حلب تتصدر المشهد

7-12-2024 | 14:37

التطورات في المنطقة تتحرك بسرعة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها البعض، خصوصًا لجماعة المشوشين في مواقع التواصل، بداية من أحداث غزة إلى لبنان والآن في سوريا.

«درونز» ودبابات ومدرعات، وآلافُ المسلحين، وسقوطُ بحلب ثانية كبرى المدن السوريةِ فى يومين، والاستيلاء على أربعين بلدة وقطع الطرق السريعة، واحتلال المطار والمراكز الحكومية، ونهب مخازن السلاح.

لا تشبه ليلة الجمعة أي ليلة من ليالي مدينة حلب، إنها صدمة تسري في أفئدة أهالي المدينة المنكوبة على مدى الأعوام العجاف الماضية.

مدينة حلب التي استردتها حكومة الدولة السورية عام 2016، عبر اتفاق روسي - تركي، قبضت عليها التنظيمات الإرهابية مرة أخرى بعد ثماني سنوات، يحضر السؤال حول حال مدن أخرى.

دخلت تنظيمات إرهابية مسلحة، بينها «هيئة تحرير الشام»، أجزاء غرب مدينة حلب في شمال سوريا، وتقدمت على نحو كبير وسريع بعد قصفها في سياق هجوم بدأته قبل يومين على قوات الدولة السورية، هو من أعنف جولات القتال منذ سنوات.

ببساطة شديدة ما يحدث في حلب هو تكرار لنفس ما حدث فى بداية الحرب السورية، حيث خرجت فصائل سورية مسلحة لتهاجم القوات الحكومية. 

ما تلك الفصائل؟

الفصائل المهاجمة هي تنظيمات إرهابية مسلحة تنتمي إلى الشمال السوري، تصدر بيانات تحت مسمى «غرفة عمليات الفتح المبين»، وقد ظهرت لأول مرة في مايو 2019، والآن كل ما تعلنه يصدر عن جهة تُسمّى «إدارة العمليات العسكرية»، وعلى رأس الفصائل المسلحة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقًا)، ومعها فصائل عديدة، وجميعها مصنفة إرهابية.

خططت هيئة تحرير الشام فعليًا لعمليات “حرب حلب” الحالية، ضد قوات الدولة السورية بهدف إعادة رسم خطوط التماس في المدينة على خلفية الضغط الذي تتعرض له سوريا وحلفاؤها فى سياق الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

أو بمعنى أكثر تفصيلًا، فإن التمدد العسكري من قبل تنظيمات هيئة تحرير الشام الإرهابية تجاه حلب لم يكن وليد اللحظة، إنما كان نتيجة لتراكم عدة عمليات سبق وأن شنتها فصائل الهيئة على مناطق محددة فيها على مدار العام الماضي، استغلالًا لانشغال القوى الدولية بالحرب على غزة ولبنان، وانشغال روسيا بتطورات نوعية في حربها ضد أوكرانيا.

فى خضم كل هذه التطورات، تظل الأطراف الإقليمية والدولية متغيرًا رئيسيًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة في سوريا في ضوء ما ستفضي إليه الحرب الإسرائيلية على غزة من نتائج.

كلمات البحث
الأكثر قراءة