يواصل المجلس الأعلى للآثار في مصر تنفيذ رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية التراث الثقافي المصري من خلال استرداد القطع الأثرية المسروقة أو المهربة إلى الخارج، بالإضافة إلى تنظيم المعارض الخارجية التي تساهم في إبراز عراقة حضارة مصر أمام العالم، ففي ظل التحديات العالمية المتعلقة بالآثار، يحقق المجلس نجاحات ملحوظة في استعادة القطع القيمة التي تم تهريبها بطرق غير قانونية، بالإضافة إلى إقامة معارض دولية تسلط الضوء على تاريخ مصر العظيم، مما يعزز من مكانتها الثقافية في الساحة العالمية.
موضوعات مقترحة
ومن خلال هذه الجهود المستمرة، يسعى المجلس الأعلى للآثار ليس فقط لحماية التراث الوطني بل أيضاً لدعم السياحة الثقافية وتعزيز الفهم العالمي لتاريخ مصر الغني والمتنوع.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز جهود المجلس الأعلى للآثار في قطاع استرداد القطع الأثرية، فضلاً عن مناقشة مشروعات الترميم وإقامة المعارض الخارجية التي تسلط الضوء على الحضارة المصرية العريقة.
استرداد 67 قطعة أثرية من ألمانيا
في إطار التزامه بالحفاظ على التراث الثقافي المصري وتعزيزه على الساحة الدولية، أعلن المجلس الأعلى للآثار عن نجاحه في استرداد 67 قطعة أثرية من ألمانيا، تعود إلى فترات تاريخية متعددة من الحضارة المصرية القديمة. من أبرز القطع التي تم استعادتها قدم وساق لمومياء محنطة، إلى جانب قناعين وجداريتين تم انتزاعهما من مقبرة الوزير "باك آن رن إف" في سقارة، كما شملت القطع المستردة تمثالاً ملكياً من البرونز ومجموعة من الأوشابتي، التماثيل الصغيرة التي كانت تستخدم في المقابر لتقوم بأعمال المتوفى في الحياة الأخرى. وهذه القطع تُعد إضافة مهمة إلى مجموعة الآثار المصرية المستعادة من مختلف أنحاء العالم.
ضبط قطع أثرية في الموانئ المصرية
في سياق متصل، تم الكشف عن عدد من القطع الأثرية المهربة التي تم ضبطها في الموانئ المصرية، حيث أسفرت معاينات الإدارة العامة للرقابة على المنافذ الأثرية عن ضبط 46 قطعة أثرية من فترات تاريخية متنوعة، كما تمكنت الإدارة المركزية للمضبوطات الأثرية من ضبط 729 قطعة أخرى في الموانئ المصرية، مما يعكس الجهود المبذولة للحفاظ على الآثار المصرية ومنع تهريبها.
نتائج معرض "قمة الهرم حضارة مصر القديمة" في شنغهاي
في إطار تعزيز مكانة مصر الثقافية عالميًا، استعرض المجلس نجاح معرض "قمة الهرم حضارة مصر القديمة" المقام حاليًا في مدينة شنغهاي بالصين، منذ افتتاحه في يوليو الماضي، استقبل المعرض نحو مليون زائر، ومن المتوقع أن يستقبل حوالي 4 ملايين زائر بنهاية مدة عرضه في أغسطس المقبل، هذا المعرض يعد منصة هامة للتعريف بحضارة مصر القديمة وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي بين مصر والصين.
الموافقة على إقامة معرض في المملكة العربية السعودية
وافق المجلس الأعلى للآثار على إقامة معرض أثري مؤقت في المملكة العربية السعودية بعنوان "وما بينهما" والذي سيُعرض في صالة الحجاج بمدينة جدة لمدة أربعة أشهر، حيث سيتم عرض 8 قطع أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، ما يعكس جهود المجلس في تعزيز حضور الآثار المصرية على المستوى الإقليمي والدولي.
بروتوكولات تعاون مشترك مع مؤسسات محلية ودولية
في إطار تعزيز التعاون الدولي والمحلي، تم توقيع عدة بروتوكولات تعاون مع وزارات وجهات معنية، أبرزها بروتوكول التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشأن مشروع "بوابة تراث مصر الرقمي" التي ستتيح عرض المعلومات حول المواقع الأثرية والتراثية المصرية عبر الإنترنت. كما تم الاتفاق مع وزارة الطيران المدني بشأن تطوير متحف مطار القاهرة الجوي ليكون أكثر ملائمة للزوار.
استعادة القطع الأثرية من لبنان
ايماناً بأهمية التعاون مع البلاد المختلفة تمت الموافقة على توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية الإنماء الاجتماعي الثقافي بمتحف نابو في لبنان لاستعادة عدد من القطع الأثرية المصرية من المتحف، حيث يأتي هذا التعاون في إطار جهود المجلس لتعزيز حماية التراث الثقافي المصري عبر الشراكات الدولية.