ما حدث من إمام عاشور تجاه محمد الشناوى كابتن فريق الأهلى من تطاول عقب مباراة الأهلى واستاد أبيدجان فى دورى أبطال إفريقيا كرد فعل على عدم مشاركته فى المباراة.. وما حدث من الشناوى نفسه برفضه الجلوس على مقاعد البدلاء للحارس مصطفى شوبير فى مباراة الفريق أمام البنك الأهلى فى الأسبوع الرابع من مسابقة الدورى.. يعد نوعًا من أنواع الانفلات والتجاوز غير المقبول داخل فريق الأهلى.. ويحتاج إلى رد فعل حاسم وقوى من الإدارة ولجنة الكرة التى تضم شخصيات من نجوم كبار لم تكن لتسمح بمثل هذه الأفعال داخل جدران النادى الأهلى فى يوم من الأيام.. قرار يكون بمثابة نقطة تحول فى العلاقة بين اللاعبين والجهاز الفنى ومجلس الإدارة.. الخصم المادى وحده "مش كفاية" حتى إن كان مليون جنيه بعدما ثبت أنه لم يكن رادعًا فى مرات سابقة لبعض اللاعبين.. سلسلة من التصرفات والخروج عن النص للثنائى إمام عاشور ومحمود كهربا داخل غرف اللاعبين وخارجها كانت كفيلة بإبعادهما عن الفريق وعرضهما للبيع.. لكن مديرى الكرة الأربعة الذين تعاقبوا على تولى مسئولية الفريق فى الفترة السابقة تهاونوا فى توقيع العقوبات وتنازلوا عن حق النادى الذى طالما فرض نظامًا كان ولا يزال نهجًا لكثير من الأندية.
الانفعال الزائد على الحد والخروج عن النص بات سمة العصر فى الدورى المصرى لعدد كبير من اللاعبين.. أزمات ومشاكل فى كل مباراة عند إجراء أى تغيير وكأن المدير الفنى لأى فريق يرتكب جرمًا وإهانة بالغة عند استبداله لواحد من اللاعبين.. سلوكيات غريبة وتصرفات شاذة تحدث كل يوم داخل الفرق بسبب رفض اللاعبين لسياسة التدوير داخل الفريق.
إمام عاشور لم يكن الأول ولن يكون الأخير فى إثارة المشكلات وافتعال الأزمات طالما أن هناك من يساند ويدعم وينتصر للاعب على حساب مبادئ النادى والنظام داخل الفريق.. نجوم كبار فى تاريخ كرة القدم المصرية ارتبطت أسماؤهم بإثارة المشكلات والأزمات والتمرد على المدربين.. ودفعوا الثمن من رصيدهم عند الجماهير على رأسهم حسام غالى نجم الأهلى السابق وعضو مجلس إدارته الحالى الذى فشلت رحلة احترافه بسبب المشكلات.. فعندما كان محترفًا فى صفوف توتنهام الإنجليزى واعترض على تغييره فى مباراة فريقه أمام بلاكبيرن فى الدورى الإنجليزى بخلع قميص الفريق وإلقائه على الأرض.. فأصر مارتن يول المدير الفنى لفريق توتنهام فى ذلك الوقت.. والذى تولى تدريب الأهلى فيما بعد.. على المطالبة بعرضه للبيع وكانت نقطة فاصلة فى حياة حسام غالى.. وهناك الواقعة الشهيرة بين حسن شحاتة وأحمد حسام ميدو الذى رفض التغيير فى مباراة منتخب مصر أمام السنغال فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية التى استضافتها مصر 2006.. ودخل فى مشادة كلامية مع المدير الفنى فخرج من صفوف المنتخب ولم يعد.. وهناك شيكابالا لاعب الزمالك صاحب العديد من الأزمات مع عدد من المدربين بسبب التغيير فى المباريات وعلى رأسهم حسن شحاتة وحسام حسن..
ومؤخرًا كانت الأزمة التى حدثت بين أحمد حجازى وحسام حسن خلال مباراة المنتخب والرأس الأخضر ورفض حجازى النزول كبديل لرامى ربيعة كنوع من الاعتراض على عدم اللعب أساسيًا فى المباراة.. وهناك العديد من المشكلات والأزمات تحدث كل يوم داخل كل فريق.. البعض منها يظهر على مقاعد البدلاء أثناء المباريات وكثير منها داخل غرف خلع الملابس وفى التدريبات.
هناك أزمة حقيقية فى شخصية اللاعب المصرى الذى يعتبر نفسه فوق مستوى النقد أو التقييم من المدير الفنى أو إدارة النادى.. ويرى أنه أكبر من الرقابة وأهم من الخضوع للنظام داخل الفريق.. وأن اعتراضه على القرارات يمنحه قوة أكبر وتميزًا دون باقى أفراد الفريق.. العلاقة بين اللاعب وأفراد المنظومة باتت تحتاج إلى وقفة ونقطة نظام ليعرف كل واحد منهم ما له وما عليه.