قال رئيس مكتبة قطر الوطنية الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوّاري، إن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدّولي ليست "مجرّد حدث عابر في سماء الثقافة العربيّة بقدر ما هي انتصارٌ آخر للشخصيّة العربيّة التي لا ترى في هويّتها القوميّة انغلاقاً على الذّات رغم ما تعانيه من عداءٍ معلنٍ ومُبطّن في الخطاب الثقافي الغربي".
موضوعات مقترحة
وأضاف في ندوة أقيمت بالتعاون مع المركز القطري للصحافة في الدوحة تحت عنوان "عقد من الإنجاز" احتفاءً بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن الاستمرار في هذا المشروع/ المبادرة "من أبرز تجليات ديناميكيّة الشخصيّة العربيّة المعاصرة، وأحد عواملِ تجدّدها، لا سيما وهيَ تجعلُ من اللّغة العربيّة لغةً مُحاورة للغات العالم".
وتابع الكوّاري في مداخلته التي حملت عنوان "الترجمة بوصلةُ الاستئناف الحضاري" قائلاً: "عندما نتحدّث عن (الاستئناف الحضاري) فإنّنا نقرُّ بوجود مقوّمات لهذا الاستئناف، وهيَ مقوّمات موضوعيّة، وإن كانت متشابكة مع ما هو ذاتي، فلو لم يكن الشيخ حمد بن خليفة مؤمنًا بدور الترجمة في إحداث التغيير الثقافي وبناء علاقات دوليّة متجدّدة وندّية مع العالم، لَما كانت الترجمة جزءاً من هذه المقوّمات. فالعامل الذّاتي مهمّ في أيّ مشروع حضاري... ولا معنى للمشاريع التي تولدُ دونَ رغبة ذاتية في إنمائها، وكلّما كانَت للمشاريع إرادة ذاتيّة تتحلّى بالإيمان العميق برسالتها فإنّها تثبتُ في تُربة الواقع وتينعُ وتكبرُ مثل شجرة وارفة للمعرفة".
بدورها، قالت الدكتورة حنان الفياض، الناطق الرسمي والمستشار الإعلامي للجائزة، إن هذه المبادرة التي أطلقتها دولة قطر في عام 2015، هدفت إلى تحقيق الدعم الموجه والمستدام لعملية الترجمة بين اللغة العربية وأكبر عدد ممكن من اللغات العالمية، ومكافأة ودعم جهود الأفراد والمؤسسات التي تعمل على تقريب وجهات النظر وتبديد المغالطات والرؤى النمطية الخاطئة بين الشعوب، مشيرة إلى أن الجائزة بعد سنوات قليلة من انطلاقها، أصبحت "أهم وأكبر جائزة ترجمة في العالم من اللغة العربية وإليها، من حيث القدر والتأثير والقيمة".
ولفتت إلى أن للجائزة مجلس أمناء ولجان تحكيم دولية مستقلة وطواقم تنفيذ حرفية، موضحة أن فئة "الكتب المفردة" تختص بالترجمات الفردية المميزة، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسة المختارة في هذه الفئة كل دورة، أما "فئة الإنجاز" فتختص بتكريم الجهود طويلة الأمد المبذولة من قِبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، وأن الجائزة لهذه الفئة تُمنَح بناء على مجموعة أعمال تم إنجازها في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها ساهمت في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.
واستعرضت الفياض من خلال عرضٍ مرئيّ حمل عنوان "من العربية إلى البشرية"، الزيارات والجولات التي قام بها الفريق الإعلامي للجائزة في دول العالم ومنها: الهند، وباكستان، وزنجبار، ونيجيريا، وكازخستان، وبلغاريا، وهنغاريا، وفرنسا، وإسبانيا، وروسيا، وبريطانيا، وألمانيا، والمكسيك، والكويت، وعُمان، والأردن، ومصر، والمغرب، والصومال. كما استعرضت الندوات التي عقدتها الجائزة سواء الحضورية منها أو تلك التي عن بُعد، وكذلك الأخبار التي تناولت الجائزة ومسيرتها وإنجازاتها بلغاتٍ عدة في أبرز الصحف العالمية، وكذلك أهم المقابلات التلفزيونية التي كُرست للتعريف بالجائزة وفئاتها واللغات المستهدفة فيها سنوياً.
وبينت الفياض أن الجائزة عبر عشر سنوات تلقّت مشاركات من 48 بلداً، شملت 37 لغة رئيسية وفرعية اختير عدد منها مرتين.
وبيّنت الفياض قيمة تنوع اللغات المطروحة في كل دورة، وأشارت إلى المهنية والشفافية التي تتمتع بها لجان الجائزة؛ مما أكسب الجائزة التي يبلغ مجموع جوائزها مليوني دولار أمريكي مصداقية عالية في الأوساط الثقافية العالمية.