Close ad

في‭ ‬غمضة‭ ‬عين.. في العدد الجديد من مجلتي «البيت و نصف الدنيا»| صور

25-12-2024 | 13:01
في‭ ‬غمضة‭ ‬عين في العدد الجديد من مجلتي ;البيت و نصف الدنيا;| صورمجلتي البيت ونصف الدنيا

غمضة‭ ‬عين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تطول‭ ‬عن‭ ‬بضع‭ ‬دقائق‭ ‬أو‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬أو‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬الأكثر،‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحتاجه‭ ‬أى‭ ‬عقل‭ ‬خبيث‭ ‬ليُحدث‭ ‬أثره‭ ‬الخبيث‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولنا،‭ ‬فلنتأمل‭ ‬أحداث‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬الربيع‭ ‬العربى،‭ ‬الكوفيد،‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬غزة،‭ ‬الحوثيين،‭ ‬والآن‭ ‬سوريا‭ .‬تلك‭ ‬نقاط‭ ‬فاصلة‭ ‬دست‭ ‬مخالبها‭ ‬فى‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عطب‭ ‬أصاب‭ ‬ما‭ ‬سمى‭ ‬لعقود‭ ‬بالنظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد،‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬النظام‭ ‬بلا‭ ‬نظام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصابته‭ ‬الفوضى‭ ‬وفقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬عمقه‭ ‬وتأثيره،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬لا‭ ‬منظمًا‭ ‬ولا‭ ‬جديدًا.

موضوعات مقترحة
مجلتي البيت ونصف الدنيا

نعم،‭ ‬غمضة‭ ‬عين‭ ‬لا‭ ‬أكثر،‭ ‬هذا‭ ‬الفاصل‭ ‬الزمنى‭ ‬القصير‭ ‬أصبح‭ ‬كافيًا‭ ‬لصنع‭ ‬تحول‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬الحياة،‭ ‬ليغير‭ ‬هيئتها‭ ‬وطلتها‭ ‬ووطأتها‭! ‬فما‭ ‬نعيشه‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬قسرى‭ ‬للأفكار‭ ‬والأحداث‭ ‬أصاب‭ ‬قيمة‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬مقتل،‭ ‬فأصبح‭ ‬يمر‭ ‬سريعًا‭ ‬دونما‭ ‬اكتراث‭ ‬حقيقى‭ ‬منا‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬ودقيقة‭ ‬ويوم‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فارق‭ ‬ومؤثر‭ ‬ولا‭ ‬ولن‭ ‬يعوض،‭ ‬والأدهى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يلقى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬يخص‭ ‬مقاومة‭ ‬علامات‭ ‬التقدم‭ ‬فى‭ ‬العمر،‭ ‬حتى‭ ‬يبدو‭ ‬أحيانًا‭ ‬كثيرة‭ ‬أن‭ ‬علاج‭ ‬التجاعيد‭ ‬أصبح‭ ‬هاجسًا‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬تفوق‭ ‬أى‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭‬.

مجلتي البيت ونصف الدنيا

أما‭ ‬عن‭ ‬متزامنة‭ ‬التكرار‭ ‬فحدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المنطقى‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الصدفة‭ ‬توارد‭ ‬الخاطر‭ ‬أو‭ ‬الهاجس‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حولنا‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬وشهدنا‭ ‬مثله‭ ‬شبيهًا‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وكأن‭ ‬الزمن‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬كأنما‭ ‬هو‭ ‬سيناريو‭ ‬لفيلم‭ ‬محبك‭ ‬تتقارب‭ ‬فيه‭ ‬نفس‭ ‬الفكرة‭ ‬والحبكة‭ ‬والخدعة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬الوجوه‭ ‬والأسماء‭ ‬والأفعال‭ ‬والانتماءات‭ ‬ويقوده‭ ‬مؤلف‭ ‬أو‭ ‬مخرج‭ ‬عظيم‭.‬

مجلتي البيت ونصف الدنيا

إذن،‭ ‬لنتصارح‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬فقد‭ ‬البوصلة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الفارق‭ ‬جليًا‭ ‬بين‭ ‬النفيس‭ ‬والبخس،‭ ‬وقد‭ ‬تشوشت‭ ‬وتشوهت‭ ‬دلالات‭ ‬القيمة‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين،‭ ‬فغمضة‭ ‬العين‭ ‬الفارقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبرى،‭ ‬يقابلها‭ ‬إهدار‭ ‬مذهل‭ ‬للوقت‭ ‬يقارب‭ ‬الساعتين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يوميًا،‭ ‬بما‭ ‬يوازى‭ ‬‮٧٥٠‬‭ ‬ساعة‭ ‬سنويًا‭ ‬فى‭ ‬مرور‭ ‬‮«‬التصفح‮»‬‭ ‬ أو‭ ‬بالأصح‭ ‬‮«‬التسكع‮»‬‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬بدافع‭ ‬الفضول‭ ‬أولًا‭ ‬ثم‭ ‬التعود،‭ ‬حتى‭ ‬صُنّف‭ ‬المتصفحون‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬فئات،‭ ‬السائح،‭ ‬السابح،‭ ‬النائح،‭ ‬الرابح،‭ ‬الناصح،‭ ‬وأزيد‭ ‬عليهم‭ ‬المتربص‭ ‬والمتلصص‭.. ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬هؤلاء.

مجلتي البيت ونصف الدنيا

وفى‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬تظهر‭ ‬دراسات‭ ‬تُثبت‭ ‬أن‭ ‬دفع‭ ‬أفكار‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬متوازن‭ ‬نفسيًا‭ ‬أو‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭ ‬أو‭ ‬الداعشية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يستغرق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانى‭ ‬ساعات‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬بل‭ ‬وأحيانًا‭ ‬قد‭ ‬يكفى‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أغنية‭ ‬متقنة‭ ‬الصنع‭ ‬لتحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬الأثر‭ ‬المطلوب‭.‬

ففنون‭ ‬التسويق‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬البطاطس‭ ‬المحمرة‭ ‬والأفكار‭ ‬الخبيثة‭ ‬المدمرة،‭ ‬بل‭ ‬تلجأ‭ ‬لنفس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتبعة‭ ‬لتسويق‭ ‬أى‭ ‬منتج‭ ‬بسيط،‭ ‬والتى‭ ‬عادة‭ ‬لن‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬أربعة‭ ‬عناصر،‭ ‬أولها‭ ‬صياغة‭ ‬كلمات‭ ‬رنانة‭ ‬تجذب‭ ‬الانتباه،‭ ‬صخب‭ ‬عالى‭ ‬النبرة،‭ ‬أغنية‭ ‬تعلق‭ ‬بالذهن‭ ‬ويصعب‭ ‬التخلص‭ ‬منها،‭ ‬ووجه‭ ‬مألوف‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬الدور‭ ‬المكتوب‭ ‬ويتقن‭ ‬أداءه‭.. ‬تلك‭ ‬خلطة‭ ‬مضمونة‭ ‬لترويج‭ ‬شعارات‭ ‬يتغلغل‭ ‬بها‭ ‬الشر‭ ‬والتطرف‭ ‬والهدم‭ ‬فى‭ ‬غلاف‭ ‬جذاب‭ ‬يكمن‭ ‬فيه‭ ‬سحر‭ ‬الإقناع،‭ ‬لنفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬الأفكار‭ ‬تتساوى‭ ‬مع‭ ‬البطاطس‭ ‬فى‭ ‬غمضة‭ ‬عين‭ ‬لا‭ ‬أكثر.

عدد ديسمبر 2024

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة