تمر اليوم ذكري ميلاد الفنان عمر الجيزاوي، الذي استطاع بأغانيه ومونولوجاته أن يخرج إلي العالمية، ممثلاً للفلكلور المصري في عدد من الحفلات العالمية.
موضوعات مقترحة
احتفظ عمر الجيزاوي بهيئته الشهيرة التي ظهر بها في جميع حفلاته ومعظم أعماله السينمائية مرتديًا جلبابه، رابطُا على وسطه شال أبيض، ومرتديا عمامة بيضاء مٌمسكًا بعصا.
ذاع سيط الجيزاوي في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، اشتهر بتقديم المونولوج الصعيدي، ورغم أن هذه الفترة كان لدي الوسط الفني أبرز من قدموا فن المونولوج مثل:إسماعيل ياسين، وشكوكو، وثريا حلمي الذين اتجهوا للتمثيل أيضا، إلا أن الجيزاوي كان له لون خاص لم يتكرر.
بسبب شهرته الفنية ونجاحه، كرمه الزعيم جمال عبد الناصر لاشتراكه في المجهود الحربي عام 1956م، ونال شهادة (الجدارة) من الرئيس الراحل أنور السادات، وكان الجيزاوي قد أحيا حفل زواج أنور السادات على السيدة جيهان، ورغم هذا التقدير إلا أنه عاش أيامًا صعبة في وقت حكم الملك فاروق، حيث كان اسمه مُدرجا في قائمة البوليس السياسي الذي اتهمه آنذاك بالشيوعية؛ لأنه لم يغن للملك فاروق، مما جعله يعتزل الفن لفترة ويظل في بيته.
عمر الجيزاوي
مطرب العمال
كان عمر الجيزاوي يذهب للعمل مع والده الذي يعمل بمهنة المعمار، وكان يغني لعمال البناء وقت العمل فاعجب بصوته أحد المقاولين الذي جعله يغني في فرح ابنته، لينطلق بعدها ويحترف الغناء من خلال الغناء في الأفراح بالجيزة حتى سن الـ18.
سكرتير كبير الرحيمية
بدأ العمل فى شارع الهرم، ومن هنا اكتشفه الفنان على الكسار، وبدأ الجيزاوى مسيرته الفنية، كانت أول أعماله عام 1948م فى فيلم "خضرة والسندباد القبلى"، حيث قام بدور البطولة مع والدة سهير رمزى، الفنانة درية أحمد، عمل العديد من الأفلام، فقد بلغ عددها أكثر من مائة فيلم، وكوّن الجيزاوى فرقة استعراضية كان يعمل بها فى الشتاء على مسرح الأزبكية، وعلى مسرح الإسكندرية، كما كون ثلاثيًا شهيرًا مع الفنان محمد التابعي والسيد بدير، حيث أدي الجيزاوي دور سكرتير كبير الرحيمية قبلي وولده عبد الودود.
عمر الجيزاوي
شهرة عالمية
سافر الجيزاوى إلى العديد من الدول الأوروبية، ليقدم مونولوجاته متمسكًا بمظهره الشهير بالجلابية والعمة، وقدم على مسارح فرنسا الكثير من أعماله، ومن كثرة أعماله هناك أُطلق عليه "شارلي شابلن العرب"، وفقًا لقول الجيزاوي في أحد الحوارات، خاصة بعد أن طبعوا صورته علي الكبريت.
وكانت أشهر مونولجاته:"اتفضل قهوة، العرق سوس، حسرة عليه، يا ميت ندامة علي اللي حب ولا طالشي، آه ياني يا بوي، الفاكك والفكوك، غني يا ويكا علي المزيكا، السلام عليكم، أطاوع في هواك قلبي، يا قطن سبحان من صور".
عمر الجيزاوي
زيجاته وأولاده
ظهرت الكثير من الإشاعات حول عدد زيجاته لكن حفيدته إيمان كشفت في برنامج "ذكريات" أن جدها تزوج ثلاث مرات فقط من جنسيات مختلفة منها زوجته الأولى المصرية التي أنجب منها أربع بنات هن (فرفش، جلاء، تحفة، أسرار)، وثلاثة ذكور (مصطفى، الجيزاوي، عمار)، كما تزوج لبنانية وأنجب منها ابنه معين، وتزوج أيضا من إيطالية، موضحة أن سبب هذه الإشاعة هو حب السيدات له بسبب كاريزمته ودمه الخفيف.
عمر الجيزاوي
أزمته مع شادية
أصيب الجيزاوى باكتئاب حاد بسبب شعوره بأن أغنية "مصر اليوم فى عيد"، سُرقت منه وأصيب بجلطة، ليقدمها الملحن جمال سلامة لشادية، وتغنيها وتصبح من أشهر الأغانى، ودخل في معركة لإثبات أحقيته في هذه الأغنية باعتباره صاحب التيمة اللحنية وأول من غناها عقب العدوان الثلاثي على مصر في خمسينيات القرن الماضي، مطالبًا بحقه في هذه الأغنية والحصول على حقوقه الأدبية والمادية.
وقد غنت شادية هذه الأغنية عام 1982 في عيد تحرير سيناء، وانتهت الأزمة وقتها بتسجيل الأغنية سواء «اللحن أو الكلمات» مناصفة بين الطرفين، فيما يخص حقوق الأداء العلني.
وتوفى الجيزاوى بعد هذه الأزمة فى 22 من أبريل عام 1983م.