث: الثقافة، التبادل، الاقتصاد، البحث والتطوير، قابلية العيش، البيئة، وإمكانية الوصول، في حين احتلت لندن ونيويورك المركزين الأول والثاني، وكذلك، باريس وسنغافورة الرابع والخامس.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة