في الأسابيع الأخيرة، لاحظ العديد من الناس انتشار أعراض تشبه نزلات البرد بين الأفراد، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كان هذا الدور المنتشر نتيجة لمتحور جديد من فيروس كورونا أم أنه مجرد انتشار موسمي للفيروسات التنفسية؟!
موضوعات مقترحة
تشابه الأعراض واختلاف الأسباب
ويكشف الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ"بوابة الأهرام": أن الأعراض تتشابه بنسبة كبيرة لأننا في موسم الفيروسات التنفسية، لذا فنجد أعراض الإنفلونزا تتشابه مع أعراض المتحور الجديد لفيروس كورونا؛ حيث تشمل الأعراض التي يعاني منها الكثيرون السعال، العطس، انسداد الأنف، ارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الحلق.
فيروس الانفلونزا
الفيروسات التنفسية المنتشرة حاليا
وتابع: أن نزلات البرد عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي احتقان في الحلق بسيط، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة زكام ورشح.
أما الإنفلونزا فهي مرض سريري، ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى 39 ، آلام في العظام، صداع، مشاكل تنفسية مثل الكحة الشديدة أو صعوبة التنفس.
الانفلونزا مرض سريري
هل الإنفلونزا أخطر من فيروس كورونا؟
ويؤكد استشاري الحساسية والمناعة على أن الإنفلونزا أشد خطورة لأنه مرض سريري عكس نزلات البرد.
هل يمكن الجزم بأن دور البرد الحالي مرتبط بكورونا؟
لكن هل يمكن الجزم بأن دور البرد الحالي مرتبط بكورونا؟، يوضح الحداد، أن الفيروسات التنفسية تنتشر بشكل أكبر في فصل الشتاء نتيجة لتجمع الناس في الأماكن المغلقة وقلة التهوية. ومع ذلك، يبقى دور كورونا محتملاً بسبب قدرته على التحور المستمر.
اقرأ أيضا:
مخاطر حقنة البرد.. كيف يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة؟
يصيب 5 ملايين سنويًا.. وزارة الصحة تشدد على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية
دور البرد المنتشر وعلاقته بمتحور كورونا
لقاح إنفلونزا
ويؤكد الحداد على أن لقاح إنفلونزا هذا العام هو لقاح رباعي لأنه مجهز ضد أحد أشرس 4 فصائل منتشرة عالميا تصيب الإنسان بالإنفلونزا، مضيفًا أن الإنفلونزا لها نسب مضاعفات خطيرة عالميا من قبل ظهور فيروس كورونا كان عدد وفياتها أكبر بكثير من وفيات كورونا، فإن الأنفلونزا لها مضاعفات خطيرة خاصة على مرضى حساسية الصدر والأنف، ومرضى الربو الشعبي، و مرضى السكر، ومرضى السدة الرئوية، ومرضى القلب ومرضى الكلى.
وأوضح أن الإنفلونزا من مضاعفاتها الوفاة أو الالتهاب الرئوي.
الفئات المسموح لها بالحصول على لقاح الإنفلونزا
وكشف الحداد عن الفئات المسموح لها بالحصول على لقاح الإنفلونزا، هم من فوق ستة أشهر، الأولوية للأمراض المزمنة السكر القلب الحوامل مهم جدا للرضع وكبار السن ومرضى حساسية الصدر، مؤكدًا على عدم وجود موانع إلا من لديه فرط حساسية من اللقاحات أو عندهم حساسية البيض أو المصابون بمتلازمة الشلل الرباعي وما تحت الستة أشهر.
وواصل، أما بالنسبة للأطفال، فإذا كان طفلك عمره ستة أشهر لـ 9 سنوات ولم يحصل على جرعة من اللقاح قبل ذلك فيجب الحصول على جرعة الآن ثم جرعة بعد شهر من ميعاد الجرعة الأولى، منوهًا على أن اللقاح آمن تماما ماعدا الفئات الغير مسموح لها بالتطعيم بلقاح الإنفلونزا .
ويؤكد الحداد على أن كافة لقاحات الإنفلونزا رباعية وفعالة وتؤدي نفس الغرض مع اختلاف الشركات.
لقاح الأنفلونزا
التوعية والتدابير الوقائية
ويوصي استشاري الحساسية والمناعة بأهمية إتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام، ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتجنب الاختلاط عند ظهور الأعراض مشددًا على ضرورة الحصول على التطعيمات الموسمية ضد الإنفلونزا ولقاحات كورونا المعززة.
الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة
واختتم الحداد حديثه قائلا: " يبقى انتشار نزلات البرد الموسمية ظاهرة طبيعية، لكن لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون بعض الحالات نتيجة لمتحورات كورونا. لذلك، تظل اليقظة والتشخيص المبكر مفتاحين لفهم طبيعة هذا الدور المنتشر وحماية الصحة العامة".