نظمت بينالي الدرعية مسابقة معمارية لتصميم مكان للصلاة سيتم تركيبه في القاعة الغربية للحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.
موضوعات مقترحة
ستكون بينالي الفن الإسلامي مكانًا للقاء الزوار والثقافات من جميع أنحاء العالم، بينما سيكون المصلى (مكان الصلاة) مثالًا فريدًا على التناغم بين الفن والإيمان، داعيًا الزوار للتأمل في مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية المستوحاة من الحضارة الإسلامية عبر العصور.
خلال النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية المقام بجدة، كانت المساحات الخارجية مخصصة للتركيبات الفنية، بعضها استلهم فكرة المسجد في تصاميم مبتكرة. اعتبرها الجمهور في البداية كأعمال فنية قبل أن يعتبرها أماكن للصلاة. هذا الأمر دفع مؤسسة بينالي الدرعية إلى تنظيم مسابقة معمارية في نسختها الثانية لتصميم مكان للصلاة سيتم تركيبه في الصالة الغربية للحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة. من اامقرر أن يستضيف المصلى زوار بينالي الفنون الإسلامية لمدة أربعة أشهر، قبل أن يتم تفكيكها وإعادة بنائها في مكان آخر.
وطبقا لتصريح الامير نواف بن عياف فإن هذه الجائزة تأتي في إطار استمرار بينالي الفن الإسلامي، الذي يعكس التنوع والانفتاح والشمولية للإيمان الإسلامي ويؤكد على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقنا في تقديم هذه الصفات للعالم أجمع. كما انه من المهم النظر إلى جائزة المصلى في سياق التغيرات السريعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم على جميع المستويات.
فاز بالجائزة ائتلاف مكون من EAST Architecture Studio (لبنان والإمارات العربية المتحدة) والشركة الدولية للهندسة AKT II (المملكة المتحدة)، بالتعاون مع الفنانة ريان ثابت التي تعمل في بيروت وسان فرانسيسكو. وأوضح الأمير نواف أن العمارة الإسلامية تعد مصطلحًا مرنًا يمثل مجموعة واسعة من الأشخاص والثقافات والحضارات والعصور ، لا ينبغي أن تقتصر على الأنماط والخصائص الجمالية التي تُنسب إليها عادةً. إنها تعبير واسع يشمل ثقافات متنوعة وعصور مختلفة.
واضاف انه في إطار جائزة المصلى، حاولنا تشجيع هذا التنوع لإظهار كيف يمكن للأشخاص من ثقافات وخلفيات مختلفة أن يتصوروا بشكل مختلف هندسة مساحة الصلاة
بينالي الفن الإسلامي مثال فريد من نوعه على التناغم بين الفن والإيمانفكرة التصميم الفائز تركز على التناغم وقرب المصلين، وهو ما ينعكس في نسج القماش المستخدم في المصلى، المستمد من الحرف التقليدية في المنطقة. تتكون من فناء رئيسي مفتوح ومتعدد الاستخدامات ومساحات صلاة رئيسية أخرى، تركز التصميم الفائز على فكرة تقديم مكان صلاة فريد، مصنوع أساسًا من عناصر النخيل، وهي مورد طبيعي وفير في جميع أنحاء المملكة، مثل الجذوع والأوراق وغيرها. اختيار هذه المواد للبناء يأتي في إطار تجديد العمارة التقليدية ويستمد إلهامه من طرق البناء التقليدية في جدة، وخاصة في حيها التاريخي المعروف باسم "جدة البلد".
التصميم الفائز يعيد خلق جوانب رائعة من العمارة التقليدية للمنطقة. كما تم تصميمه بطريقة مستدامة، مما يسهل تركيبه وتفكيكه ونقله. الداخلية في المصلى بسيطة جدًا وتمتاز بالجمال الواضح ، وتتكون من عدة طبقات تبدأ من الأرض وترتفع تدريجياً حتى تصل إلى سقف القاعة الغربية للحجاج، مع جدران ومساحة مركزية مزينة بأقمشة معالجة بأصباغ طبيعية. يمتد المصلى على ٦ أمتار طول و ٦ أمتار عرض، مستوحى من مزارع النخيل في المملكة العربية السعودية.
المشروع الفائز يجمع بشكل رائع بين مبادئ الاستدامة والعناصر الأساسية لعمارة المساجد، باستخدام مواد مثل خشب النخيل والأوراق لإنشاء هيكل مستوحى من التقاليد المحلية في الحياكة والنسيج.
وأوضحت آية البكري، المديرة العامة لمؤسسة بينالي الدرعية، أن هذا الجائزة تحتفي بمبادئ الاستدامة والانفتاح والإبداع. وأضافت أن الحكام اختاروا فريقًا قدم مزيجًا فريدًا من المواهب الفنية والتقنيات المعمارية لإنشاء مساحة صلاة مبتكرة تجسد الابداع المعماري والجمالي.
بينالي الفن الإسلامي مثال فريد من نوعه على التناغم بين الفن والإيمان