حرص محمد أمين فكري بك في كتابه، "إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا" على وصف كبريات المدن الأوروبية خلال رحلته عام 1892م،وذلك حينما كان ضمن الوفد المصري المشارك في مؤتمر المستشرقين في كوبنهاج، (عاصمة الدنمارك) مثلما كان يطلق عليها قديمًا بدلًا من "كوبنهاجن" الحالية.
موضوعات مقترحة
كتاب إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا تأسست "كوبنهاجن" في القرن الثاني عشر للميلاد، في موضع قرية صغيرة كانت هناك لبعض الصيادين، ومازالت المدينة تنمو حتى اتخذها الملك كرستوف مقرًا لملكه عام 1443م واستمر في تحسينها، مؤكداً أن الدنمارك كانت تستوطنها شعوب الفايكينج، ورغم كونه بلدًا صغيرًا، إلا إنه في العصور القديمة دخل في حروب مع دول كثيرة في أوروبا.
أطول رحلة جغرافية
وكتاب "إرشاد الألبا" هو أطول رحلة جغرافية لمصريين، وتمت طباعته نهايات القرن التاسع عشر.
ويضيف فكري بك في رحلته أنه تم الاستمرار في تحسين القرية حتي شُيدت فيها العمارات الضخمة والمحال التجارية بين عامي 1588 إلي سنة 1648م، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من النجاح والغنى، وصارت ثروة المملكة ومقر تجارتها، حيث يمتلك أأهل كوبنهاجن نحو 457 سفينة تجارية، منها 157 سفينة تجارية تنقل تجارتها إلي البلاد البعيدة، وتشمل الصادرات: الحبوب، والجلود، والصوف، والزيت، والسمن، والمصنوعات الفخارية والخزفية والورق وغيرها، بحسب وصف فكري بك.
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشروتقع الدنمارك جنوب غرب السويد، وجنوب النرويج، وتحدها من الجنوب ألمانيا حيث حدودها الأرضية، وتتكون من قطعتين جغرافيتين متمايزتين: الأولى هي شبه جزيرة وتدعى جوتلاند، والثانية أرخبيل من الجزر الموجودة في بحر البلطيق، وقد نزل الوفد المصري في فندق "كونجن أف دامرك"، وقد كان من أغلي الفنادق وأشهرها خلال القرن التاسع عشر.
وصف محمد أمين فكري الشوارع العتيقة بالدنمارك، فبها من بعض الجهات خلجان متفرعة من البحر، أما في وسط السوق فيوجد الميدان الذي يتوسطه تمثال الملك كرستيان الخامس علي حصانه، ويتفرع من الميدان ثلاثة عشر شارعًا، وعلي يمين الميدان مقر أكاديمية الفنون وجنوب الميدان التياترو الذي يسع نحو 1700 متفرج، كما يتواجد تمثال لأشهر شعراء الدنمارك مصنوع من البرونز، وبالقرب من التياترو يتواجد البنك الأهلي.
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشركما وصف محمد أمين فكري بك دار الكتب التي كانت تضم في نهايات القرن التاسع عشر نحو 55 ألف كتاب، منها عشرون ألف مجلد مكتوبة بخط اليد كما وصف دار التحف المعروفة بمتحف تورفالدسن والتي بنيت عام 1839م وأكد أن "البلاد تتقدم وتبلغ أعلي درجة في الثروة والمال إذا عرف أهلها فضل علمائها بينما تصل للانحطاط إذا تمادت فلا يجد الكاتب من يشتري مؤلفه ولا يكافئه ولا يجد الصانع الماهر من يبذل القليل من المال في اقتناء بدائع صنعته ومساعدته.
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشرالدنمارك في جمعية المهندسين
وبعد مرور أقل من نصف قرن علي رحلة المصريين للدنمارك في نهايات القرن التاسع عشر، استعرضت جمعية المهندسين في مصر في شهر مارس عام 1933م، وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية بأشهر قليلة، محاضرة علمية ألقاها سليم عمون مدير أعمال مصلحة الطرق والكباري عن كوبري البلت الصغير بالدنمارك.
وتم عرض فيلم تسجيلي عن هذا الكوبري، الذي يقع بجزيرة فيوني علي مقربة من شاطئ جوتلاند، حيث كان يمتاز الكوبري آنذاك بالطريقة المبتكرة في تنفيذه، والتي استعملت في أساسياته، بالإضافة لضخامته والتوصل العلمي لتركيب الجزء العلوي منه.
عملية إنشاء كوبري بلينت بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن وقال «عمون» إن الكوبري الحديدي هي أول خطوة من برنامج لإيصال الجزر الدنماركية بعضها البعض وبشاطئ جوتلاند للاتصال بالقارة الأوروبية ذاتها، حيث كانت المواصلات تتم بالمعديات التي تفقد فائدتها بسبب الضباب والثلوج في الأصقاع الشمالية، مؤكدًا أن للمواصلات أهمية كبري في حياة الشعوب والحكومات لأنها شرط من شروط التقدم بل ميزة من مميزات الحضارة العصرية.
وتضم المنطقة التي بنى فيها الكوبري تيارات متغيرة الاتجاه تصل سرعة الأموج فيها لنحو ثلاثة أمتار وربع في الثانية، كما أنه يتغير منسوب المياه فيها بمقدار ثلاثة أمتار بسبب المد والجزر والأهواء والتيارات الشديدة؛ لذا تطلب وجود فتحة في الكوبري فوق منسوب المياه العالية.
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشروبعد إلقاء المحاضرة النادرة بعدة أشهر، نشبت الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م، ووقفت الدنمارك محايدة ولكن في 9 إبريل عام 1940م سارعت ألمانيا النازية آنذاك إلى ترسيخ سيطرتها على جسر الحزام الصغير «البلت» الذي ذكرته المحاضرة النادرة، لتستمر وقائع الحرب العالمية الثانية الحرب الأوسع في التاريخ، والتي أخلفت ملايين الضحايا قبل أن تنتهي في النصف الثاني من سبتمبر عام 1945م.
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشر
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشر
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشر
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشر
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال القرن التاسع عشر