Close ad

شريهان.. رحلة التحديات والتجارب الإنسانية وسؤال حاضر في نفسها وذاكرة محبيها

6-12-2024 | 13:01
شريهان رحلة التحديات والتجارب الإنسانية وسؤال حاضر في نفسها وذاكرة محبيها النجمة شريهان
سارة نعمة الله

أيقونة من الجمال الفاتن الذي لا يقف بمرور الزمن وتقادم تجربته الفنية، تحتفظ هي فقط بمكانة خاصة في قلوب محبيها الذين تعلقوا بها منذ بداية رحلة الصعود التي جمعتها بالكبار في مقدمتهم الفنان الراحل فؤاد المهندس، الذي كانت تعتبره أبًا لها، تمر السنوات وتتعاقب الأجيال ولا يذكر اسم نجمة للاستعراض ربطت بين عقود زمنية مختلفة إلا هي ذات الأحرف الستة المحفورة في ذاكرة زملائها وجمهورها.

موضوعات مقترحة

شريهان.."مواليد 6 ديسمبر 1964" النجمة التي لم يختلف اثنان على موهبتها الفذة واجتهادها في صناعة تجربتها الفنية ذات الخصوصية والاستثناء، رحلة بدأتها النجمة في سن صغير عندما دخلت لبوابة عالم الفن في عمر الطفولة بعد خبرة اكتبستها لتعلم فنون الرقص في إسبانيا وفرنسا ولندن في سن السابعة من عمرها.

عزيمة وإرادة شريهان

تحتفظ نجمة الاستعراض بمكانة خاصة في الوطن العربي، ويطول الحديث عن تجربتها الفنية، ولكن ماذا عن تجربتها الإنسانية؟، فمن المؤكد أنها رحلة تستدعي التوقف والتأمل لأنها ببساطة وضعت لها عنوانًا عريضًا، وهو "الإرادة" التي جعلتها مثل "اللؤلؤ" الذي يندر الوصول إليه داخل الأصداف البحرية، فكم من مرحلة حرجة مرت بها شريهان كان من الممكن أن تقضي عليها بل على حياتها كاملة وينتهي بها الأمر لتتخلص من حياتها كما يفعل بعض المشاهير الذين لا يحملون تلك العزيمة والإرادة لمواجهة أزماتهم النفسية.

وربما تجلس شريهان مع ذاتها بين الحين والآخر وتتساءل كيف مرت بهذه التجارب والآلام، ونحن أيضًا كمحبين للنجمة "الأيقونة" نتساءل حول القوة التي منحتها تلك الطاقة الإيجابية لمواجهة تلك الأزمات، وكم من سيناريوهات وضعتها هي لحياتها ووضعها الآخرون لها من جمهورها أو حتى منافسيها كان من الممكن أن تعصف بها، لكن حبها للفن الذي أحترمته ولجمهورها الذي كتب لها سطور نجاحها جعلها دائمًا في حصن آمن لا تهزمه المعارك.


النجمة شريهان

هجرة شريهان للصحافة

مرت شريهان بعدة أزمات في حياتها، بداية من بعض أقلام الصحافة التي كانت تحاول تشويه صورتها بين الحين والآخر، للدرجة التي جعلتها تتوقف عن الظهور الإعلامي والأحاديث الصحفية لعدة سنوات، وهو ما ذكرته في أكثر من لقاء قديم لها في برامج مثل "حوار صريح جدًا" مع الإعلامية منى الحسيني، "على الهواء" مع الإعلامي عماد أديب، حيث أكدت أن حواراتها الصحفية يضاف لها "ملح وفلفل" بحسب وصفها وأنها تظهرها كإنسانة لا تكترث بالفن وتتمتع بالغناء والثروة الذي يجعلها تتحكم في كل شىء، وأنها مهملة في حياتها الشخصية، ولا تحافظ على مواعيد عملها، حتى أنها اتهمت بأنها لا تقدر جمهورها الذي ذهب لمشاهدة مسرحيتها "شارع محمد علي" أكثر من مرة وتم إلغاء العرض.

الأمر الذي علقت عليه النجمة مؤكدة أنها تقدر وتحترم جمهوها ولا تستطيع أن "تسرق جيبه" بحسب وصفها، فكيف يمكن أن تعرض مسرحيتها بدون وجود راقص معين مما يجعلها تضطر لإلغاء بعض الرقصات أو دون وجود بطل العرض الأساسي النجم الراحل هشام سليم الذي ارتبط نجاح المسرحية به لمدة أربع سنوات، وهنا تروي شريهان في لقائها مع الإعلامي عماد أديب وتقول:"في إحدى ليالي العرض، تعرض هشام سليم لوعكة صحية بعد ارتفاع درجة حرارته التي وصلت لـ 40 درجة وكان بدأ مرحلة التخريف، وذهبت إلى منزله ونقلته إلى المستشفى، ورفضت تقديم العرض بدونه فكيف يمكن أن أقضي على نجاح زميل لمدة سنوات كان فيها نموذجًا للالتزام ولا أتحمله لمجرد وعكة صحية مر بها".

ربما يكون القيام بمثل هذا الأمر عند بعض الفنانين أمرا محتومًا، ويرون أن العرض لابد أن يستمر لكن شريهان بما تحمله من جانب إنساني وتقديري لزملائها يختلف لديها الأمر، ما جعلها تكون شراكة ناجحة في العديد من الأعمال نبعت من صداقة مخلصة للنجم الراحل هشام سليم.


النجمة شريهان والفنان الراحل هشام سليم

شريهان تهزم المرض والعجز

حادث أليم يتسبب لها في كسر بعمودها الفقري، ما استلزم مكوثها في السرير لمدة عامين، ثم إصابة بسرطان الغدد اللعابية الذي تسبب في تغيير ملامحها وتغيير وزنها وارتباكه حتى أنه وصل في إحدى الفترات إلى 117 كيلو جرام وهو أمر بالكاد من الممكن أن يدفع صاحبه للتخلص من حياته خصوصًا إذا كان محتفظًا بشكل معين في ذاكرة جمهوره بل أنه نجم الاستعراض الأول في الوطن العربي.

لم تستسلم شريهان وبقيت مقاتلة فقد عادت بعد الحادث الذي أمكثها عامين بدون حركة وتحدت ذاتها لتقدم مسرحية "شارع محمد علي" التي كان من الممكن أن تقضي على صحتها مرة أخرى حيث تحاملت على نفسها بتدريبات مكثفة تمتد لأكثر من 12 ساعة متواصلة لأنها كانت دائمًا تريد أن يخرج العرض بنفس جودته وامتيازه مثل افتتاحه في أول مرة وهذا من جانب، أما الجانب الآخر والذي يؤكد على عزيمتها يتمثل في كونها لم تكن تريد أي أن تشعر نفسها بالعجز من جانب آخر.


النجمة شريهان

شريهان رحلة تمتلئ بالتحديات

وتستمر إرادة شريهان لتهزم المرض اللعين الذي نهش ليس فقط في أعضاء جسدها ولكن في روحها أيضًا وألزمها إجباريًا الابتعاد عن الأضواء في ظل مجدها ونجاحها الفني، تلك الفترة التي قضتها النجمة في التجول بين باريس ولندن ومكة، على أمل أن يتعرف عليها أحد بعد تغيير ملامحها، هنا فقط أدركت شريهان أن عليها تحديًا أكبر عليها أن تخوضه بروح المقاتل في المعركة حتى تعود للحياة من جديد.

تحديات أخرى في رحلة شريهان بدأت مبكرًا، عندما قررت دراسة الحقوق لتثبت لعائلة والدها الذين يعملون بمجال المحاماة والذين كانوا أيضًا يرفضون عملها كفنانة، قدرتها على الحصول على نفس شهادتهم لتؤكد أنها "كفنانة تستطيع أن تحصل على شهاداتهم لكنهم لا يمتلكون موهبتها"، هذا مرورًا بأزمات أخرى خلقت منها عودًا صلبًا كوفاة والدتها عواطف خورشيد والتي كانت شديدة التعلق بها بل أنها كانت كل حياتها وأكثر إنسان يؤمن بموهبتها حتى أنها أنتجت لها أولى أفلامها "الخبز المر"، وليس هذا فقط بل أن رحيل أخيها غير الشقيق عازف الجيتار الشهير الراحل عمر خورشيد فجاءة والذي كانت تتعلق به كثيرًا كان صدمة كبيرة لها في مقتبل حياتها الفنية.


النجمة شريهان

التجارب والتحديات التي مرت بها شريهان في رحلتها الفنية وتجربتها الحياتية تظل عنوانًا عريضًا للإرادة والتحدي والقوة لكل من كانت حياته محفوفة بالآلام والصدمات، وتظل هي فقط نجمة استثنائية لم تخذل جمهورها الذي ارتبط بها منذ صعودها المبكر ولا يزال ينتظر عودتها ورؤيتها حتى وإن كانت هذه الإطلالة مجرد مرور عابر عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.    


النجمة شريهان

النجمة شريهان

النجمة شريهان

النجمة شريهان

النجمة شريهان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة