تزهو أيرلندا بطبيعتها الخلابة ومراكزها والتراثية والحضارية، فهي منذ القدم نعرف بأنها بلد القلاع؛ حيث تضم أكثر من 1000قلعة، وقمم الجبال الخضراء لاسيما على الساحل الغربي منها، ما يجعلها واحدة من أجمل بلدان أوروبا.
موضوعات مقترحة
قلعة دبلن التاريخية
تبرز قلعة دبلن التاريخية على أنها واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في أيرلندا، حيث تقع شرق العاصمة، وقد أسسها محاربو الفايكينج خلال غزوهم لأيرلندا، حيث احتلت موقعا إستراتيجيا على خليج دبلن، وتتميز القلعة بجمالها وحصانتها وطرازها المعماري، وهناك من يقول أنها تعود إلى تاريخ لاحق حيث أمر ببنائها الملك جون الأول ملك إنجلترا خلال القرن الثالث عشر.
حدائق "باورسكورت".. المتنزه الوطني الكلاسيكي
أما الطبيعة فقد نحتت وجه التاريخ في أيرلندا، ولا يمكن زيارة هذه المدينة الجميلة دون التنزه في حدائق "باورسكورت" ذات الطبيعة الرائعة، فهي لا تبعد أكثر من 30 دقيقة من العاصمة، حيث تنتظم المروج الخضراء والبحيرات الرائعة، وتزهو الورود والزهور على مساحة 47 فدانا، ويعود تاريخ هذه الحدائق التاريخية إلى القرن الثالث عشر، ما يجعلها وجهة سفر كلاسيكية لزوار المدينة.
حدائق باورسكورت بأيرلندا
الريف الأيرلندي.. موطن الجمال والفروسية
أما الريف الأيرلندي المعروف بسحره وجماله فلا يتركك دون الرجوع إلى زمن الفرسان، حيث تشكل مزرعة "أبيفيلد" الوطنية للفروسية وجهة مثالية لركوب الخيل، هناك يقدم مدربو الخيول أفضل الوسائل لتعلم ركوب الخيل ورياضة الفروسية بطرق مثالية واحترافية.
مزرعة أبيفلد للفروسية بالريف الأيرلندى
قلعة هيلزبورو.. الإرث المشترك مع الإنجليز
بدورها تقف قلعة هيلزبورو الملكية، شاهدة على الإرث الحضاري والتاريخي لأيرلندا، فزمن بناء القلعة يعود إلى القرن الثامن عشر، لكنها تمثل وجهة مثالية لملوك وأمراء العائلة الملكية البريطانية إذا قصدوا زيارة أيرلندا، لذا فهي تمثل تجسيدا للعلاقات التاريخية والحضارية الممتدة بين البلدين، وقد وقع في هذه القلعة الاتفاق التاريخي المعروف باتفاق "الجمعة العظيمة" عام 1998م، والذي أنهي عقودا من الصراع في أيرلندا الشمالية، وكانت من بين القلاع الأقرب لقلب ملكة بريطانيا السابقة إليزابيث الثانية.
قلعة هيلزبورو
مكتبة "تشستر بيتي" خزانة مخطوطات العالم
ليست المناظر الطبيعية الأخاذة هي ما تزهو به جمهورية أيرلندا، فإلى جانب الطبيعة توجد المراكز التاريخية والحضارية والتراثية، ومن أشهر تلك المراكز، مكتبة "تشستر بيتي" في قلب العاصمة الأيرلندية دبلن، والتي توصف بأنها واحدة من أكبر خزائن المخطوطات في العالم كله.
خزانة مخطوطات تشستر بيتي
تعود ملكية هذه المكتبة الشهيرة إلى الملياردير الأمريكي البريطاني السير ألفرد تشيستر بيتي (1875ـ1968م)، الذي وُلد في مدينة نيويورك، ودرس هندسة التعدين بجامعة كولومبيا، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا ويحصل على الجنسية الإنجليزية عام 1933م، ويصير أحد أقطاب المعادن والمناجم في العالم، فلُقب بـ"إمبراطور المعادن"، و"ملك النحاس".
السير ألفرد تشيستر بيتي
الثروة الحقيقية لـ"إمبراطور المعادن" و"ملك النحاس"
كان الرجل مولعًا في البداية بجمع الطوابع البريدية والعملات الأثرية والأطباق الخزفية الصينية والتحف، قبل أن ينشغل بشراء نفائس المخطوطات، يطلبها من آفاق العالم، وينفق على شرائها الأموال الجزيلة، وقد تبرع بالعديد من المخطوطات وأوراق البردي إلى المتحف البريطاني، قبل أن يشرع في تأسيس خزانته الخاصة بالمخطوطات، خزانة "تشستر بيتي" الشهيرة ذات السمعة العريضة لكل دارسي المخطوطات في العالم؛ لأن الرجل لم يكن يشتري سوى المخطوطات الأصلية التي ربما كتبها أصحابها بأنفسهم، ومنها مخطوطات كتبها المقريزي وابن خلدون وغيرهم بخط أيديهم، فضلاً على كون الكثير منها مُذهب ومُزين بنفائس الصور.
سافر تشستر بيتي إلى مصر وبلدان الشرق الأقصى في طلب المخطوطاتـ وذلك قبل أن ينتقل إلي موطن أسلافه أيرلندا وأسس مكتبته في دبلن عام 1950م، موصيًا بأن تتحول إلي وقف خيري إثر وفاته لمصلحة الجمهور.
رسائل بطرس الرسول
المصاحف المذهبة
تضم الخزانة نحو 4 آلاف مخطوط عربي، وحوالي 265 مصحفًا مُذهبًا تعود ملكيتها لملوك وسلاطين وحكام مسلمي، لعل أشهرها مصاحف الأسرة الزنكية التي حكمت بلاد الشام خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، وواجهت الحملات الصليبية، أما أشهر هذه المصاحف فهو المصحف الذي كتبه أشهر خطاطي العصور الإسلامي قاطبة، وهو أبو الحسن علي بن هلال المعروف بـ"ابن البواب"، والذي كانت تتميز مصاحفه بزخرفتها منقطعة النظير، ويعود تاريخ كتابة المصحف إلى عام 391هـ في بغداد، عاصمة الدنيا في العصر العباسي.
يضم الركن العربي من مخطوطات خزانة "تشستر بيتي" للمخطوطات العربية، مؤلفات في شتي العلوم الإسلامي، كالطب، والهندسة، والرياضيات، والفلك، والتاريخ، والجغرافيا والفقه والأدب.
أول ترجمة عربية للإنجيل مصاحف العائلة الزنكية
أشهر المخطوطات العربية
ومن أشهر المخطوطات العربية في تشستر بيتي كتاب الذيل على تاريخ ابن قاضي شهبة، المدونة في الفقه المالكي للإمام سحنون، كتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار، للإمام الجزولي، كتاب "كمامة الزهر وصدفة الدرر" لأبي القاسم عبد الملك بن بدرون الإشبيلي، ويوجد إلى جانب ذلك برديات البهنسا، وأول ترجمة عربية للإنجيل، ورسائل بولس الرسول، وغيرها من نفائس المخطوطات القبطية.
مصاحف العائلة الزنكية
أما الركن الفارسي من مكتبة "تشستر بيتي"، فيضم قرابة 300 مخطوط، وأشهر تلك المخطوطات، ترجمة فارسية لقصيدة البردة للبوصيري، وتضم المجموعة التركية ما يزيد عن 160 مخطوطًا، لعل أشهرها "سير نبي" عن سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تاريخ السلطان سليمان، وكتاب "زبدة التواريخ"، وكل هذه المخطوطات تتميز بجما خطوطها وزخرفنها وتصويرها، وهناك المجموعة الهندية والمغولية التي تضم في طياتها قرابة الألف مخطوط، والتي كتب لأعظم سلاطين المسلمين في الهند، وأشهرهم جلال الدين أكبر.
مصحف ابن البواب
وملحق بالخزانة متحف كبير يضم المقتنيات الثمينة التي قام بتجميعها الملياردير السير ألفرد تشستر بيتي وقد تم افتتاح المكتبة الحالية في عام 2000 بقلعة دبلن؛ لأهمية ما تحتويه الخزانة.
مصحف ابن البواب مصحف ابن البواب مصحف ابن البواب مصحف ابن البواب مصحف ابن البواب مخطوط كمامة الزهر للإشبيلي مخطوط دلائل الخيرات للجزولي مخطوط المدونة لسحنون المخطوطات العربية بمكتبة تشستر بيتي المخطوطات العربية بمكتبة تشستر بيتي المخطوطات العربية بمكتبة تشستر بيتي