عرفت مدينة الأقصر وبقية مدن وقرى صعيد مصر على مدار تاريخها الممتد لآلاف السنين، لعبة أو رقصة العصا أو التحطيب، وهى لعبة تنتمي إلى الفنون القتالية، وتحولت إلى فن استعراضي في الأعوام الماضية، وأصبحت تقام لها مهرجانات خاصة تجمع عشرات اللاعبين المحترفين من جميع المحافظات، بوجود محكمين أو شيوخ اللعبة المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة.
موضوعات مقترحة
المهرجان القومي للتحطيب المهرجان القومي للتحطيب
وتنطلق في السابعة مساء اليوم الخميس، فعاليات المهرجان القومي للتحطيب في دورته الرابعة عشرة، بساحة أبوالحجاج الأقصري بمحافظة الأقصر، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر.
يقول الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس المهرجان للتحطيب ومخرجه، لـ"بوابة الأهرام"، إن المهرجان أسسه المخرج الراحل عبد الرحمن الشافعي، واللعبة لها أهمية كبيرة لاعتبارها تراثا ثقافيا وفنيا كبيرا اللعبة يمارسها أهل الصعيد ويشارك في المهرجان لاعبون من محافظات مختلفة.
وأضاف المهرجان يقدم مع التحطيب فرق فنية برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة وهناك هذا العام فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي وفرقة بني سويف للفنون الشعبية والمنيا وبني سويف وأسيوط وسوهاج والأقصر.
ولعبة التحطيب تعد فنا شعبيا تراثيا يعبر عن البيئة المصرية وتعرف بصعيد مصر باسم "لعبة الرجال"، وهو من الألعاب التي تشجع على الفروسية والمهارة في القتال وتعلم لاعبيها الكثير من الخصال الحميدة، وهو فن له قواعده وأصوله الصارمة التي لا بد من تعلمها جيدا قبل حمل العصا، وأضاف الشافعي، أن لعبة التحطيب المتوارثة منذ العصر الفرعوني، تم إدراجها بمنظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في ديسمبر 2016، وذلك لتناقلها من جيل إلى جيل بدءا من عصر الفراعنة وحتى الآن، وحرصت الهيئة العامة لقصور الثقافة على تأسيس المهرجان القومي للتحطيب بمحافظة الأقصر، حفاظا على مكتسبات فنونا الشعبية وتأكيدا على دورها الثقافي والجماهيري.
وتابع، إن لعبة التحطيب لعبة فرعونية قديمة تم اكتشافها من خلال النقوش على المعابد وبالأخص على مقابر بني حسن في المنيا وتمارس أيام الفراعنة، فهي عنوان الثقة بالنفس والقوة والشهامة والرجولة واكتشف أنها موجودة بالصعيد بالأخص وغير موجودة بالمحافظات الأخرى، ويقام المهرجان في توقيت العيد القومي للمحافظة، كما أنه في نفس الشهر يكون هناك تعامد الشمس على معبد الكرنك
سر إقامة الاحتفال بجانب معبد الأقصر
وتابع الشافعي " سمعنا عن اللعبة من أصحابها لم نأت بفكرة مسبقة رايحين ننفذها، وأول ما بدأ المهرجان كان المشايخ يلعبونها بالشوم أي العصا الغليظة وهي من سمات أهل الصعيد فهي رمز وجزء من شخصيته لها هيبة ومكانة وتختلف لعبة التحطيب من محافظة لأخرى، ولعبة التحطيب هي لعبة رجال في المقام الأول وذلك لخشونتها، مشيراً إلى الدولة المصرية منذ عدة سنوات تولي اهتماما خاصا بلعبة التحطيب فأصبح هناك مهرجان سنوي يقام في الأقصر منذ عقد كامل.
ولعبة التحطيب في الأساس هي عبارة عن مبارزة ورقص بالعصا بين شخصين على أنغام المزمار يلاعبان بعضهما البعض وسط دائرة من المتفرجين والمشجعين، في البداية يتبادل اللاعبون التحية مما يعنى استعداداهما لبدء اللعبة، ليقول أحدهم ساه أي أنه قد حان الوقت لبدء اللعب، أما كلمه سوه فتعنى أنه قد تم انتهاء اللعب.