Close ad

«الصابون النابلسي» يزيل أوهام الاحتلال ويقاوم مخططات محو الهوية الفلسطينية| صور

13-12-2024 | 16:58
;الصابون النابلسي; يزيل أوهام الاحتلال ويقاوم مخططات محو الهوية الفلسطينية| صور مصانع إنتاج الصابون النابلسي أوائل القرن العشرين
محمود الدسوقي

"الصابون النابلسي"، حرفة تعود لآلاف السنين يمارسها الرجال والنساء والأطفال فى البيوت والورش والمعامل فى بلاد الزيتون والكرامة.  

موضوعات مقترحة

صناعة الصابون الأنقى فى العالم 


الصابون النابلسي

بدورها تقول شذي يحيي الفنانة التشكيلية والباحثة في التراث الثقافي في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن صناعة الصابون هى تجسيد ثقافى حى لشعب باق على أرضه ما بقى الزعتر والزيتون الذى يستخدم زيته مع ماء أرض الرسالات وخلطه برماد نبات الشيح كبديل للصودا الكاوية؛ لصنع الصابون فى عملية تصنيع وتخزين طويلة تستغرق عام على الأقل.

يصنع صابون زيت الزيتون الفلسطينى فى عدة مدن، مثل" الخليل، وطولكرم، ورام الله وألبيرة، وبالطبع غزة العزة.  


الصابون النابلسي

تضيف شذي يحيي، يظل  الصابون رمز نابلس الأكثر شهرة، فنابلس المدينة المقاومة وأقوى مناطق مقاومة الاحتلال  فى الضفة الغربية الآن،لها تاريخها الطويل مع صناعة الصابون.

وتاريخ صابون نابلس قديم رُصد منذ القرن العاشر الميلادى، وفى القرن الثالث عشر ذكر الرحالة أن  صنعته كانت مزدهرة، ويستخدم فى الجامع الأموي بدمشق، وأن وفرة زيت الزيتون وكثرة الحمامات فى منطقة نابلس هى التى ساعدت على ازدهار تلك الصناعة. 


الصابون النابلسي

الإمارات الصليبية 

وتوضح يحيي، أنه فى عصر إمارات الإفرنج على ساحل بلاد الشام، احتكر منح ترخيص تصنيعه والسماح بالاتتجار فيه من قبل ملك مملكة بيت المقدس، وتم عمل مصنع فى مارسيليا لإنتاج الصابون بنفس الطريقة.

ويُقال أن اليزابيث الأولى ملكة إنجلترا أولعت بالصابون النقى الأبيض عديم الرائحة، وأدخلته إلى البلاط الإنجليزى  .


الصابون النابلسي

وظائف متعددة للصبانات

وكان ملاك المصابن فى العصر العثمانى من كبار الزعماء وأهل النفوذ، والأعضاء النافذين فى أجهزة الحكم العثمانى، وكان يلحق بكل صبانة ديوانية للاجتماع، ومناقشة أهم القرارات الخاصة بالتجارة والشأن العام، كما كان أصحاب المصابن يقدمون قروض تكافلية للتجار والفلاحين ترد فى مواسم التجارة والحصاد، إضافة إلى أن هذه المصابن كانت تقوم بحفظ أمانات الناس من النقود والحلى لوجود خزائن حديدية ضخمة بها، وأيضا كانت تستقبل ودائع المزارعين من زيت الزيتون فى مخازنها وتشتريه منهم فى حال رغبتهم فى بيعه ، أى أنها كانت تقوم بما يشبه الخدمات البنكية للأهالى بدون مقابل.


الصابون النابلسي

الصابون وصناعة الاقتصاد الفلسطني

وصف الاقتصاديون فى القرن الثامن عشر الصابون الفلسطينى على أنه منتج محترم القيمة، وتضيف شذي يحيي، أن  نابلس كانت تنتج أكثر من نصف كمية هذا الصابون، وزاد ازدهار الصناعة فى القرن التاسع عشر وصل عدد المصابن لفوق الثلاثين بلغ ازدهار تجارة الصابون فى نابلس ذروته وانتشاره فى ١٩٠٧م، واستمر هذا الإزدهار لعقدين ،وحدث الانحسار بداية بوقوع الحرب العالمية الأولى واندحار العثمانيين وقيام سلطة الانتداب البريطانى التى أثقلت كاهل المدينة بالضرائب، ثم زلزال ١٩٢٧م الذى خلف أثرًا هائلا ًعلى مصابن نابلس وعلى اقتصاد المدينة ككل. 


الصابون النابلسي

وأعطت سلطة الانتداب تسهيلات جمركية وضريبية للتجار والمصنعين اليهود إضافة لدعمها لهم بالآلات المميكنة، وقد ساعد اليهود والإنجليز فى هدم الصناعة معتمدين على أن حقوق العلامات التجارية النابلسية لم تكن محمية ولا مسجلة، مع ذلك ظل اقتصاد المصابن وأسر نابلس ونفوذها قويا ويكفى أن إعلان الإضراب العام الذى أدى  لثورة ١٩٣٦م كان من ديوان  مصبغة الشكعة بنابلس، لكن سهولة تقليد العلامات التجارية للمصابن التى كانت مجرد رسومات لجمل أو مفتاحين أو سيفين أو  شاكوشين،  وغيرها من الرسوم والضربات الاقتصادية الأخرى أثرت فى اقتصاد الصابون وجاءت الانتفاضة الأولى فى الثمانينات لتعطى ذريعة للاحتلال لتدمير ومحو عشرات المصابن ثم التسعينات التى شهدت تحطيم وهدم العديد من المصابن الأخرى والتضييق عليها وإقامة الحواجز وإتلاف الصابون قبل تصديره لما تمثله هذه المهنة من حالة ثقافية وإنسانية ترتبط بالهوية الفلسطينية عبر ألوف السنين

لم يتبق اليوم إلا مصابن طوقان، والشكعة ومصبنة المصرى تعمل بشكل غير منتظم، فمبانى المصابن المكونة من دورين بعمارتها المميزة وقدورها النحاسية وغرف فرد وتقطيع الصابون وساحة تهويته بمنافذ الهواء المميزة التى دمر أغلبها كان من علامات قلب المدينة المميزة. 


الصابون النابلسي

وتقول شذي يحيي ، إن الهوية النابلسية ارتبطت بتصنيع الصابون فى مأزق حقيقى بسبب تضييق الاحتلال واستمراره فى تدمير كل ما له علاقة بالثقافة والهوية الفلسطينية وارتباطها بالأرض، وبقاء هذه الصناعة هو واحد من أقوى أشكال المقاومة لسرقة التاريخ الفلسطينى؛ لذلك كان إدراج الصابون النابلسى على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو بمثابة ضربة قوية لمحاولات الاحتلال الإسرائيلى محو كافة التراث الفلسطينى.


الصابون النابلسي

الصابون النابلسي

إعلانات الصابون النابلسي

إعلانات الصابون النابلسي

الصابون النابلسي

الصابون النابلسي

الباحثة شذى يحيي
 

كلمات البحث