Close ad

العلاقات المصرية الإماراتية.. نموذج مشرق للعمل العربي المشترك| صور

2-12-2024 | 16:19
العلاقات المصرية الإماراتية نموذج مشرق للعمل العربي المشترك| صورمصر والإمارات

تظل العلاقات بين مصر والإمارات نموذجًا يُحتذى به في التعاون العربي المشترك، خاصة في مجالات الدعم الإنساني والسياسي والاقتصادي، وقد تجسد ذلك بوضوح في مواقف البلدين خلال الأزمات، أبرزها الأحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. هذا التعاون المشترك يشمل مجالات عدة مثل الدعم الإنساني، التعاون السياسي، الاقتصاد، الثقافة، والتعليم، مما يعكس عمق الروابط بين البلدين والشعبيين.

موضوعات مقترحة
الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد

تعاون مصري إماراتي لإغاثة الفلسطينيين في الأوقات العصيبة

تسجل دولة الإمارات العديد من المبادرات الإغاثية الطارئة التي تعكس التزامها التاريخي والإنساني تجاه قضايا الأمة العربية، وخاصة دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، سارع البلدان في تقديم الدعم العاجل، حيث قاد التعاون المصري الإماراتي لعمليات إغاثية واسعة النطاق شملت إرسال مساعدات غذائية وطبية وإقامة مستشفيات ميدانية.

مبادرة "الفارس الشهم 3" التي أطلقتها الإمارات كانت إحدى أبرز الأمثلة على هذه الجهود. حيث تم نقل 47 ألف طن من الإمدادات الإنسانية عبر 519 رحلة جوية و181 عملية إسقاط جوي، بالإضافة إلى إرسال 600 شاحنة و12 باخرة محملة بالإمدادات. كما تم توفير الرعاية الطبية لنحو ألف جريح ومريض من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات، إضافة إلى إنشاء مستشفيات ميدانية في القطاع.

الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد

شراكة إستراتيجية ممتدة: 53 عامًا من التعاون

العلاقات بين مصر والإمارات تعود إلى أكثر من 53 عامًا، وهي قائمة على فهم مشترك للتحديات الإقليمية والدولية. منذ تأسيس دولة الإمارات في 1971، كان لمصر دور رئيسي في دعم هذا الاتحاد الجديد، واحتفظت العلاقات بين البلدين بتقارب سياسي عميق يعكس التفاهم المشترك وتنسيق المواقف في القضايا العربية والإقليمية.

منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات تطورًا مستمرًا، خاصة بعد الدعم الذي قدمته الإمارات لمصر في العديد من الأزمات، بدءًا من الحرب العربية 1973، مرورًا بحرب أكتوبر 1973، وصولاً إلى دعم الإمارات لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.

الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد

التعاون الاقتصادي: الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر

تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر، حيث تمتلك أكثر من 1485 شركة تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل الاتصالات، السياحة، البنية التحتية، الصناعة، والزراعة. على مدار السنوات الأخيرة، تزايدت الاستثمارات الإماراتية في مصر لتصل إلى نحو 65 مليار دولار، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كما سجل حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات رقماً قياسياً بلغ 3.98 مليار دولار في 2023، مما يعكس النجاح الكبير في بناء شراكة اقتصادية متنوعة ومزدهرة بين البلدين.

الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد

تعاون ثقافي لبناء جسور بين الشعوب

العلاقات الثقافية بين مصر والإمارات تمثل جانبًا آخر من التعاون المستمر بين البلدين. إذ أسهمت البعثات التعليمية من مصر إلى الإمارات في نشر التعليم وتطوير المجال الصحي، فضلاً عن إرسال الطلاب الإماراتيين إلى مصر منذ عام 1927.

كما دعمت الإمارات العديد من المشاريع الثقافية في مصر مثل ترميم متحف الفن الإسلامي وتطوير مكتبة الإسكندرية. وتستمر الجهود الثقافية عبر تنظيم المعارض والفعاليات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات الثقافية.

المساعدات المصرية الإماراتية لإغاثة غزة

التعاون الإعلامي والتعليم من أجل بناء شراكة معرفية

تسعى مصر والإمارات إلى تعزيز التعاون الإعلامي والتعليم الرقمي. منذ عام 1988، وقع البلدان بروتوكول تعاون إعلامي لتبادل الخبرات في مجالات الإعلام والصحافة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الإمارات ومصر العديد من المبادرات التعليمية المشتركة مثل مدرسة دبي الرقمية، التي تهدف إلى توفير تعليم رقمي نوعي للطلاب في العالم العربي.

كما تواصل الإمارات توفير فرص تعليمية لأكثر من 75 ألف طالب مصري في مؤسساتها التعليمية، ما يعكس عمق التعاون بين البلدين في هذا المجال.

الرياضة جسر للتعاون بين الشعبين

على مدار 52 عامًا، أسهمت الرياضة في تعزيز العلاقات بين مصر والإمارات، بدءًا من تبادل المدربين واللاعبين وصولاً إلى التعاون في تنظيم البطولات الرياضية. مصر والإمارات تعاونتا في تنظيم العديد من البطولات الرياضية المشتركة، مثل كأس السوبر المصري الذي أقيم في الإمارات خلال السنوات الأخيرة، وكذلك استضافة مصر للبطولات الإماراتية.

كما كان للمدربين المصريين دور بارز في تطوير الرياضة الإماراتية، حيث تولى العديد منهم تدريب المنتخبات الوطنية الإماراتية.

الجهود المشتركة في دعم قضايا الأمة العربية

العلاقات المصرية الإماراتية لم تقتصر على التعاون الثنائي فقط، بل امتدت لتشمل دعم القضايا العربية الكبرى. منذ السبعينات وحتى الآن، كانت الإمارات ومصر شركاء رئيسيين في دعم القضايا الفلسطينية، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، خاصة في ليبيا وسوريا واليمن.

ويظل التعاون بين البلدين في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك التنسيق المستمر في مواقفهما السياسية على الساحة الدولية، من أبرز علامات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات.

سعي نحو مستقبل مشترك مشرق

إن العلاقات المصرية الإماراتية تشهد تطورًا مستمرًا على كافة الأصعدة، بدءًا من الدعم الإنساني والسياسي، مرورًا بالتعاون الاقتصادي والثقافي، وصولاً إلى تعزيز الشراكات الأمنية والعسكرية. هذه الشراكة تعد نموذجًا مشرقًا للعمل العربي المشترك، الذي يسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة، ويؤكد على أهمية التنسيق المستمر بين الدول العربية في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن والتنمية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة