وراء الشاشات المضيئة، تختبئ قصص مؤلمة لضحايا الابتزاز الإلكتروني الذين يعانون في صمت، ففي عالم يزداد فيه الاعتماد على الإنترنت، تتصاعد وتيرة الجرائم الإلكترونية، وعلى رأسها الابتزاز الإلكتروني الذي يهدد حياة الأفراد ويدمر أسرًا بأكملها.
موضوعات مقترحة
وفي هذا التقرير تسلط "بوابة الأهرام" الضوء على هذه الجريمة البشعة، وكيف يتحول الإنترنت من أداة للتواصل إلى ساحة للجريمة، مع استعراض لأحدث الأساليب المستخدمة من قبل المجرمين وكيفية حماية أنفسنا منها.
الإنترنت سلاح ذو حدين
الإنترنت سلاح ذو حدين، فكما يقدم لنا فوائد جمة، يحمل في طياته مخاطر جسيمة، أبرزها الابتزاز الإلكتروني الذي يتسلل إلى حياتنا في غفلة منا، ومع التطور التكنولوجي المتسارع، تتطور معه أساليب تلك الجريمة التي لم تعد مجرد حالات فردية، بل أصبحت ظاهرة تهدد أمننا الرقمي.
في هذا الصدد قال اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية للمعلومات سابقًا، أن الإبتزاز الإلكتروني جريمة تستغل نقاط ضعفنا وتهدد أمننا النفسي والمجتمعي، وتكمن الأسباب وراء ظهور تلك الجريمة في أهمها وهي مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تخضع لأي رقابة أمنية أو قانونية، ولا تراعي أي معايير أو ضوابط أخلاقية.
مشيرًا إلى أن هناك الكثير من ذوي النفوس الضعيفة والميول الإجرامية، ممن يستعغلون تلك مواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي في بث أخبار ومعلومات غير صحيحة (مُفبركه)، ويستهدفون عدة أهداف، منها التشهير أو تحقيق نسب مشاهدة أو إحداث ما يسمى بـ «الترند».
كيف نحمي أنفسنا من الابتزاز الإلكتروني؟
وأشار الرشيدي إلى أنه من الإجراءات المتبعة عند التعرض لجريمة إلكترونية؛ عدم مسح الرسائل المرسلة من الجاني، ومن ثم الإبلاغ عن الواقعة، حيث أن مسح تلك الرسائل يعد محو دليل إدانة «دليل إلكتروني» يعتد به أمام هيئة المحكمة حسب قانون 175 لمكافحة جرائم تقنية المعلومات.
يجب التوجه إلى إدارة مباحث الإنترنت، والكائن مقرها بالمنطقة المركزية بميدان العباسية بمعهد التنمية البشرية، كما توفر خطا ساخنا للبلاغات رقم 108 على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى توافر مكاتب تابعة للإدارة بجميع مديريات الأمن بالمحافظات.
ما هي عقوبات الابتزاز الإلكتروني؟
تنص المادة 327 من قانون العقوبات المصري على معاقبة كل من هدد غيره شفهياً بواسطة شخص آخر أو بطريقة إلكترونية من خلال الموبايل، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تزيد على 500 جنيه سواء كان التهديد مصحوباً بتكليف بأمر أم لا.
إجراءات وقائية للحد من مخاطر الجرائم الإلكترونية
- استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، ويجب تجنب استخدام كلمات مرور سهلة التخمين.
- يفضل استخدام مزيج من الأحرف والأرقام والرموز الخاصة، وتغيير كلمة المرور بشكل دوري.
- عدم فتح روابط مشبوهة أو رسائل بريد إلكتروني غير معروفة المصدر؛ لما قد تحتويه هذه الروابط والرسائل على فيروسات ضارة أو برامج تجسس.
- تنزيل برامج الحماية من الفيروسات وبرامج مكافحة التجسس وتحديثها بانتظام.
- توخي الحذر عند استخدام الشبكات العامة (الواي فاي).
- الحذر عند مشاركة المعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- التعليم المستمر، حيث يجب متابعة آخر التحديثات المتعلقة بالأمن الإلكتروني والمخاطر الجديدة لتجنب الوقوع ضحية للجرائم الإلكترونية.
- الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، في حال التعرض لأي نوع من أنواع الجرائم الإلكترونية، كما يجب الإبلاغ عنها للجهات المختصة.
قضية ابتزاز ابنة شيرين عبدالوهاب
جدير بالذكر، أن محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار بهاء المُري، قضت صباح اليوم الخميس، على المتهم بـ ابتزاز ابنة المطربة شيرين عبدالوهاب من خلال شبكة التواصل الاجتماعي (تيك توك)، بالسجن 3 سنوات.
وكانت النيابة العامة، قررت إحالة المتهم إلى محكمة جنايات المنصورة، في القضية رقم 9127 لسنة 2024 جنايات قسم أول المنصورة؛ لقيامه بتهديد الطفلة المجني عليها هنا محمد مصطفى، عبر شبكة التواصل الاجتماعي، بإفشاء أمور خادشة للشرف لها والمتحصل عليها من الجريمة محل التحقيقات، شرع في الحصول بطريق التهديد على مبالغ مالية وانتهك حرمة الحياة الخاصة للطفلة المجني عليها واعتدى على القيم والمبادئ الأسرية المصرية بأن أرسل إليها بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي- والتي تنتهك خصوصيتها دون رضاها، أذاع ونشر صورا ومقاطع مرئية خاصة بالطفلة المجني عليها دون رضاها عبر شبكة التواصل الاجتماعي.