تعد منطقة تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية واحدة من أبرز المواقع الأثرية التي تجسد تاريخ مصر القديمة في العصور البطلمية واليونانية، وهذا الموقع الذي يقع في قلب المنطقة الساحلية، كان يعد مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا في تلك الحقبة، حيث تجمع بين المعمار المهيب والآثار التي تحكي قصصًا عن حياة المصريين في تلك الفترات.
موضوعات مقترحة
وفي السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة التي قدمت رؤى جديدة حول تاريخ المعبد وعلاقته بالملوك البطالمة، وخاصة الملكة كليوباترا السابعة، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية الدومينيكية، بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز، في تواصل أعمال التنقيب في هذا الموقع، لتكشف عن المزيد من أسرار هذا المعبد، الذي يظل شاهداً على عظمة الحضارة المصرية.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز المعلومات عن الكشف الأثري الجديد الذي تم الوصول إلية في غرب الإسكندرية
اكتشاف ودائع الأساس واللقى الأثرية
في أحدث الاكتشافات التي أجرتها البعثة الأثرية المصرية الدومينيكية بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز، تم الكشف عن ودائع للأساس تحت الجدار الجنوبي للسور الخارجي لمعبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية، هذه الودائع تحتوي على مجموعة متنوعة من اللقى الأثرية التي تساهم في تسليط الضوء على أسرار المنطقة خلال العصر البطلمي المتأخر.
التماثيل والقطع الأثرية المميزة
من بين القطع المتميزة التي تم اكتشافها، تمثال صغير من الرخام الأبيض لسيدة ترتدي التاج الملكي، بالإضافة إلى تمثال نصفي من الحجر الجيري لملك يرتدي غطاء الرأس "النيمس". تشير الدكتورة كاثلين مارتينيز إلى أن التمثال الأول قد يكون لملكة كليوباترا السابعة، رغم اختلاف ملامح وجهه عن ملامح الملكة الشهيرة. ويُرجح أن التمثال يمثل إحدى الأميرات البطلميات.
اكتشاف العملات والأواني الفخارية الطقسية
كما عثرت البعثة على 337 عملة تحمل صور الملكة كليوباترا السابعة، إلى جانب مجموعة من الأواني الفخارية الطقسية والمصابيح الزيتية. من بين الاكتشافات الأخرى كانت أواني من الحجر الجيري لحفظ الطعام وأدوات التجميل، بالإضافة إلى تماثيل برونزية وتميمة على شكل جعران منقوش عليها عبارة "عدالة رع قد أشرقت"، كما تم العثور على خاتم من البرونز مكرس للإلهة حتحور. تشير هذه اللقى إلى أن المعبد يعود إلى العصر البطلمي المتأخر، وتحديدًا القرن الأول قبل الميلاد.
معبد قديم من العصر اليوناني وأسرار جديدة
لم تقتصر الاكتشافات على العصر البطلمي فقط، بل تم العثور أيضًا على بقايا معبد يوناني يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وهذا المعبد دُمّر في الفترة بين القرن الثاني قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي، كما تم اكتشاف مقبرة كبيرة تحتوي على 20 سردابًا، إلى جانب مقبرة تحت فنارة تابوزيريس ماجنا القديمة بها ثلاث غرف، والتي احتوت على تسعة تماثيل نصفية من الرخام الأبيض وعدد من القطع الأثرية الأخرى.
تنقيب تحت مياه البحر المتوسط يكشف عن هياكل آدمية وقطع فخارية
أحد الاكتشافات الأكثر إثارة هو التنقيب تحت مياه البحر المتوسط، حيث تم العثور على هياكل آدمية وعدد كبير من القطع الفخارية، وهذه الاكتشافات تؤكد الأهمية التاريخية والثقافية الكبيرة لموقع معبد تابوزيريس ماجنا، والذي يعد شاهدًا على تطور الحضارة في هذه المنطقة عبر العصور.
أهمية الموقع التاريخية والثقافية
تستمر البعثة الأثرية المصرية الدومينيكية في اكتشاف المزيد من أسرار هذا الموقع الذي يعد من أهم المعالم الأثرية في غرب الإسكندرية، حيث تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن معبد تابوزيريس ماجنا كان مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا في العصر البطلمي، ويُتوقع أن تكشف المزيد من التنقيبات عن تفاصيل تاريخية جديدة تضيف إلى معرفة علماء الآثار حول تاريخ مصر القديمة.
اكتشافات أثرية جديدة في معبد تابوزيريس ماجنا من العصر البطلمي اكتشافات أثرية جديدة في معبد تابوزيريس ماجنا من العصر البطلمي اكتشافات أثرية جديدة في معبد تابوزيريس ماجنا من العصر البطلمي اكتشافات أثرية جديدة في معبد تابوزيريس ماجنا من العصر البطلمي