"اليوم.. بكم أكون".. ليس مجرد معرض فنى ولكنه بحث مكثف فى ماهية الأمومة جسدته ريشة الفنانة سوزان سعد من واقع تجربتها كأم ومراقبة لعناصر الطبيعة بمختلف كائناتها لترصد بدورها مدى ارتباط تلك الكائنات بالأم بأسلوب فنى تجريدى يدفعنا إلى التأمل وطرح الأسئلة بحد وصف الناقد التشكيلى الراحل عز الدين نجيب.
موضوعات مقترحة
حول معرضها المنعقد مؤخرًا بجاليرى بيكاسو قالت سوزان سعد:" أحاول من خلال هذه المجموعة الجديدة من اللوحات أن أقدم "نتيجة بحث" مكثف لم أتوصل إليها بعقلي بقدر ما توصلت إليها بمشاعري، ولم أعبر عنها بكلمات بقدر ما عبرت عنها بألوان وخطوط ورؤية تجريدية
.
وتابعت:" كان شغلي الشاغل في الفترة الأخيرة مراقبة الحياة والأحداث من حولي وإعادة وصف الأشياء والناس والعلاقات الإنسانية التي تربطهم ببعضهم، في محاولة لوضع يدي على ما يكون له البقاء في النهاية، ما يصنع معنى حقيقياً للحياة".
وتستطرد:"وجدت أن الأم هي الكيان الذي يمنح الآخرين الوجود، الأم هي سر الحياة، تشترك في هذه الصفة مع الأرض، فالأرض هي كذلك "أم" تمنح وتعطي الكيان والوجود وأسباب الحياة لكل من عليها".
الأم هي فكرة تمثل الثبات والديمومة. فهي الأصل الدائم التي بدونها لن يكون هناك شيئًا وستنقطع بدونها أسباب الحياة، والأبناء هم الذين يشكلون معالم هذه الحياة واستمراريتها ويمثلون الصيرورة ولولاهم ما استمرت الحياة ولما صارت على ماهي عليه. ومن ثم أردت من خلال هذه المجموعة من اللوحات أن استكشف هذه الرحلة التي نقطعها في الزمن بين "الديمومة" و"الصيرورة".
وتواصل:" فإذا كانت الأم هي التي تعطي فرصة التكوين والكيان لأبنائها، فهم، أذا أصابوا، يكونون لأمهم بمثابة المزارعين الذين يزرعون في حياتها الزهور والثمار والأشجار الجميلة ويمنحونها فرصة الاستمرار في العطاء وإهداء الوجود كل مرة من جديد لمن يريد. وهكذا تفعل الأرض مع أبنائها من البشر. وهكذا نكون.
وترى التشكيلية سوزان سعد أن كلمة الأم في أعلى مراتب معانيها هى رمز للعطاء غير المشروط. فلا يقتصر عطاؤها على أبنائها الذين خرجوا من رحمها بل يمتد ليشمل كل من حولها من أصدقاء مخلصين ومن أحباب أوفياء. هي نهر من الخير يعطي ويمنح الحب حيثما يسير، فتنتشر على ضفافه كل ألوان الحياة من أشجار وزهور وثمار وفراشات وطيور، وكما منحهم النهر الحياة فإنهم يمنحونه بهجتها ويحتضنون ضفافه بكل أطياف الجمال.
وتختتم:"هذا ما تريد لوحاتي أن تقوله، إنها تعبير مرئي تجريدي عن رحلتي في الحياة مع كل من حولي من ابناء وأصدقاء ومحبين كيف نكون لبعضنا البعض، وكيف خضنا معًا الكثير، كنت سببا في وجودهم يوما، وأنا اليوم بهم اكون".
من المعرض من المعرض من المعرض من المعرض