موضوعات مقترحة
تعزيز التواجد العسكري على حدود سوريا ودعوات لتشكيل تحالف إقليمي
تل أبيب- وكالات الأنباء:
سيطرت على إسرائيل حالة من التأهب والترقب بينما عزز الجيش انتشاره قرب الحدود السورية وسط دعوات في تل أبيب لتشكيل تحالف إقليمي بعد رحيل نظام بشار الأسد.
ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى تحالف إقليمي جديد واعتبر في منشور على منصة "إكس" إلى أنه يجب أن يشمل هذا التحالف السعودية وكذلك الدول العربية التي وقعت على ما يسمى باتفاقات آبراهام مع إسرائيل.
وأكد لابيد أن الهدف من ذلك هو " التعامل معا مع حالة عدم الاستقرار الإقليمي". وكتب أن إيران التي توصف بأنها العدو اللدود لإسرائيل جرى إضعافها بدرجة كبيرة "وأنه يتعين على إسرائيل أن تعمل جاهدة على تحقيق نجاح دبلوماسي شامل بما سوف يساعد أيضا في منطقتي غزة ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) "
من جهة ثانية قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، إنه نشر قوات في المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة مع سوريا، وفي عدد من النقاط المهمة بغرض الدفاع في ضوء الأحداث بسوريا. وقال مصدر محلي في منطقة القنيطرة الحدودية السورية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن القوات الإسرائيلية توغلت لمسافة 15 متراً داخل الأراضي السورية وأطلقت 4 قذائف.
ومن جهته، أفاد المراسل بموقع «والا» الإخباري، باراك رافيد، اليوم، بأن الإسرائيليين أبلغوا مقاتلي المعارضة السورية بعدم الاقتراب من الحدود، وحذروا من أن إسرائيل سترد بالقوة إذا انتهكوا اتفاق فصل القوات.
وتسيطر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على منطقة عازلة تبلغ مساحتها نحو 235 كيلومتراً مربعاً بين إسرائيل وسوريا.
واستولى الجيش الإسرائيلي على مرتفعات الجولان من سوريا في عام 1967 وضمها في عام 1981. وبموجب القانون الدولي، تعدّ الهضبة الصخرية ذات الأهمية الإستراتيجية أرضاً سورية تحت الاحتلال الإسرائيلي. واعترفت الولايات المتحدة، خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى رئيساً للولايات المتحدة، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
من جهة ثانية أعلنت إسرائيل، أنها تدعم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في سوريا، بعد هجوم شنه «أفراد مسلحون». وقال الجيش الإسرائيلي إن موقعاً للأمم المتحدة بالقرب من بلدة حضر القريبة من الحدود مع إسرائيل تعرّض لهجوم.
وقالت إسرائيل أمس السبت في وقت سابق إنها تعزز وحداتها في منطقة مرتفعات الجولان التي ضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي ككل، بعد أن احتلتها خلال حرب عام 1967.
ومنذ عام 1974، تقوم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم «يوندوف»، بدوريات في منطقة عازلة بين المنطقتين الخاضعتين للسيطرة الإسرائيلية والسورية.
تغيير دراماتيكي
وقال مصدر إسرائيلي مطلع لتليفزيون «كان» العبري، إن إسرائيل تراقب التطورات في سوريا عن كثب، باعتبار أنها قد تؤدي إلى تغيير دراماتيكي في الشرق الأوسط.
وأكد المصدر أن إسرائيل لن تسمح لقوات المعارضة السورية بالاستيلاء على أسلحة إستراتيجية تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن «إسرائيل لن تسمح أيضاً لـ(حزب الله) بنقل وسائل قتالية إلى سوريا، وأنها ستستمر في تفجير المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان عند الضرورة».
وكان الجيش الإسرائيلي نفذ هجوماً أمس الأول الجمعة، على موقع في الأراضي السورية بالقرب من معبر حدودي مع لبنان، باعتباره «محور نقل أسلحة لـ(حزب الله)». ويقع المكان الذي قصفه الطيران الحربي الإسرائيلي في منطقة القصير وجرى قصفه بـ3 صواريخ من الجو. وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن «هذا الهجوم هو دعم آخر لعمليات الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، التي تهدف إلى استهداف الوحدة 4400، وهي وحدة تعزيز قوة (حزب الله) المسئولة عن نقل الأسلحة». وتابع أن «هذا الهجوم يشكل جزءاً آخر من جهود الجيش الإسرائيلي لاستهداف نقل أسلحة من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية». وتابع البيان: «سيستمر الجيش الإسرائيلي في العمل من أجل إزالة أي تهديد على دولة إسرائيل ولن يسمح بترميم (حزب الله)».
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتعزيز قواته وشن هجمات، بل أجرى تدريباً يوم الجمعة، شمال غور الأردن وجنوب هضبة الجولان على خلفية الأحداث على الحدود السورية، اختبر فيه جاهزية القوات لـ«حدث طارئ»، حيث قام فرع العمليات بمحاكاة استجابة القوات الاحتياطية الجوية والبرية في مواجهة «حدث طارئ في الوقت الحقيقي»، وتم تنفيذ هذا التدريب، من بين أمور أخرى، لاستخلاص الدروس من أحداث 7 أكتوبر 2023 (هجوم «حماس» على غلاف غزة.
وقالت القناة 13 إن التدريبات هدفت إلى اختبار وتحسين التنسيق بين القوات البرية والقوات الجوية، وبالتالي تحسين وتيرة ونوعية الاستجابة السريعة لمختلف السيناريوهات خلال حدث طارئ. وبحسب القناة، فإن جزءاً من القوات بقي في منطقة هضبة الجولان.
وتراقب إسرائيل الوضع في سوريا منذ بدء قوات الفصائل التحرك نحو المدن الرئيسة الأسبوع الماضي، وقد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة مشاورات حول التطورات هناك.
وكتب الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية (أمان) تامير هيمان في القناة 12: «الأحداث في سوريا تولّد فرصاً أكثر بكثير من المخاطر، وهو أمر من المهم استغلاله قبل أن يمر». وأضاف: «نظام آخر في سوريا، أو سوريا ضعيفة ومقسمة إلى عدة كيانات، يخلق شرخاً في استقرار المحور الشيعي، وربما يكسره.