هناك الآلاف من التطبيقات الطبية التي أصبحت متاحة على الهواتف الذكية، والتي تدعي قدرتها على تشخيص العديد من الأمراض بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتقديم النصائح الصحية. ولكن، هل هذه التطبيقات فعالة وآمنة؟.. موقع gizmodo الأمريكي الشهير حاول الإجابة عن هذا السؤال.
موضوعات مقترحة
الواقع العملي يكشف التحديات
رغم التوقعات المتفائلة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن استبدال الأطباء أو حتى تحسين عملهم بشكل ملحوظ. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن التجارب المبكرة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال لم تكن مُرضية. الدكتور كريستوفر شارب من جامعة ستانفورد يوضح بعض المشكلات من خلال تجربة استخدم فيها نظام GPT-4o للرد على استفسار مريض حول حساسية للطماطم. أوصى الذكاء الاصطناعي باستخدام كريم ستيرويدي موضعي، وهو ما رفضه الطبيب بشدة بسبب حساسية أنسجة الشفاه.
أمثلة على الأخطاء الحرجة
الدكتورة روكسانا دانشجو من جامعة ستانفورد أجرت اختبارًا آخر للنظام باستخدام استفسار حول التهاب الثدي أثناء الرضاعة. قدم الذكاء الاصطناعي توصيات خاطئة تمامًا تخالف التوصيات الطبية الحديثة. دانشجو ذكرت أنها أجرت اختبارات مكثفة مع فريق من الأطباء والعلماء ووجدت أن الذكاء الاصطناعي قدّم إجابات خطيرة في 20% من الحالات.
خطورة الأخطاء في الرعاية الصحية
التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية ليس كاستخدامه في البرمجيات الاستهلاكية. الخطأ في تطبيق عرض تقديمي ليس كارثيًا، لكن الخطأ في الرعاية الصحية قد يكون قاتلًا. حتی الآن، يُظهر الذكاء الاصطناعي مشكلات تتعلق بالتحيز في البيانات وافتقاره إلى فهم السياقات الفردية، مما يضع حياة المرضى على المحك.
فوائد محتملة ومخاطر مرافقة
يدافع البعض عن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للأطباء. في ستانفورد، يستخدم بعض الأطباء تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسجيل الاجتماعات مع المرضى، مما يساعدهم على التركيز أثناء التشخيص. ولكن حتى هنا، ظهرت مشكلات، حيث أضافت تقنية Whisper التابعة لشركة OpenAI معلومات غير صحيحة إلى التسجيلات.
الذكاء الاصطناعي: أداة واعدة لكن غير ناضجة
يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح أداة مفيدة في الرعاية الصحية إذا تم التحقق من نتائجه بدقة. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مقدار الوقت الذي يمكن توفيره فعليًا وما إذا كان المرضى يثقون بأن أطبائهم يراجعون توصيات الذكاء الاصطناعي. يقول الدكتور آدم رودمان، الباحث في الذكاء الاصطناعي والطبيب بمركز بيث إسرائيل الطبي: "أخشى أن يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى إدخال مزيد من الفوضى في رعاية المرضى".
سؤال يستحق الطرح
في زيارتك القادمة للطبيب، قد يكون من المفيد أن تسأله عما إذا كان يستخدم الذكاء الاصطناعي في عمله.