في ليلة ظنها عشاق الأهلي بوابة المجد، تحولت الأحلام إلى رماد، وأصبحت الفرصة التاريخية للوصول إلى النهائي ومواجهة ريال مدريد مجرد ذكرى ثقيلة.
على أرض الملعب، لم يكن الخصم باتشوكا وحده، بل كانت الأخطاء الفنية والإدارية حاضرة تُثقل أقدام اللاعبين وتُبدد طموحات الملايين.
أما ركلات الترجيح، التي كان من المفترض أن تكون طوق النجاة وتصدي الشناوي وإهدار الخصم، فكشفت عن خلل عميق يمتد من دكة البدلاء إلى غرف الاجتماعات، ليخرج الأهلي من البطولة مُثقلًا بتساؤلات أكثر من الإجابات.
أداء باهت وفرص ضائعة
منذ بداية المباراة، سيطر الأهلي على مجريات اللعب وخلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، لكن الإهدار الغريب للفرص كان السمة الأبرز لأداء الفريق، ورغم أن دفاع باتشوكا كان متواضعًا، لم يستطع هجوم الأهلي استغلال ذلك، ليدفع الفريق الثمن غاليًا في نهاية المطاف.
أخطاء كولر
مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية. تأخره في إجراء التبديلات رغم وضوح حاجة الفريق لإنعاش خطوطه، واختياره إخراج أفضل لاعبي الفريق مثل وسام أبو علي ومروان عطية، أثار دهشة الجميع.
أما في ركلات الترجيح، فقد أصر على إشراك كهربا في مهمة حاسمة رغم توافر خيارات أكثر خبرة مثل عمرو السولية، ليكرر بذلك خطأ مشابهًا لما حدث مع الزمالك عندما أهدر شيكابالا ركلة ترجيحية في مباراة مصيرية، وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بنهاية مشابهة.
سياسة التقشف
الخسارة لم تكن فقط بسبب الأخطاء الفنية، بل كانت نتيجة واضحة لسياسات الإدارة التي تحتاج إلى رؤية مستقبلية.. الاستغناء عن لاعبين مؤثرين مثل أليو ديانج، حمدي فتحي، وأحمد عبدالقادر دون جلب بدائل على المستوى نفسه جعل الأهلي يعاني من ضعف واضح في دكة البدلاء.
الجماهير طالبت الإدارة، بقيادة الكابتن محمود الخطيب، بتدعيم الفريق قبل البطولة، لكن سياسة “التقشف غير المبرر” تركت الفريق يخوض مواجهات عالمية بتشكيلة لا ترقى لطموحات النادي وجماهيره.
الإجهاد وسوء الإدارة
رغم الإخفاق الجماعي، قدم بعض اللاعبين أداءً جيدًا في ظروف صعبة، مثل مروان عطية وإمام عاشور الذي بذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا رغم إصابته بالإجهاد جعله لا ينفذ ركلة الجزاء، ومع ذلك، افتقرت المنظومة الفنية للتوظيف الصحيح للاعبين، مما جعل أداء الفريق متذبذبًا.
على الجانب الآخر، ظل لاعبون مثل رضا سليم على مقاعد البدلاء دون تفسير واضح، رغم حاجة الفريق لحلول هجومية إضافية في الأوقات الحرجة.
جرس إنذار
الخسارة أمام باتشوكا ليست مجرد مباراة وانتهت، بل جرس إنذار خطير قبل مواجهة فرق أكبر في البطولات المقبلة، فالفريق بحاجة إلى إعادة بناء شاملة، سواء على مستوى التعاقدات أو الجهاز الفني، إذا كان يريد المنافسة على أعلى المستويات العالمية.
ما الحل؟
1. عودة منصب مدير الكرة
2. يجب على الإدارة الاستثمار في صفقات قوية قادرة على تقديم الإضافة.
3. على كولر مراجعة أخطائه والتعلم منها.
4. لا يمكن لفريق بحجم الأهلي أن يعتمد على دكة ضعيفة.
5. تعزيز شخصية الفريق واللاعبين، خصوصًا في المباريات الحاسمة.
الفرصة التي تبخرت
ظني أن الخروج أمام باتشوكا ليس مجرد خسارة مباراة، بل تضييع فرصة تاريخية للوصول إلى قمة العالم. وإذا أراد الأهلي استعادة مكانته بين الكبار، يجب أن يتوقف عن التهاون في التخطيط وإعداد الفريق.. فالجماهير التي تجرعت مرارة الهزيمة لا تستحق أقل من فريق يُجسد طموحاتها، فريق بحجم الأهلي يجب أن يقاتل ليعود أقوى مما كان.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وما ستفعله الإدارة والجهاز الفني سيحدد مستقبل الفريق في المنافسات العالمية.