Close ad

من تراثنا المفقود.. «عقود الجُمان» لابن إياس يُبصر النور عبر سلسلة «التراث الحضاري»

3-12-2024 | 14:08
من تراثنا المفقود ;عقود الجُمان; لابن إياس يُبصر النور عبر سلسلة ;التراث الحضاري; صورة تعبيرية
أحمد عادل

لا تزال مكتبة التاريخ المملوكية تحفل بالعديد من المصادر التي لم تبصر النور بعد، وتتناول عدة جوانب سياسية وحضارية ترسم لنا صورة واضحة لعصر سلاطين المماليك في مصر والشام بفترتيه (البحرية والبرجية)، وكان شيخ مؤرخي مصر الإسلامية محمد أحمد بن إياس (930هـ/1524م) واحدًا من المؤرخين الثقات الذين تناولوا نهاية العصر المملوكي وبداية العثماني بتفاصيله في موسوعته الضخمة "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، لكن تلك الموسوعة لم تكن الوحيدة التي ألفها المؤرخ البارز فهناك كتاب "عقود الجُمان في وقائع الأزمان"، والذي ظل لفترات طويلة في عداد التراث العربي المفقود.  

موضوعات مقترحة

وقد صدر مؤخرًا الجزء الثاني من "عقود الجمان في وقائع الزمان"، بتحقيق ودراسة الأستاذ أحمد سعيد بدير باحث الدكتوراه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وهو كل ما وصلنا حتي اليوم من الكتاب، فالجزء الأول والجزء الثالث في حكم المفقودين. 

ويتناول هذا الجزء من الكتاب الذي بين يدي القارئ حوادث مصر، وتراجم أعلامها من بداية الدولة المملوكية بمصر إلى نهاية سلطنة الملك الناصر محمد بن قايتباي 904هـ، وقد وردت الحوادث مرتبة على ذكر السلاطين المماليك. 

يتناول الجزئين الأول والثالث (المفقودين) سيرة الخلفاء، أما الجزء الثالث منه يبدأ بأخبار دولة الظاهر قانصوه.

وانتهت المدرسة التاريخية المملوكية على أنها تسير في الأساس على طريقة التأريخ لمصر بالنظام الحولي، وذلك بجمع وتلخيص ما أنجزه المؤرخون السابقون ثم كتابة ما تلا ذلك من الأحداث التاريخية، فأرخ المقريزي لتاريخ المماليك في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك"، ثم استكمل ذلك أبو المحاسن بن تغري بردي كتاب المقريزي وذلك في كتابيه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، و"حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور". 

كما اشتهر نظام آخر وهو "التذييل" كما فعل السخاوي حين ذيّل لكتاب "السلوك" للمقريزي في كتابه المسمي "التبر المسبوك في ذيل السلوك"، ثم تنتهي حلقات تاريخ مصر في عصر المماليك بكتابات ابن إياس "بدائع الزهور في وقائع الدهور" و"عقود الجمان في وقائع الأزمان" و"جواهر السلوك في أمر الخلفاء والملوك".

وذكر ابن إياس في كتابه عدد جوانب، منها: الحياة السياسية، والاجتماعية، والدينية، والعلمية، والنشاط الاقتصادي والعُمراني لمصر في فترة حكم المماليك البحرية والجراكسة حتى نهاية عهد السلطان الناصر محمد بن قايتباي، وهذه الأخبار اعتمد المؤلف في سردها على ما أورده في كتابه بدائع الزهور؛ لأن عقود الجمان هو كتاب مختصرًا عن بدائع الزهور.

ونظرًا لضعف اهتمام العامة وأهل العلم وعوامل أخري سيأتي ذكر بعض منها، لجأ أصحاب المؤلفات التاريخية وخاصة المطولة إلى اختصارها، وكان أقربها عهدًا اختصار ابن تغري بردي لكتابه "النجوم الزاهرة"، ثم اختصر ابن إياس كتابه بدائع الزهور في كتاب سماه "عقود الجمان في وقائع الأزمان"، ثم في كتاب "جواهر السلوك"، وقد ذكر الباحث أسباب ودوافع التي أدت إلى انتشار المختصرات.

وفي ختام تحقيقه للكتاب، قال الباحث أحمد سعيد بدير:"لا يسعني إلا الشكر لمن وجهني لتحقيق هذا الكتاب وإخراجه للباحثين في مجال الدرسات التاريخية، وأقول لا أدعي أنَّ تحقيقي لهذا الكتاب القيم قد وصل حدَّ الكمال، فاكمال لله وحده، ولكني بذلتُ فيه طاقتي، والله تعالي الموفِّق والهادي". 

وقد حمل الكتاب رقم "70" من سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي ترأس تحريرها الكاتبة سلوى بكر، فيما يشغل الدكتور أسامة السعدوني جميل مدير تحريرها، وتهتم بنشر عيون التراث الحضاري على مدى الأزمان.


كتاب عقود الجُمان في وقائع الأزمانّ لابن إياس كتاب عقود الجُمان في وقائع الأزمانّ لابن إياس
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة