Close ad

كلمة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في المؤتمر الـ48 لقادة الشرطة والأمن

4-12-2024 | 18:47
كلمة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في المؤتمر الـ لقادة الشرطة والأمن الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
أشرف عمران

بدأت اليوم الأربعاء جلسات المؤتمر الثامن والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس.

موضوعات مقترحة

انطلق المؤتمر بحضور كل من خالد النوري وزير الداخلية التونسي، واللواء محمد جاسم السليطي المدير العام للأمن العام في دولة قطر رئيس المؤتمر، واللواء دكتور أحمد ناصر الريسي رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وفالديسي أوركيزا، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، ورؤساء وأعضاء الوفود والسفراء.

وخلال فعاليات المؤتمر القى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة، وجه خلالها الشكر والتقدير للرئيس التونسي قيس سعيد لدعمه الكريم للتعاون الأمني العربي، مقدرا كل التقدير تفضله بوضع هذا المؤتمر تحت رعايته، ودولة تونس التي تحيط مجلس وزراء الداخلية العرب بكل الرعاية وكامل العناية.

وقال كومان تجتمعون اليوم في مؤتمركم الثامن والأربعين والعالم العربي يواجه تحديات أمنية دقيقة تستوجب منا جميعا السهر على تعزيز العمل المشترك لمواجهتها بكل فعالية.

وتأتي في مقدمة هذه التحديات معضلة المخدرات التي تشكل آفة مستعصية تعرض حياة الناس وصحتهم للخطر وتهدد منوال التنمية وتنخر اقتصاديات الدول بما يصاحبها من فساد وغسل للأموال وتعطيل للطاقة البشرية خاصة لدى الشباب.

وللأسف فإن بعض الدول الأجنبية لا تشاطرنا القلق الذي يساورنا بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، إذ انحسر في السنوات الأخيرة اهتمامها بمواجهة هذه المشكلة وتقلص الجهد الذي توليه لمكافحتها.

وفي ظل هذا الوضع ونظرا للاتجاه المتزايد لإباحة تعاطي بعض المواد المخدرة، كثفت دولنا العربية جهودها لمواجهة هذه الآفة، كما تجلى ذلك في عدة إجراءات اتُّخذت هذا العام.

فتنفيذا لقرار صادر عن الدورة قبل الماضية للمجلس بناء على اقتراح من المملكة العربية السعودية، تم هذا العام تشكيل لجنة لدراسة تعزيز جهود المجلس في الوقاية من المخدرات ومكافحتها، كما هو معروض على أنظاركم الكريمة ضمن البند الرابع من جدول الأعمال.

وقد شهد هذا العام كذلك عقد أول اجتماع لفريق العمل المعني بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، الذي سيشكل آلية فعالة في تعزيز التقاسم الحيني للمعلومات حول شحنات المخدرات المرصودة وفي إصدار التحذيرات المبكرة بشأن تهريبها.

واعتمد مؤتمر رؤساء أجهزة مكافحة المخدرات هذا العام مشروعا طموحا تم وضعه بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتعزيز قدرات أجهزة المجلس والدول الأعضاء على مواجهة مشكلة المخدرات خاصة الاصطناعية.

نظمت الأمانة العامة إثر انعقاد هذا المؤتمر اجتماعا مشتركا مع ممثلي وزارات الصحة في الدول العربية كان مناسبة لتعزيز التعاون بين الجانبين وفرصة لمناقشة عدد من القضايا الهامة، مثل وضع خطة للتعامل مع إساءة استعمال العقاقير الطبية والنفسية وتصور للإجراءات والضوابط الخاصة باصطحاب المسافرين للأدوية المخدرة والمراقبة إلى غير ذلك من القضايا ذات الصلة بالمخدرات والمؤثرات العقلية.

ولم يقتصر التعاون في مواجهة المخدرات على الصعيد العربي فقط بل تجاوز ذلك إلى المستويين الإقليمي والدولي.

ودعوني أثمن عالياً في هذا السياق مبادرة الفريق أول ركن عبد الأمير كامل الشمري، وزير الداخلية في جمهورية العراق، بتنظيم مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات، الذي بات مناسبة تجمع دول الجوار العراقي العربية والأجنبية لمناقشة تهديدات المخدرات وتداعياتها على المنطقة، مقدرا كل التقدير حرص الدول العربية كافة على حشد كل الطاقات وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى في هذا المجال.

وفي إطار هذا التعاون الإقليمي، بدأنا هذا العام التشاور مع مشروع الاتحاد الأوروبي الثاني لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، بشأن السبل الكفيلة بمواجهة التهديدات المشتركة المتعلقة بالمخدرات والمؤثرات العقلية.

أما التحدي الثاني الذي أود الإشارة إليه فهو الجريمة الإلكترونية التي تزداد حدتها، في ظل الاعتماد المتزايد على نظم المعلومات في كافة المجالات والحيز الكبير الذي باتت تحتله مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وما تخلفه إساءة استخدامها من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار.

وإن الاستخدام المتسارع للذكاء الاصطناعي يزيد من حدة هذه التحديات ويفرض على دولنا تكييف الممارسة الأمنية للتعامل مع تداعيات هذا الاستخدام.

وفي هذا السياق انعقد في نطاق الأمانة العامة هذا العام أول مؤتمر للمسئولين عن مكافحة جرائم تقنية المعلومات في الدول العربية، كان من بين مواضيعه الأساسية مشروع خطة عربية لمواجهة الجرائم المرتكبة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

كما تم تخصيص اجتماع اللجنة المتخصصة بالجرائم المستجدة لهذا العام لموضوع التداعيات الأمنية للذكاء الاصطناعي وسبل مواجهتها.

ولا شك أن اختيار رئاسة المؤتمر لموضوع جرائم الاحتيال المالي الإلكتروني محورا لأعمالكم اليوم اختيار موفق نظرا لكونه يسمح بمناقشة أحد أنماط الجريمة الإلكترونية الأكثر خطورة.

إلى جانب هذين التحديين، فإن دولنا العربية تواجه تهديدات أنماط أخرى من الجريمة المنظمة كالإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، التي تسهر أجهزتكم الموقرة بكل تفان وإخلاص على مواجهتها وتبذل التضحيات الجسام لتجنيب مجتمعاتنا آثارها الوخيمة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة