Close ad

الحياة في تل أبيب مجرد فقاعة

16-12-2024 | 16:41

لا يمكن الاستهانة باعتراف "أبراهام بورج" رئيس الكنيست الأسبق وتبرأه من الهوية الإسرائيلية، وبورج تولى رئاسة الوكالة اليهودية، وكذلك رئاسة المنظمة الصهيونية، خلافًا عن توليه رئيسًا مؤقتًا لإسرائيل في عام 2000، ويعد واحدًا من أشهر رجال الدولة الإسرائيلية، ومن آرائه أن مفتاح نهاية دولته، عندما أقر الكنيست قانونًا يصنف إسرائيل أنها دولة يهودية.

اختار بورج عنوانًا صادمًا لمقالته في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عام 2003، وكان العنوان "الثورة الصهيونية ماتت"، وطلب من محكمة القدس المركزية شطب تسجيله كيهودي في سجل السكان، وقال لم أعد أشعر بالارتباط بالجنسية الإسرائيلية، ورفض احتكار إسرائيل لليهودية، وسطّر في مقالته أن نبوءته تتحقق على يد بنيامين نتنياهو، وأن إسرائيل في عهده تنحرف، وتحولت إلى نموذج سيئ للديموقراطية.

ولم يخمد بركان انتقادات مجموعة كبيرة من صفوة المجتمع الإسرائيلي في حق دولتهم، وحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن لقائها في الخارج مع مثقفين وأكاديميين إسرائيليين هاجروا دولة الاحتلال اعتراضًا على تدني سياسات دولتهم، وأنشأ عدد منهم منظمة أسمها "ذاكرات"، وكان شعارها على المسئولين الإسرائيليين تحمل حصتهم في النكبة الفلسطينية، ويضع بورج شرطًا حتميًا لإرساء سلام عادل، إجراء مصالحة بين سكان البلاد من إسرائيليين وفلسطينيين.

وفي تقرير صحيفة هآرتس قال "إيتان أباريسيو"، أحد المثقفين الإسرائيليين في الخارج، إنه لا يأمل في إقامة سلام حقيقي ولا حياة جيدة في إسرائيل، ولذا غادر بلده، ومازال كثير من الرفاق يلحقون به بلا رجعة؛ بحثًا عن مكان آخر يعيشون فيه، وتصف الفنانة الإسرائيلية المهاجرة "أرييلا أزولاي" الموقف أن الحياة في إسرائيل لا تطاق.

وخلال تلك السطور نستهدف انتقاء آراء الشخصيات الإسرائيلية البارزة عن صدمتهم في أحلامهم التي تهاوت في ظل المنظومة الصهيونية، ويطلق الباحث الإسرائيلي "ياكوف شاريت" كلمات من العيار الثقيل أثناء حوار مع موقع ميدل إيست آي البريطاني، وأبدى ندمه على المشروع الصهيوني بأكمله، واعتراف ياكوف يمثل أهمية بالغة، فهو ابن موشيه شاريت أحد الآباء المؤسسين لإسرائيل وثاني رئيس وزراء.

وتتوافق آهات المثقفين الإسرائيليين في المهجر مع ياكوف، وقالوا بعدما عاشوا سنين طويلة في بلادهم، يشعرون أنهم كانوا يسكنون داخل فقاعة، ومن المفارقات أوضح جيدي جرينشتاين المدير السابق لمعهد "رؤوت" الإسرائيلي أن الصهيونية أنتجت مجتمعًا معاديًا للمؤسسات الدينية، ونشر المعهد دراسة تفيد بأن الهوية الإسرائيلية في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة تتآكل وتتفكك.

واجتمع هؤلاء المثقفون الإسرائيليون قبل زيارة نتنياهو الأخيرة لأمريكا في يوليو الماضي، وطالبوا الكونجرس الأمريكي بعدم السماح لنتنياهو بإلقاء خطابه، وتتضمنت رسالتهم عبارة تقول إن نتنياهو يٌعرض العالم بأسره للخطر.

ومزيدًا من التأكيد على تآكل الهوية الإسرائيلية مشهد قريب العهد، يصور احتلال ناشطين يهود تمثال الحرية، وناشدوا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وأسست مجموعة أخرى من مثقفي إسرائيل جمعية في واشنطن باسم تسيدك، وأعلنت أنها جماعة معادية للصهيونية، وفي المقابل الحرب على غزة أو قل إبادتها جعلت الفجوة تتسع بشكل غير مسبوق بين المستهدف من الدولة الصهيونية والهوية الإسرائيلية.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة