تبوأ المكانة الكبرى من بين فقهاء المذهب المالكي في بلاد الأندلس، وعُين قاضيًا للقضاة، أما مؤلفاته الفقهية فتمتاز بأنها مصدرًا هامًا لدراسة الأحوال السياسية والاجتماعية والحضارية خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، وفوق هذا كله فهو جد أحد أعظم فلاسفة الإسلامة.. إنه الفقيه المالكي أبي الوليد بن رشد "الجد"، وقد أطلق عليه لقب "الجد" تمييزًا له عن حفيده الفيلسوف والفقيه الكبير، وفي ذكرى وفاته نستعرض أهم المحطات الكبرى في حياته.
موضوعات مقترحة
وُلد أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المشهور بابن رشد الجد (450هـ/ 1058م)، وقد درس الفقه وعلومه بقرطبة قبل أن يجلس للفتوي ويصير أشهر فقهاء زمانه، وأطلق عليه الفقهاء في مذهب مالك "ابن رشد" فإذا نقلوا عنه أو رجحوا قوله أو ذكروا رأيه و أثبتوه فهم يعنونه ولا يقصدون غيره؛ فكانت عليه مدار الفتوى في بلاد الأندلس والمغرب.
تمتع ابن رشد الجد بحضور لافت في المجتمعين المغربي والأندلسي،وكان من فقهاء مجلس أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، عاهل دولة المرابطين.
تولى ابن رشد الجد منصب قاضي الجماعة "قاضي القضاة" لمدة أربع سنوات، وطلب بعدها إعفاءه سنة 515هـ، ليتفرغ لإتمام كتابه الضخم في الفقه «التحصيل والبيان»، إضافة إلى كتابه الشهير «المقدمات» في الفقه أيضا.
وتوفي في 19 ذو القعدة عام 520هـ/ 6 نوفمبر 1126م ، وهي سنة ميلاد حفيده ابن رشد الفيلسوف.
ترك ابن رشد الجد العديد من مشاهير التلاميذ، الذين صار كل منهم أستاذًا في تخصصه، مثل القاضي عياض صاحب المؤلفات الشهيرة ، مثل "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك"، وكتاب"الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، والمؤرخ الكبير خلف بن بشكوال صاحب كتاب "الصلة في علماء الأندلس"،
ترك ابن رشد الجد العديد من ألمؤلفات، أشهرها:"المقدمات الممهدات لمدونة مالك، البيان والتحصيل، ومختصر شرح معاني الآثار للطحاوي، واختصار المبسوطة"، وغيرها.