دوًن محمد أمين فكري بك قاضي محكمة استئناف مصر الأهلية في كتابه النادر "إرشاد الألبا إلي محاسن أوروبا" رحلة الوفد المصري في عصر الخديو توفيق لحضور مؤتمر المستشرقين ومرورهم علي بلدان أوروبا في عام 1889م، في أكبر رحلة جغرافيا كما وصفها الكتاب الذي تمت طباعته عام 1893م في عهد نجله الخديو عباس حلمي الثاني، كما رصد كاتدرائية نوتردام الشهيرة بعد آخر تجديد لها في عام 1845م.
موضوعات مقترحة
كنيسة نوتردام
ورصدت الرحلة الجغرافية الكثير من المعالم الحضارية بدول أوروبا كافة، ومن بينها باريس عاصمة فرنسا، كما رصدت بدقة الكثير من المعالم التي اندثرت بسبب الحرائق، مثل سراي المحاكم التي كانت مقراً لملوك فرنسا، والتي التهمتها نيران هائلة في أعوام 1618م، 1776م بحيث لم يبق منها إلا الأبراج والكنيسة ومطابخ سان لويس وقت زيارة الوفد المصري لباريس.
كنيسة نوتردام خلال القرن التاسع عشر
مشاهدات الوفد المصري
وعن مشاهدات الوفد المصري لكاتدرائية نوتردام قال عنها:"كنيسة نوتردام الكاتدرائية هي أولى كنائس باريس اعتبارًا، تأسست 1163 موضع كنيسة أصلية أنشئت في القرن الرابع، وإن حصلت فيها الكثير من الترميمات، إلا أنها حافظت على هيئتها الأصلية واعتنى خصيصا في الترميم الذي حدث عام 1845م، وقد صدر الأمر بهدمها مدة الثورة الفرنسية إلا أنه ألغي قبل أن ينفذ واتخذها الثوريون هيكلا لتعظيم الرشد والصواب واستعاضوا عن تمثال السيدة العذراء فيها بتمثال الحرية، واستبدلت الصلوات التعبدية بالأناشيد الوطنية وأسرج بمحرابها سراج الحقيقة يعلوه تمثال الفلسفة وبجانبيه صورتا فولتير وروسو ولكن ما لبثت أن أغلقت ولم تفتح إلا بعد إخماد الثورة".
كتاب إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا أحسن ما في الكنيسة وجهتها فإنها في غاية اللطف وحسن البناء منتشر عليها الصور المجسمة الحسناء، وهي مركبة من 3 طوابق يعلوها برجان تنكشف لمن يصعد عليها باريس أجمع وارتفاع كل 68 مترا عن سطح الأرض، ويصعد عليها بدرجات عددها 378 وفي الجنوبي منهما ناقوس من أكبر نواقيس العالم زنته 12500 كيلو جرام وناقوس آخر استحضر من سباستابول، وداخلها في غاية الزينة والرونق والاتساع محلي بأجمل الرسومات والصور منقوش بأحلي النقوش والزجاج المغطاة به نوافذها أيضا منقوش بأبهج النقوش، أما طولها فيبلغ 127 مترا وعرضها 48 مترا وارتفاعها 34 مترا، ثم قصدنا أوتيل ديو، وهو مستشفي قديم صار تجديده، وهو أقدم مستشفيات أوربا وتم تأسيسه سنة 660م.
وشاهد العالم مساء أمس افتتاح كنيسة نوتردام بحضور عدد من رؤساء دول العالم، وذلك بعد الحريق الهائل منذ 5 سنوات، وهي من أكبر الكاتدرائيات في أوربا، ومدرجة ضمن التراث العالمي اليونسكو ،وهي ومن أكثر المعالم استقطابًا للزوار، وقد تسبب الحريق في 15 إبريل من 2019م، بانهيار برجها الذي صممه المهندس المعماري أوجين فيوليه لو دوك في القرن التاسع عشر.
مشاهدات المصريين لكنيسة نوتردام خلال القرن التاسع عشر 
مشاهدات المصريين لكنيسة نوتردام خلال القرن التاسع عشر