Close ad

نصف بشر.. نصف روبوت!

23-12-2024 | 15:31

في عام 1987، تم إنتاج فيلم "الشرطي الآلي"، وأعيد إنتاجه بعنوان "روبكوب" في 2014، هو من نوعية أفلام الخيال العلمي، التي تمزج الحقيقة بالخيال، التي تجسد شخصية ضابط شرطة، نصفه بشر ونصفه الآخر آلة، بهدف ملاحقة المجرمين في كل مدينة..

الشركة التي تبنت صُنع هذا "الشرطي الآلي" لم يكن هدفها ملاحقة المجرمين فقط، بل رأت فيها فرصة ذهبية لجني المليارات، لكن لم يضع مديرو الشركة في حسبانهم أنه لا يزال هناك إنسان داخل هذا الآلي.

ما تخيله هذا الفيلم، رغم فشله تجاريًا آنذاك، ربما يضحى حقيقة في المستقبل القريب، حيث يقبل العالم على حقبة جديدة تمتزج فيها البيولوجيا بالتكنولوجيا، ما يمهد الطريق لـ"إنسان مُدعم أو مُعزز تكنولوجيًا" بحيث يكون قادرًا على فعل ما كان بالأمس القريب مستحيلًا. 

وبينما نتابع هذه التحولات المُذهلة، يظل السؤال مطروحًا: هل ستخدم هذه الثورة البشرية أم تتجاوز حدودها نحو مستقبل غامض؟

فاليوم؛ أصبح التفاعل بين الإنسان والآلة يتجاوز حدود الخيال؛ وفكرة "نصف بشر.. نصف روبوت"، أو ما يُعرف بـ "السايبورج"، باتت قابلة للتحقيق بفضل التقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة الطبية الحيوية، ويتجاوز هذا المفهوم مجرد حُبكة في أفلام الخيال العلمي، بل أصبح واقعًا ملموسًا وربما يغير حياة الكثيرين.

هذا الدمج بين الإنسان والآلة لن يكون بالطبع، كما صوره فيلم "الشرطي الآلي"، إنسانًا نصفه روبوت، بل إن الفكرة تعتمد على دمج التكنولوجيا بجسد الإنسان؛ لتعزيز قدراته أو استعادة وظائفه المفقودة، ومن أمثلة ذلك الأطراف الصناعية الذكية، التي تُزرع داخل الجسم وتستجيب للإشارات العصبية الصادرة من المخ؛ مما يمكن الأشخاص من الحركة وممارسة حياتهم الطبيعية إلى حد ما، وهذا يعني دمج الإنسان والآلة في منظومة واحدة تخدم الاحتياجات البشرية.

كذلك، ظهرت الرقائق الإلكترونية المزروعة، مثل شرائح إيلون ماسك التي يأملون في زرعها بالدماغ البشري، ما يتيح تحفيز التواصل المباشر بين الدماغ والأجهزة الخارجية، ويمكنه مساعدة مرضى الاضطرابات العصبية مثل الشلل الرعاش والزهايمر وإصابات الحبل الشوكي على تحسين بعض الوظائف الحيوية؛ باستعادة بعض الحركات أو التحكم في وظائف الجسم المفقودة. 

والتقنية في المستقبل القريب لن تتوقف عند مجرد إعادة الوظائف المفقودة، بل تسعى إلى تعزيز القدرات البشرية، حيث يُجري العلماء حاليًا أبحاثا مكثفة لدمج مكونات إلكترونية بالدماغ، تُمكن الإنسان من التحكم في الأجهزة من خلال أفكاره فقط! كذلك ظهرت تقنيات تسعى لتعزيز القدرات المعرفية، مثل الذاكرة أو سرعة اتخاذ القرار.

لكن يبقى أن مفهوم "نصف بشر.. نصف روبوت" يثير تساؤلات أخلاقية، فإلى أي مدى يمكننا تغيير الطبيعة البشرية؟ وهل هناك مخاطر من زيادة الاعتماد على التكنولوجيا؟

هناك من يرى أن هذا الاندماج سيقود البشرية إلى تحسين نوعية الحياة، والقدرة على مواجهة التحديات، خاصة الصحية، بينما يُحذر آخرون من "فقدان الهوية البشرية"، وتحول الإنسان إلى آلة باردة بلا مشاعر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

الأكثر قراءة